يُعتقد أن الخليج العربي موطن شعوب قديمة وأقوام مختلفة أهمها؛ الساميون ومنهم انحدر العرب والعيلاميون وآخرين كما في علم الاعراق البشرية الأثنولوجيا، وأقوام غيرهم كالسومريين توزعوا حول منطقة الخليج العربي.

الساميون كانوا في الشاطئ الغربي لشبه الجزيرة العربية وفي جنوبها، ومنهم تفرع سلالة البابليون وعاصمتهم شمالي الخليج العربي. اما الآشوريون والآراميون توطنوا شمالي الجزيرة العربية في المنطقة التي تعرف باسم الهلال الخصيب، والكنعانيون (الفينيقيون) استقروا على الساحل السوري، والعبرانيون أقام بعضهم في فلسطين، والعرب قطنوا الجزيرة العربية وقسم من ساحلها الغربي، وامتدت هذه الأمم وانتشرت حتى وصلت الى بحر قزوين وبلاد فارس وشمالي افريقيا.

تاريخيا التوطن العربي في جزيرة العرب يعود إلى 8000 سنة قبل الميلاد بل وقبله ، وأن فترة الازدهار الحضاري تعود إلى ما بين الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد في عصر أكاد وسومر وكليهما في وادي الرافدين، ودلمون في جزيرة البحرين، ومجان (ماغان)وتنسب الى ارض الواقعه الساحل الشرقي لجزيرة العرب في عمان، وأم النّار نسبة الى جزيرة ام النار في ابوظبي، وملوخا وهي لاثار مدينة لها شان في الشارقه، وعيلام في الأحواز.

العيلاميون استوطنوا القسم الشمالي الشرقي للخليج العربي، وهم الاكثر قدما قبل القبائل الآرية(الفارسية) الرحّل التي نزحت من آسيا الوسطى وشمال بحر قزوين الألفية الثانيه قبل الميلاد الى الجنوب الغربي لايران وما يسمى الآن محافظة فارس.

اما السومريون تدل الأثار المكتشفة على منشأ هذا الشعب واستيطانه منطقة الخليج العربي الى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، وأنهم من اوائل الشعوب التي اقتحمت لجج البحار، حيث ذكرت أساطير السومريون انهم جاءوا الى العراق بعضهم عن طريق البحر، كما ذكر الدكتور احمد فخري في كتابه دراسات في تاريخ الشرق القديم، أن السومريين عرفوا جزيرة دلمون فذكر عنهم؛ "أن جنة تيلمون (دلمون) التي ذُكرت
في أساطيرهم (اي السومريون) ليست الا جزيرة البحرين في الخليج".

النقوش الآشورية والسومرية، دلت كذلك على ان الخليج العربي أُستخدم للحملات العسكرية، بل تجمع الدلائل على ان هناك توطن لما يسمى قديما بمملكة مجان وهي منطقة عُمان والجبل الأخضر لأن تلك التسمية تعني في اللغة السومرية جبل النحاس، وأن هناك أسرة كانت تحكم مجان يومذاك حوالي 2600ق.م، وورد اسم نيندولا التي تعني ملكة قطعان الماعز حسب ما كشفت الحفريات في المناطق الجبلية هناك عن وجود آثار النحاس وقرون الماعز.

اما كلمة مجان بالآشورية فهي مركبة من لفظي GaوMa، وتعني الناس والسفن، مما له دلالة واضحة على ان سكان عُمان القدامى قد ركبوا البحر قديما، وسكّان مجان لهم أسفار بحرية امتدت على شواطئ الجزيرة العربية اي الخليج والساحل الإفريقي. ذكر ذلك جورج فاضلوا في كتابه العرب والملاحة في المحيط الهندي. هكذا حدثنا التاريخ القديم عن سكان الخليج العربي.