+A
A-

عبدالله يوسف في حديث مع “البلاد” بعد الإنجاز الأوروبي

مكالمة أمي بعد الحسم كانت الأكثر تأثيرا في نفسي

“كورونا” زاد الطين بلة.. وهؤلاء وقفوا إلى جانبي

العيون تراقبك في سلافيا براغ والجميع يريد الأفضل

أشعر بالسعادة والفخر واسم البحرين أهم من اسمي

تلقيت عروضا ألمانية وتركية وأرغب في البقاء

 

قال لاعب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم عبدالله يوسف المحترف في صفوف نادي سلافيا براغ التشيكي في حوار مع “البلاد” إنه مازال يسعى لتحقيق مزيد من الإنجازات في مسيرته الاحترافية بأوروبا، وإن الفوز باللقب في التشيك واللعب في دوري الأبطال لا يعني نهاية حلمه الكروي.

وأوضح يوسف، الذي دخل موسوعة النجوم الخالدين في عالم الساحرة المستديرة باعتباره أول لاعب خليجي يفوز بلقب مع فريقه في القارة العجوز بعد أن كان أول لاعب خليجي يلعب في دوري أبطال أوروبا، أنه يسعى للوصول إلى أبعد نقطة في مسيرته الاحترافية التي بدأت صيف 2018 مع فريق بوهيمنز التشيكي، قبل أن ينتقل في يناير 2019 إلى سلافي براج بعقد يمتد لـ 3 سنوات.

وتابع يوسف في حديثه المشوق “جئت إلى أوروبا حاملا معي حلما أرغب في تحقيقه. ليس الفوز بلقب محلي بالتشيك ولا اللعب في دوري الأبطال فقط، ثمة مزيد من الأمنيات سوف أعمل على تحقيقها والسعي لارتداء أقمصة أكبر الأندية”، ولكم تفاصيل الحوار:

العيون تراقبك

“البلاد سبورت”: السؤال البديهي، ما شعورك بعد الفوز بلقب الدوري التشيكي كأول خليجي يحقق هذا الإنجاز؟

بداية الحمد لله على كل حال، ولكل مجتهد نصيب، وأتمنى أن يكون هذا الإنجاز بداية خير ويفتح لي مزيدا من الأبواب في مسيرتي الاحترافية التي بدأت في العام 2018، وهي مستمرة لغاية الآن بطريقة رائعة، وأنا سعيد جدا، ولكنني أرغب في تحقيق مزيد منها، فمازلت في عمر السابعة والعشرين وأستطيع العطاء أكثر.

“البلاد سبورت”: النجاحات لا تأتي من فراغ، حدثنا عن الصعوبات التي واجهتك في مشوارك الاحترافي في أوروبا؟

طبعا، أنا لعبت في البداية مع فريق بوهيمنز في الدوري التشيكي لمدة سنة، قبل أن أحصل على عقد لمدة 3 سنوات مع سلافيا براغ، والفارق كبير بين الناديين؛ فالأخير يعتبر ناديا صاحب بطولات وجماهير، وقد واجهتني ضغوط كثيرة، فالمحاسبة تكمن حتى في التمارين، فما بالك بالمباريات! كل شيء مدروس ومحسوب، وعليك أن تكون في قمة تركيزك بشكل مستمر، فالعيون تراقبك والجميع يريد منك الأفضل.

 

معاناة الغربة

“البلاد سبورت”: وكيف تحول الأمر بعد جائحة كورونا، لاشك أنها كانت أصعب، أليس كذلك؟

بالتأكيد، لقد زاد الطين بلة وجود هذا الوباء، فأنا أعيش في غربة، وبقيت لمدة شهرين أتمرن لوحدي. لقد كان الموسم طويلا وشاقا، ولكن الظروف الصعبة مضت والحمد لله وتكللت الجهود بالنجاح في نهاية المطاف.

“البلاد سبورت”: ذكرت أنك لوحدك في الغربة، حدثنا عن معاناتك في هذا الجانب وكيف تغلبت على الصعوبات؟

جئت إلى أوروبا ومعي حلم كبير، وهو الوصول إلى أبعد نقطة في هذه القارة المتطورة على مستوى كرة القدم، وهذا الأمر ساعدني على الثبات وعدم الاستسلام، فقد مكثت في التشيك لمدة 8 أشهر دون أن ألتقي أهلي، لكنهم ساندوني عن بعد بشكل مستمر خصوصا في ظل التطور التقني الذي جعلني على تواصل دائم معهم.

