+A
A-

بعد مرور أسبوع على التعليم عن بعد في البحرين.. استنتاجات وتجارب ذاتية

أحدثت جائحة كورونا فوضى عارمة في العديد من القطاعات، ما أدى إلى اختلاف الحياة في المجتمع، وبذلك أسلط الضوء على القطاع التعليمي الذي شهد اضطرابا كبيرا في قضية التعليم عن بعد والذي فرض نفسه على الطلاب مما انعكس في إطلاق المنصات الإلكترونية لاتخاذها وسيلة بديلة للتعليم التقليدي، ومن هذا المنظور نستعرض تجارب وآراء بعض من الأساتذة والطلبة وأولياء الأمور.

تفاعل

أكد أشرف صالح (جامعة البحرين) أن تجربة التدريس عبر المنصة الإلكترونية والواتس اب في ظل الجائحة شديدة الصعوبة لعدم اعتماد هذا الأسلوب من قبل. وأضاف أفضِّل التعليم التقليدي، ولا شيء يعادل الاحتكاك المباشر بين الطالب والأستاذ، لتكتمل الاستفادة العلمية، والذي يحدث التأثير المطلوب، فنجده أكثر عمقا وتأثيرا وتشكيلا لشخصية الطالب. أما التعليم عن بعد، فيفتقر التفاعل بين الطرفين وكفاءته قليلة، وهذا الحل مقبول في ظل الأزمة، وأشار اتبعت سياسات مختلفة في محاولة تبسيط المادة وتدعيم المعلومات بأشكال توضيحية حسب كل مقرر. ولفت من أبرز المشكلات التي يعانونها حضور بعض الطلاب شكليا، فالطالب يدخل المنصة ليظهر اسمه ضمن الحاضرين، ويذهب لينام، أو يشاهد التلفاز!

تواصل

قالت نوال التيتون (مساعدة مدرسة في التربية الخاصة): ”لم أستوعب التعليم عن بعد؛ كونه تجربة جديدة، فواجهت صعوبة مع الطلاب واستلزمني وقتا طويلا في كيفية التواصل معهم وتقبلهم للتغيرات المفاجئة ولم أكن على استعداد تام في تقديم مثل هذا التعليم“، وذكرت جزءا كبيرا من فئة التربية الخاصة لم تستطع التواصل معهم من وراء الشاشة، فتعليمهم يتطلب التواصل الحسي والبصري والمهارات الحركية.

وتابعت التعليم عن بعد يختلف نجاحه من فئة لأخرى والفروقات تختلف حسب ظروف الطالب ومراحله، فتبعت سياسات تناسب قدرات كل طالب. وأشارت يمكن اتخاذ التعليم عن بعد في دورات تدريبية للموظفين والذين يحتاجون لشهادة معينة في مجال عملهم أو شهادات غير متاحة في بلدنا أو في حال تبادل خبرات التعليم مع ذوي الخبرة والاختصاص متاحة خارجا.

تطور

قال باسل عباس طالب في كلية البحرين للمعلمين: ”تجربتي تحدٍّ جديد لمواصلة الدراسة وتطويع الظروف والإمكانات المتاحة لتحقيق الأهداف الدراسية“، وأوضح التعليم لا يقتصر فقط على التزود بالمعارف النظرية، بل يمتد إلى التقارب الاجتماعي وتلبية الاحتياجات النفسية للمتعلم، مثل التعلم في المحيط والعمل التعاوني. وأضاف هذا النظام يتيح للطالب حرية الجلوس في المكان المناسب لمتابعة الدروس، وارتداء ما يشعره بالارتياح لكونه في المنزل ليس كالتواجد في مؤسسة تعليمية لها ضوابط للملبس، ويعزز الثقة في النفس، فالطالب المسؤول الأول عن أداء أعماله. من جانب آخر يحدث خللا في نمط حياة الطالب، في الدراسة الحضورية يعرف الطالب نمط حياته مثل وقت الجامعة، وقت العائلة، كا يسبب الكآبة والشعور بالإحباط لكون الطالب حبيس الدار طوال فترة المحاضرات والتفاعل ليس حقيقيا، بالإضافة لافتقار بعض المناطق الاتصال الجيد بالإنترنت. وتابع لا يوجد اختلاف في إيصال التساؤلات مع الأساتذة مهما كانت طريقة الدراسة، فتواصل معهم في كل الاوقات. وذكر هذا النظام إحدى نتائج التطور التي أفرزتها أزمة كورونا.

خطة

قال أحمد فاضل طالب فيجامعة البحرين (محاسبة):  “لقيت بعض المخاوف في نظام التعليم الجديد وهكذا طبيعة الإنسان تثيره بعض المخاوف في كل بدايات، لكن مع مرور الوقت استطعنا التكيف”.

وأشار المواد النظرية لا تتطلب الحضور الشخصي؛ كونها تستوجب الحفظ. أما المواد العملية، فتتطلب الفهم وتحتم الحضور. وأضاف ضعف اتصال الإنترنت من المعوقات التي واجهها، لكن بالمقابل يختصر الوقت والجهد. وذكر نظام التعليم عن بعد من الخطط المستقبلية، لكن جائحة كورونا عجلت به.

تجربة

قال محمد سامي طالب في معهد البحرين (جرافيك ديزاين): ”أفضِّل التعليم التقليدي وتجربتي صعبة قليلا، فتخصصي يعتمد على الجانب العملي أكثر“.

وأوضح لتعليم عن بعد مميزاته، فيتيح إعادة المحاضرات المسجلة وسهولة التواصل مع بعض المدرسين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وذكر هناك صعوبة مادية في توفير مستلزمات التعليم وتهيئة البيئة الدراسية.

ناجحة

قالت سناء قاسم من المرحلة الإعدادية التعليم عن بعد تجربة ناجحة وسهلة ولم أستصعبها لكثرة استخدامي الوسائل التكنولوجية. وأضافت للمعلمات دور كبير في نجاح مسيرة التعليم عن بعد من خلال تبسيط المحتوى الدراسي وإتاحة الفرصة للتساؤلات.

صعوبة

قالت رباب جاسم التجربة في غاية الصعوبة لابنها البالغ ٨ سنوات لعدم التفاعل المباشر بين المعلم والطلاب مقارنة بالنظام التقليدي على الخصوص طلاب مرحلة الابتدائية وعدم معرفتهم باستخدام الكمبيوتر، وأضافت أنها واجهت العقبات كونها أما، ولديها أطفال لاضطرارها للجلوس مع ابنها لمواجهة الصعوبات في فهم المعلومات.

وأشارت بالرغم من السلبيات إلا أنه يسمح للمتعلم بالاعتماد على النفس وعدم التقيد بالأساليب التقليدية.

جديدة

قال توفيق الحاوي التجربة جديدة، فعملت على تهيئة أبنائي نفسيا وتحضير البيئة المناسبة. وأوضح لم يواجه فروقات فردية بين أبنائه؛ كونهم في نفس المرحلة (ابتدائي)، فاستخدام الكمبيوتر لم يكن صعبا لكثرة استخدامهم الأجهزة الذكية. وتابع الفصل السابق تجربة سيئة جدا لاقتصار الدراسة على حل الأنشطة فقط، ويعتقد هذا الفصل ستكون التجربة أفضل واستفادة أكاديمية أكبر لوجود تهيئة. وأشار أن الطالب سيحصل على مسؤولية أكثر؛ نظرًا لاعتماده على نفسه في الدراسة.

مشاركة

قال برير أحمد إن تجربته مع ابنته في الصف الأول الابتدائي جيدة بالرغم من كونها جديدة، فأتاحت الفرصة لأولياء الأمور بدورهم كمشاركين في العملية التعليمية ومراقب لمستوى أبنائهم.

ومن جانب آخر ذكر أن التعليم عن بعد يقتصر على محدودية الإنترنت وطول الفترة الدراسية إلى ما يقارب ٦ ساعات أمام شاشة الكمبيوتر مما يشعر الطالب بالإرهاق والملل.

 

تحقيق طالبة الإعلام: حنان جاسم

جامعة البحرين