+A
A-

تراجع العنف باحتجاجات أميركا

حافظت التظاهرات المنددة بالعنصرية وانتهاكات الشرطة في المدن الأميركية على زخمها، لكنها شهدت تراجعا ملحوظا في أعمال العنف عشية حفل تأبين جورج فلويد.

وشهد يوم أمس الخميس انطلاق سلسلة من الأحداث حدادا على الرجل الذي كانت وفاته سببا في تمكين الحركة الوطنية.

وخيم الهدوء على احتجاجات الخميس، حيث وجه الادعاء اتهامات لثلاثة ضباط شرطة آخرين ووجهوا اتهامًا جديدًا وأكثر صرامة ضد الضابط المتهم في القضية.

ووجه الادعاء تهمة القتل من الدرجة الثانية لديريك تشوفين، الذي أظهرت مقاطع مصوره قيامه بالضغط بركبته على رقبة فلويد.

ووجهت للضباط الثلاثة الآخرين الذين تواجدوا في مكان الحادث تهم المساعدة والتحريض على القتل من الدرجة الثانية والقتل الخطأ من الدرجة الثانية.

وفي حال إدانتهم، يمكن أن يواجهوا أحكاما بالسجن لمدة تصل إلى أربعة عقود.

يأتي تحرك الادعاء العام عقب أسبوع غير مسبوق في التاريخ الأميركي الحديث، شهد احتجاجات سلمية إلى حد كبير، شابتها نوبات من العنف، شملت هجمات دامية على قوات الشرطة والسرقات والحرق العمد في بعض الأماكن.

وارتفع عدد المحتجزين على خلفية الاحتجاجات والتظاهرات التي تجتاح العديد من المدن الأميركية مؤخرا إلى أكثر من 10 آلاف شخص. وسقط اثني عشر قتيلا، لكن أسباب الوفيات لا تزال مجهولة.

وبحسب إحصاءات لوكالة “أسوشيتد برس”، فقد تم إلقاء القبض على أكثر من 10 آلاف شخص في الاحتجاجات المنددة بالعنصرية وعنف الشرطة في أعقاب وفاة جورج فلويد، في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وبحسب الوكالة، ازداد العدد بالمئات كل يوم مع تدفق المتظاهرين إلى الشوارع، حيث واجهوا وجودا كثيفا للشرطة وحظر التجول الذي يمنح سلطات إنفاذ القانون سلطة اعتقال واسعة.

وسجلت لوس أنجلوس نحو ربع الاعتقالات على الصعيد الوطني، تلتها مدن نيويورك ودالاس وفيلادلفيا.

وتم تصنيف العديد من الاعتقالات بسبب “جرائم ذات مستوى منخفض”، مثل انتهاك حظر التجول وعدم إنهاء التجمهر، بينما اعتقل المئات بتهمة السطو والنهب.

فلويد صرخة حاشدة          بعدة بلدان

وتحول اسم فلويد صرخة حاشدة في بلدان أخرى أيضًا، مما أطلق العنان للاحتجاجات ضد عنف الشرطة والظلم العنصري.

الاحتجاجات لا تزال واسعة، لكنها سلمية إلى حد كبير في كاليفورنيا، حيث شارك نجوم الدوري الأميركي لكرة السلة ستيف كاري وكلاي طومسون مع المتظاهرين في أوكلاند.

واستلقى بعض المتظاهرين على الأرض لتمثيل مقدار الوقت الذي ضغط فيه ضابط شرطة أبيض بركبته على عنق فلويد، بينما كان يستعطفه ليتنفس. لكن الشرطة حافظت على سياسة الحياد بشكل رئيس خلال النهار حتى بعد سريان حظر التجول.

وعقد أول حفل تأبين للرجل الذي ردد اسمه مئات الآلاف من الأفراد بعد ظهر الخميس في مينيابوليس في قداس تحدث فيه القس آل شاربتون، زعيم الحقوق المدنية ومحامي الأسرة بن كرومب.

وينقل جثمان فلويد بعدها إلى رايفورد، كارولينا الشمالية، حيث ولد قبل 46 عاما، لمراسم عرض عام وجنازة عائلية خاصة السبت.

ستكون هناك جنازة كبيرة الاثنين في هيوستن، حيث قضى فلويد معظم حياته، وستتضمن خطبا من شاربتون وكرامب والقس ريموس إي رايت، قس العائلة. وربما يحضر جو بايدن، نائب الرئيس السابق والمرشح المحتمل الديمقراطي للرئاسة. وسيتبع ذلك دفن خاص.

وصف ترامب الاتهامات الإضافية لأفراد الشرطة بأنها “لحظة حلوة ومرة، وخطوة مهمة للأمام في طريق العدالة”.

بعد إعلان الاتهامات الجديدة، قال حاكم مينيسوتا تيم والز إن الولاية والأمة يحتاجان “لاقتناص اللحظة” واستغلال الأحداث الصعبة للأسبوع الماضي؛ لمواجهة آثار العنصرية، ومنها عدم تكافؤ الفرص التعليمية والاقتصادية. وأضاف “أعتقد أن هذه ربما فرصتنا الأخيرة، كولاية وكأمة، لإصلاح هذه المشكلة المنتشرة”.