 

هؤلاء ساندوني

“البلاد سبورت”: فترة كورونا، لابد أنها كانت صعبة، هل هناك أشخاص معينون كان لهم دور في صمودك أمام الأزمة، خصوصا أنك كنت في أوروبا التي شكلت بؤرة للمرض في بداياته؟

نعم بالطبع، هناك الصديق العزيز عبداللطيف مراغي والشيخ خالد بن سلمان، اللذان كان لهم دور بارز في رفع المعنويات والسؤال عني بشكل مستمر، بالإضافة إلى بعض الأصدقاء في المنتخب الوطني مثل عبدالوهاب المالود، وعبدالله عبده، وإسماعيل عبداللطيف، كانوا دائمي حريصين على السؤال عني والاتصال بي للاطمئنان والتشجيع. أما بالنسبة للوضع في ذروة تفشي المرض في أوروبا، فقد كان توقف التدريبات والإغلاق أصعب الفترات، إذ كانت التدريبات اليومية مع زملائي اللاعبين تشغلني عن التفكير في أي شيء آخر، فلم يكن لدي وقت فراغ طويل، وهذا ما صعَّب عليَّ الوضع بعد كورونا، ولكن كما أسلفت لك، تشجيع الأهل والأصدقاء، وتمسكي بحلمي كان دافعا للصبر والثبات.

مكالمة أمي

“البلاد سبورت”: بعد الإنجاز الرائع الذي تحقق لك، كونك أول خليجي يفوز بلقب أوروبي، كيف التمست تفاعل الناس في البحرين والخليج معك وما أهم مكالمة تلقيتها؟

مكالمة أمي بعد المباراة التي حسم فيها اللقب كانت الأهم والأكثر تأثيرا في نفسي، وتفاعل الناس في البحرين ودول الخليج أسعدني كثيرا، فهناك أناس من الإمارات والسعودية والكويت يرسلون لي التهاني على “الواتساب” وكانت لكلماتهم الأثر الكبير في قلبي، فقد شعرت بالفخر؛ كوني أمثل الخليج في أوروبا، وكان اسم البحرين أهم من اسمي، إذ يكفي أن يذكر تعريف باللاعب البحريني، وهو شرف كبير.

عرض ألماني

“البلاد سبورت”: بعد تألقك اللافت في التشيك، هل تلقيت عروضا من أندية في دول أوروبية أخرى؟

في الحقيقة أنا الآن مرتبط بعقد مع نادي سلافيا براغ التشيكي لمدة 3 مواسم، وأرغب في الاستمرار لفترة أطول مع هذا النادي حتى آخذ فرصتي بالكامل وألعب دقائق أكثر من التي لعبتها في الموسم الماضي، وشعوري بأنني لم آخذ فرصتي كاملة بحكم أنني جديد على المجموعة السابقة من اللاعبين والتي يعرفها المدرب بشكل جيد. أما بالنسبة للعروض، فقد تلقيت بالفعل عروضا من أندية ألمانية وتركية، لكنني أبحث عن الأفضل، ولست بصدد الانتقال إلى فريق آخر حتى هذه اللحظة.

 

اشتقت لها

“البلاد سبورت”: هل هناك كلمة أخيرة تريد أن تقولها؟

أود أن أشكر جميع من وقف معي وساندني في مشواري الكروي، وأخص بالذكر أهلي وأصدقائي، كما أريد أن أشكر رئيس اللجنة الأولمبية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة على تهنئته التي جعلتني أشعر بسعادة غامرة وحافز لتقديم الأفضل، كما أود أن أشكر وسائل الإعلام الخليجية والعربية التي سلطت الضوء على مشواري الاحترافي بالدوري التشيكي وتفاعلها مع ما تحقق من نجاحات خلال الموسم الماضي، وأتمنى أن يوفقني الله في تشريف بلدي البحرين التي اشتقت لها ولأهلها كثيرا، وسوف تكون عودتي بإذن الله قريبة بعد خوض آخر مباراة في الموسم الأسبوع المقبل.