+A
A-

الزواج في زمن “كورونا”... سلاح ذو حدين

اختلف مشهد الزواج كثيرا تلك الفترة في حضور “الكورونا”، فمنذ أشهر قليلة فقط كنت سترى تلك القاعات الكبيرة المملوءة بالمعازيم، وقوائم الطعام وحفلات ما قبل الزواج. أما الآن، فيقتصر الوضع على الاحتفال في أجواء أسرية دون تلك المراسم المكلفة، فانقسمت الآراء بين مؤيد لإتمام الزواج في تلك الظروف وتوفير مبالغ طائلة من المصروفات، وبين معارض يرى أن الاستعجال بإتمام تلك الخطوة يعتبر إضاعة لـ “فرحة العمر”.

 

إلغاء

تقول هبة النحال عن تجربتها مع الزواج في حضور الكورونا، بأنها لم تكن تتوقع حدوث كل تلك التغييرات بسبب الأزمة، فقد تم إلغاء حجز الفندق والقاعة وخطة السفر بعد الزواج. وأضافت “في بداية الأمر قررنا تأجيل الزواج لفترة ظنا منا بانتهاء أزمة الكورونا، ولكن الوضع كان يزداد للأسوأ، فاتخذنا قرارنا بعدم تأجيل فرحتنا” فاحتفلوا في منزل العائلة بحضور أقرب المقربين فقط، كما قاموا بعمل Zoom meeting لمشاركة تلك الليلة مع الأصدقاء والأقارب، وحرصوا على توزيع كمامات خاصة على جميع الحضور، وتقول هبة “بالرغم من وجود عدة نواقص كانت ضمن خطتي لهذا اليوم، إلا أن تلك الليلة كانت رائعة ومميزة جدا”.

 

 

تأجيل

ويرى أحمد عبد الباقي أحد الشباب الذي اضطرته “الكورونا” لتأجيل زواجه عن موعده المقرر، بأن الأزمة قد أثرت على تجهيزاته للزواج، فالعمال المكلفون بتجهيز منزله كانوا يعملون لوقت أقل من الطبيعي، مما أدى لتعطيل بعض التجهيزات. وأضاف بأن الزواج في تلك الفترة قد ساهم في توفير العديد من المصاريف للكثير من الأشخاص. أما عن قراره في تحديد موعد زواجه، فقال “أنا أرفض التأجيل مرة أخرى وقد حددت بالفعل موعد آخر خلال الأشهر المقبلة؛ لأنه لا يوجد وقت محدد لانتهاء الأزمة”.

 

 

قرار خاطئ

ومن جهة أخرى، ترى الطالبة نور الحسن بأن فكرة الزواج في هذه الظروف قرار خاطئ؛ لأن أهم الإجراءات الاحترازية هو التباعد الاجتماعي، والزواج حاليا مع المخالطة حتى وإن كان داخل المنزل يمكن أن يتسبب في كارثة، وأضافت “الصبر أفضل من اتخاذ قرار قد يتسبب في أذى للجميع”.

في النهاية يعتبر الأمر حرية رأي واختيار الزوجين، ولكن يمكننا أن نتفق جميعا بأن الفرحة الأساسية لا تقف على تلك الاحتفالات المكلفة والمُبالغ بها، وإنما يمكن توثيق تلك الليلة بأقل التفاصيل والمصاريف والاكتفاء بفرحة الأهل بعيدا عن مظاهر تعودنا عليها واختلقناها بأنفسنا.