+A
A-

وصفات مكافحة “كورونا”... بين الوهم والخزعبلات

تعرضت صحة أحد المواطنين للخطر ونقل إلى قسم الطوارئ والحوادث بمجمع السلمانية الطبي لتلقي العلاج بعد إصابته بتسمم فيتامينات، أدى إلى شعوره بآلام في المعدة وتقيؤ بسبب استخدام أنواع من الفيتامينات دون استشارة طبية، أملًا في تقوية مناعته ضد فيروس “كورونا”، فيما أصيب آخر بحروق في الأنف ومجرى التنفس بسبب تكرار استنشاق الماء المغلي لقتل الفيروس في الحلق.

وبشكل مستمر، ومنذ انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، أصبح الأطباء في مجمع السلمانية الطبي ومختلف المستشفيات والعيادات، يستقبلون حالات مرضية متعددة بسبب اتباع الوصفات الشعبية التي انتشرت بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض قنوات اليوتيوب، وتنوعت بين خلطات الثوم والبصل والليمون ومغلي الأعشاب والفيكس وقائمة طويلة من الوصفات التي تنتشر كل يوم، فيما يؤكد كل من استشاري أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة أحمد جمال وطبيبة الأنف والأذن الحنجرة هالة رضي حميد لـ”البلاد” أن كل تلك وصفات “غير علمية”، وبعضها خزعبلات وبعضها الآخر يمثل خطورة بالغة على صحة الإنسان، وتسبب بالفعل بتسممات وحروق في الأنف ومجرى التنفس.

ويلفت استشاري أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة أحمد جمال إلى أن هناك كثيرًا من الوصفات التي تبادلها الناس ربما من باب الوقاية النفس أو اتقاء الإصابة وهي مجرد محاولات، لكنها غير علمية وغير صحيحة في مجملها، وأود التأكيد على أنه ليس هناك حتى الآن دواء ناجع لعلاج الإصابة بهذا الفيروس أو التمنيع “التحصين” ضده، وكما يعرف كثيرون، سواء من الأطباء أم من عامة الناس، فهذا الفيروس ليس له تكوين محدد وبالتالي ليس هناك دواء يهاجمه، فالفيروس يدخل إلى الخلية ويدمرها من الداخل.

ماذا عن الديكساميثازون؟

وردًّا على سؤال يتعلق بما أعلنته منظمة الصحة العالمية عن نتائج التجارب السريرية الأولية الواردة من المملكة المتحدة حول عقار كورتيكوستيرويد الديكساميثازون، قال دكتور جمال إن هذا الدواء يستخدم منذ سنين لعلاج مشاكل صحية وهو علاج غير مباشر! أي أنه يستخدم في حالة وجود انتفاخ في الصدر أو وجود خلايا لا تعمل بشكل جيد أو لتخفيف الماء في الرئة مثلًا، لكن البعض يعتقد أنه علاج للكورونا والصحيح أنه يخفف مضار الالتهاب وتجمع السوائل أو انتفاخ الأنسجة، إلا أنه “أكرر” ليس علاجًا للكورونا.

لك أن تتخيل الخطر!

من جهتها، أوضحت طبيبة أنف وأذن وحنجرة هالة رضي حميد أن الوصفات التي انتشرت منذ بداية فيروس كورونا كثيرة جدًّا وبعضها قد يكون مقنعًا بالنسبة للناس، فيما بعضها الآخر بعيد عن القناعة تمامًا، ومن أشهر هذه الخزعبلات التي انتشرت هو استنشاق الهواء الساخن باعتقاد المستنشق أنه يقتل الفيروس في المجاري التنفسية، وهذا أدى إلى حالات في الحروق في الأنف مع شديد الأسف، وقد سجلنا حالات في الطوارئ لدى بعض الأشخاص بسبب استنشاق الماء الحار ولك أن تتخيل الحروق في مجرى التنفس والأنف.

وتابعت أن البعض يعتقد أنه من أجل التغلب على “فيروس كورونا”، يلزم استخدام خلطات من الفيتامينات والمكملات الغذائية لرفع المناعة.