قبلت محكمة التمييز عرض المكتب الفني لقضية شاب شارك مع 4 آخرين شكلوا جماعة إرهابية في ارتكاب 9 وقائع مختلفة، من ضمنها قتل الشرطي سلمان أنجم، والذي كان بداخل حافلة للشرطة تم تفجير قنبلة بجانبها على كوبري القدم، وتعرض عدد من رجال الشرطة الذين كانوا برفقته إلى إصابات متفرقة، وأقرت المحكمة صحة صدور حكم الإعدام الصادر بحق المذكور.

كما أيدت تغريم الطاعن مبلغ 500 دينار، فيما ألغت عقوبة إسقاط الجنسية البحرينية عنه، مؤكدة أن حكم الإعدام خلا من أي خطأ مؤثر في صحته، إذ استظهر نية القتل وظفي سبق الإصرار والترصد وصفة المجني عليه الوظيفية والمادة المستخدمة في الوقائع، وانتهى إلى الصدور بإجماع آراء هيئة المحكمة.

وتمثلت الوقائع في قتل الشرطي أول سلمان أنجم على كوبري القدم، وتفجيرات واستعمال لأسلحة رشاشة “كلاشنكوف” شرعوا فيها بقتل 15 شرطيا آخرين، فضلا عن إصابة زوج وزوجته في إحدى الوقائع، بعد أن تدربوا على استعمال الأسلحة والمتفجرات في معسكرات بإيران، والتي صدر فيها حكم بمعاقبة الطاعن ومتهم آخر بالإعدام، وثالث بالسجن المؤبد، ومتهم رابع بالسجن 10 سنوات، والمتهم الخامس بالسجن لمدة 7 سنوات.

وكانت النيابة العامة وجهت للمتهمين أنهم خلال الفترة من العام 2011 حتى العام 2017، انضموا وآخرين مجهولين لجماعة إرهابية وتدربوا على الأسلحة والمتفجرات لاستهداف الشرطة والمواقع الحيوية والأمنية وإحداث تفجيرات وأعمال شغب وتخريب، وقام كلا من المتهمين الثاني والثالث، بتفجير عبوة بالطريق العام بقصد استهداف رجال الشرطة وحازا بغير ترخيص مواد متفجرة بقصد استخدامها في أنشطة تخل بالأمن العام، وأتلفا مسلحة أمنية تابعة للداخلية وإشارة ضوئية مملوكة لوزارة الأشغال، ووجهت إلى المتهم الأول تهمة الاشتراك مع الثاني والثالث في ارتكاب الجرائم السابقة، حيث أمدهما بالمفرقعات.

وفي الواقعة الثانية، فقد استهدفوا فيها دورية أمنية بعبوة متفجرة قرب مدرسة غرناطة الابتدائية للبنات بمنطقة سترة واديان بتاريخ 14 فبراير 2017، ووجهت للمتهمين الثاني والثالث تهمة الشروع في قتل سيدة وزوجها خلال محاولتهما استهداف رجال الأمن بالمنطقة، بتفجير عبوة أثناء مرور الشرطة والتي أصابت المجني عليهما بسبب تواجدهما في المكان وقت التفجير.

أما في الواقعة الثالثة التي حصلت بتاريخ 13 أغسطس 2017، فقد استهدف فيها المتهمان الثاني والثالث مدرعة أمنية بعبوة متفجرة قرب مركز شرطة سترة، وهو ما تسبب بإتلاف مركبة مسلحة أمنية وسور ومبنى مستشفى سترة للولادة.

الواقعة الرابعة تمثلت في أن ذات المتهمين بتاريخ 2 أكتوبر 2017 شرعا في قتل 6 من رجال الشرطة بعبوة متفجرة بمنطقة البرهامة على شارع البديع، والتسبب في إتلاف 10 مركبات أمنية.

وتمثلت الوقائع من الخامسة وحتى السابعة، والتي حدثت بتاريخ 27 أكتوبر 2017 وأيام لاحقة، في قتل نفس المتهمين عمدا الشرطي أول سلمان أنجم محمد مع سبق الإصرار والترصد، والشروع في قتل 9 من رجال الشرطة، حين زرعا عبوة متفجرة استهدافا لأي من رجال الأمن على شارع الشيخ خليفة بن سلمان، وفي نقطة مرور المركبات الأمنية وفجرا العبوة حال وصول باص تابع للشرطة، وهو ما تسبب بإتلاف الباص وسيارة مملوكة لشركة تحمل لوحات خليجية تابعة لشركة هندسية، وقد اشترك معهما المتهم الأول بإمدادهما بالمفرقعات، كما شرعا بقتل شرطي آخر في البلاد القديم بواسطة كلاشينكوف.

وأشار أمر الإحالة إلى أن الواقعة الثامنة إلى أنهما تدربا على استعمال الأسلحة والمتفجرات في معسكرات إيرانية، وسرقا في الواقعة الأخيرة لوحات معدنية لمركبات تابعة لوزارة الداخلية.

فلهذه الأسباب حكمت محكمة أول درجة في وقت سابق بالسجن المؤبد بحق المتهم الأول وبتغريمه مبلغ 500 دينار، وبمعاقبة المتهمين الثاني والثالث بإجماع الآراء بالإعدام وبتغريم كل منهما مبلغ 500 دينار، كما سجنت المتهم الرابع لمدة 10 سنوات والمتهم الخامس لمدة 7 سنوات، وبإلزام المتهمين الأول والثاني “الطاعن” والثالث متضامنين بدفع قيمة التلفيات التي تتسببوا بها بالحافلة في واقعة القتل، كما قضت بإسقاط جنسية جميع المتهمين وبمصادرة المضبوطات.