+A
A-

احتفالات عيد الأضحى بالرغم من الفيروس

عيد الأضحى أحد العيدين المعتمدين شرعا في الإسلام؛ يأتي في العاشر من شهر ذي الحجة كل سنة هجرية، ويعتبر يوم “الحج الأكبر” الذي يقوم فيه الحجاج بأغلب المناسك. وفيه يؤدي المسلمون في كل بقاع العالم شعائر دينية محددة، ويعيشون أفراحهم ويسود التضامن بينهم.

العيد في اللغة اسم لكل ما يُعتاد، وإذا كان لغير المسلمين الكثير من الأعياد الدينية السنوية، فإن الإسلام شرع لأتباعه عيديْن سنوييْن فقط جعلهما من شعائره الكبرى وربطهما بركنيْن عظيمين من أركان الدين الخمسة، وهما: عيد الفطر في نهاية شهر الصيام (رمضان)، وعيد الأضحى في وسط موسم الحج تاليا ليوم عرفة المعظّم.

لعيد الأضحى لدى المسلمين نكهة مختلفة، كونه مرتبطا بتأدية مناسك الحج، ويحتفل المسلمون بعودة الحجاج وآدائهم فريضة الحج، ويعد هذا العيد أيضاً ذكرى لقصة سيدنا إبراهيم عندما أراد التضحية بابنه إسماعيل، تلبية لأمر الله، لذلك يقوم العديد من المسلمين بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء وأهل بيته، ومن هنا جاء اسمه. لعيد الأضحى أسماء مختلفة منها: يوم النحر، ويسمى في مصر والمغرب العيد الكبير. وتتسم أيام العيد بالصلوات وذكر الله، والفرح، والعطاء، والعطف على الفقراء وتزدان المدن والقرى الإسلامية بثوب جديد، كما أن الاطفال يلبسون ثياباً جديدة، وتجتهد العائلات في تحضيراتها استعداداً لهذا العيد، وعلى إمتداد العالم الإسلامي عمّت مظاهر العيد وطقوس الاستعداد له. ويالرغم من الظروف الصحية التي تعيشها الكرة الأرضية مع انتشار الفايروس، إلا أن الناس تحتفل بهذا العيد المبارك في ظروف معينة وبحذر طبعا.

 على الرغم من أن تزيين الأيادي بالحناء يرتبط تاريخياً بالمجتمع الخليجي إلا أن المجتمع لا يزال محافظا على تلك العادة التي توارثتها الأجيال، فالحناء في العيد تعد من الأساسيات التي اعتاد نساء الخليج عليها قبل العيد، كما أن الإقبال عليها كثيف جداً، ويعتبر الحناء على الايادي والأرجل، رمزا لزينة المرأة وبهجتها في العيد، ويوجد ألوان مختلفة للحناء ولم تعد كالسابق باللون الأحمر فقط بل دخلت عليها الوان جديدة منها الأسود والبني والأصفر كما يضاف له الكريستال وهذا خاص بالعرائس الجدد، وتفضل الفتيات الحناء الاسود برسوم ناعمة على جهة معينة من اليد فيما تفضل السيدات النقوش العريضة على كلتا اليدين وبلون الحناء الأحمر.

وقديما كانت تجتمع الأسرة قبل العيد بيومين لتضع الجدة الحناء الذي تصنعه هي بنفسها وتأخذ مسحوق الحناء وتخلطه مع الليمون الأسود وتضعه لبناتها وحفيداتها ويتم ربط أيديهم لليوم التالي أما الآن في الوقت الحاضر يذهبن الكثير من النساء (للحناية) المتخصصة سواء في الصالونات النسائية المختلفة أو (محنية) خاصة تأتي للمنزل. وظهرت في السنوات الأخيرة نقشات الحناء المختلفة منها النقشة الهندية والإماراتية والسودانية واليمنية وتختلف باختلاف المواد وعرض خط الرسمة ونوعها وظهرت ألوان متعددة كالأحمر والأسود والازرق والاخضروالعنابي

وإلى اليوم لاتزال العديد من النساء في ليلة العيد يحرصن على حجز (المحنية) أو الذهاب إلى المشغل لتحنية اليد والقدمين وغيرهما بأجمل نقوش الحناء التي تبدع خبيرات النقش المحنيات بها اليوم في رسم أجمل وأحدث الأشكال والأنواع والتي تنوعت في مسمياتها وطريقة تحضيرها وسعرها، وتفضل الفتيات النقش الناعم والرسوم الهندسية والأزهار وأشكال الأساور والحروف وحتى كتابة أسمائهن على باطن اليد مع الرسم ولا يحبذن الحناء على أطراف الأصابع لأنهن يفضلن تلوين أظافرهن بالمناكير، وأن النسبة الكبيرة من السيدات أصبحن الآن يجلبن بناتهن الصغيرات ليلة العيد لوضع الحناء لارتباطها بفرحة العيد عند الصغيرات والكبيرات أما السيدات والفتيات فهن النسبة الأقل في وضع الحناء ويفضلن دائما النقش والرسم بها. وتعد الحناء واحدة من أقدم أساليب الزينة التي تعاقبت عليها حضارات وحضارات، كما أنها رمز المناسبات والأفراح، حيث يحرص البعض على اقتنائها ضمن مشتريات العيد واستعمالها في  عيد الفطر المبارك فرحة بقدومه.  هناك من أدخل على الحناء تقنيات عصرية، كالرسم فوق اليدين أوالنقش بواسطة أدوات أو وضع لاصقات تحتوي رسومات متنوعة لمن يردن الحصول على رسومات أنيقة بدون عناء والحناء البيضاء.