العدد 5679
الخميس 02 مايو 2024
banner
خولة الهاجري
خولة الهاجري
أول هزيمة لا تثني العزيمة
الثلاثاء 16 مايو 2023

لكم هو صادم أن تنهزم لأول هَبّة يأس فتتراجع في منتصف الطريق! وتدرك لاحقاً بأنك كنت على أعتاب النجاح وتحقيق الحلم.
فتتساءل هل كانت تلك هزيمة أم كان فشلاً ؟
أولاً : يجب أن لا نخلط بين الفشل والهزيمة، علينا أن ننتبه لتعريف المصطلحين؛ فالفشل يعني "افتقاد النجاح"، أما تعريف الهزيمة فإنه "نهاية فاشلة لمحاولة الحصول على أمر ما".
ثانياً : إن فشلت فاعتز بتجاربك الفاشلة إن كانت نيتك خير، أوٙليست الدنيا سوى مغامرة كبيرة؟! واعلم أنه : ليس كل من طلب الخير وُفّق له، وليس كل من وفق في الدنيا ونال مراده فهو دليل على محبة الله له، فلربما تكون طيباته عُجّلٙت له، وأُجّلت لك. 
أمّا إذا هُزمت في معركة الحياة – وكثيراً ما يُهزم الشرفاء – فلا تتخلى عن مبادئك، فالإنتصار الحقيقي أن لا تفقد ذاتك وأن تحافظ على سلامة قلبك في رحلة الحياة، فمهمتك الدائمة هي أن تكون نيتك محبة الخير وإرادته وبذل الوسع في سبيله، ونية المرء خير من عمله، ومن أصلح قلبه تولى الله له صلاح الدنيا والآخرة، وهو سبحانه إن أغلق باباً فتح غيره .. وإن سُدت كل الأبواب؛ فجنّتك في صدرك مفتوحة، وتذكر دائماً أن عليك السعي والنتيجة قدر مكتوب، ولا تُبالغ في الاستعداد لأي وجهةٍ أو هدف وتنسى متعة الطريق، ثُمّ تكون كالذي بالغ في تجهيز قاربه حتى جفّ البحر!، لأن السعادة في الرحلة وليست في الوجهة.
ثالثاً : تأكد أن البدايات القوية مهمة؛ ولكن استمرار المهمة أهم؛ فأحب الأعمال إلى الله أدومها، لذلك جمع موسى عليه السلام في هذه الجملة بين البداية القوية والعزيمة على الاستمرار فقال: (لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ).
وأخيراً : إن الدورس الكبرى في الحياة تأتي من لحظات الإنكسار .. وقوة الانتصار تأتي من الإصرار، فإكسير العزيمة دواء لآلام الهزيمة، وبلوغ الأمنية .. وما لا نناله اليوم حتماً سندركه غداً..

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية