+A
A-

“الغاف”... شجرة الأصل والفصل البحرينية مهددة بالانقراض

ممتدة ومنتشرة في صحراء كل دول مجلس التعاون في الخليج العربي، تقاوم الحر والشمس وتبسط ظلها واسعا لمن يريده، ولا تكلف زراعتها شيئا، فهي تستهلك كميات قليلة جدا من الماء، وتتغلغل في أعماق الرمل، وتعمر طويلا، وتنتشر في مناطق كثيرة من الصحراء في البحرين والإمارات والسعودية والكويت، وكرمتها الإمارات باعتبارها الشجرة الوطنية الأصلية، وتم اختيارها رسميا العام الماضي شعارا رسميا لـ “عام التسامح “؛ لأنها تعد رمزا للصمود والتعايش في الصحراء، وتشكل جزءا من الذاكرة الجمعية لمواطني دول الخليج.


ويقول أحد الخبراء الزراعيين أن الغاف أصولها بحرينية خليجية، وكانت تمتد على مساحات واسعة في الصحراء في البحرين، مشيرا إلى أن أعدادها بدأت تتناقص عاما بعد عام، حتى أصبح عددها قليلا جدا في المملكة، مردفا أنه قد يأتي يوم قريب وتختفي من المشهد البحريني.


وتساءل الخبير “بما أن شجرة الغاف بهذه الأهمية، لماذا لا توجد قوانين بالمحافظة ومنع قطعها أيمنا وجدت؛ لأهميتها من الناجية البيئية وعملها المستمر على تقليل الانبعاثات الكربونية، بذلك تساعد على تقليل آثار التغير المناخي، وأن يكون استخدامها للحفاظ على التنوع البيئي والبيولوجي خصوصا، وأنها سريعة التكاثر في الصحراء من أجل مكافحة التصحر، إضافة إلى فوائدها الأخرى الكثيرة في الناحية الدوائية والغذائية، مع تحملها لدرجات الحرارة العالية والجفاف والملوحة العالية ولا تستهلك إلا القليل جدا من الماء”.


وتابع “لاهميتها أصدر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان توجيهاته بمنع قطعها في جميع إمارات الدولة، وأمر باستزراع غابات جديدة واسعة منها حتى وصل عددها في أبوظبي إلى أكثر من 6 ملايين شجرة تقريبا، ونحن في البحرين نراها تختفي من دون أن يهتم مسؤول بهذا الاختفاء الذي قد يكلف البيئة المحلية الكثير، فلماذا لا تكون هناك سياسات وخطط بالحفاظ على الكثير من أنواع هذه الشجرة البحرينية الأصلية التي بدأت تختفي من البيئة؟” .