يعدُّ من أركان التأهيل المهني للمعلِّم وأساساته؛ ومنْ ركائز التعليم واستراتيجيّاته الصفيّة، ونعني به الوَعي بسمات المتعلِّم وتحليل حاجاته التعليمية المتغيّرة بتجدُّد أدوار الأسرة وتطوُّر مفاهيم المجتمع وتنوُّع أطروحات المدرسة وسياساتها.
فكان لزامًا البحث عن آخر المستجدّات وأوثقها وأبينها لهذه السِّمات المرجوَّة وأكثرها واقعيّة؛ كي تكون مؤشِّرًا ومعيارًا للمعلِّم في غرفته الصفيّة أيًّا كانت مادته التي يقوم بتدريسها، إذ من خلالها نستطيع إعادة النظر في المحتوى المعرفي المُراد تقديمه للمتعلِّمين وتحديد أفكاره الرئيسة والفرعيّة، وترتيب أنشطته ومشاريعه، وانتقاء أساليب الشرح والتعزيز المتَّصلة بالمنهج ككُل؛ وصولًا إلى قياس النواتج المتوقَّعة بدقّة. 
ومن أهمّ هذه السِّمات ما يلي:   
• مُتسائل: أنمِّي ملكات فضولي، وأطوِّر المهارات اللازمة للتساؤل والبحث، وأعرفُ كيف أتعلَّم بنفسي ومع الآخرين، وأتعلَّم بحماسةٍ ويستمرُّ حبِّي للتعلُّم مَدى الحياة.
• مُطَّلِع: أطوُّر الاستيعاب المبني على المفاهيم واستخدمه، وأكتشِفُ المعرفة عبر مجموعة من التخصصات المعرفية، وأنخَرِطُ في القضايا والأفكار ذات الأهميّة.
• مُفكِّر: أستخدم مهارات التَّفكير الناقد والتَّفكير الإبداعي في التَّحليل، وأبادِر إلى العملِ المسؤول حِيال المشكلات، وأتولّى زمام المُبادرة لاتخاذ قرارات منطقيّة وأخلاقيّة.
• مُتواصِل: أعبِّرُ عن نفسي بثقة وإبداعٍ وبأكثر منْ لُغة وبطرائق كثيرة، وأتعاون تعاونًا فعليًّا، وأُصْغِي لوجهات نظر الآخرين أفرادًا وجماعات.
• ذو مبادئ: أتصرَّف باستقامةٍ وأمانةٍ وبحسٍّ شديدٍ وبإنصافٍ وعدالةٍ واحترامٍ تجاه كرامة الإنسان وحقوق الناس في كلِّ مكانٍ، وأتحمَّل المسؤولية عن تصرُّفاتي وتبعاتها. 
• منفتح العقل: أفهم ثقافتي وتاريخي وقيم الآخرين وتقاليدهم، وأقدِّرها تقديرًا، وأسعى للاطلاع على مجموعة من وجهات النَّظر وأقيِّمها، وأنا على استعداد للتعلُّم والاستفادة من تجاربي.
• مهتمٌّ: أبدِي العطف والحنو والاحترام، وألتزمُ بالتعاون؛ لتقديم الخِدمة، وأعملُ لإحداث تغيير إيجابي في حياة الآخرين وفي العالم من حولي.
• مُجازِف: أتعاملُ مع الغموضِ بتدبُّر وتصميم وعزمٍ، وأعملُ بمفردي وبالتعاون مع الآخرين لاستكشافِ أفكار جديدة واستراتيجيّات مُبتكرة، وأنا ماهر في حلِّ المشكلات، ومَرنٌ في وجه التحديات والتغيير.
• مُتوازنٌ: أفهم أهميّة توازن الجوانب المختلفة من حياتي الفكريّة والبدنيّة والعاطفيّة؛ لتحقيقِ الخير والسعادة الشخصيّة لي وللآخرين، وأدْرِك علاقة الاعتماد المُتبادَل بين الآخرين وبين العالم الذي أحيا فيه.
• مُتأمِّل: أُمْعِنُ التفكير في العالم وفي أفكاري وتجربتي، وأعملُ على فهمِ مواطِن القوّة والضَّعف لديَّ؛ كي أدعمَ تعلّمي ونموِّي الشخصي.
خِتامًا، نأمل تفحُّص السِّمات مرَّة أخرى، ودراستها بشكلٍ جماعي في إطار المدرسة، وتحويلها إلى برنامج عمل تنبثق منه توصيات ومبادرات تعليميّة ترفع من مستوى التحصيل لدى المتعلِّمين وترتقي بمهاراتهم وتوجِّه اهتماماتهم الإبداعيّة وميولهم المهنيّة.
من المصادر: The IB Primary Years Programme (PYP)