+A
A-

7 سنوات لوافد قتل قريبه طعنا بسكين

رفضت محكمة التمييز طعن وافد اعتدى على سلامة جسم قريبه بواسطة سكين، وانتهى المطاف بالأخير ميتا بطعنة نافذة بالظهر وصلت إلى رئته اليسرى، حال كونهما بحالة سكر واختلفا بشأن سبب عدم قبول المجني عليه لعروض بعض الشركات توظيفه، إلا أنه ظل عاطلا ويطلب توظيفه براتب أكثر مما يعرض عليه، كما أنه توجد بينهما خلافات عائلية سابقة.

وأيدت معاقبته بالسجن لمدة 7 سنوات والإبعاد النهائي عن البلاد، بعد تخفيفها من قبل محكمة الاستئناف من 10 سنوات في وقت سابق؛ نظرا لعدم تحقق شرط الظرف المشدد الخاص بتناول المسكرات كونهما اعتادا على تناولها معا.

وكانت أوضحت محكمة الاستئناف أن المادة 336/2 من قانون العقوبات، نصت على أنه “يعد ظرفا مشددا كذلك وقوع الفعل من الجاني تحت تأثير السكر أو التخدير وذلك مع عدم الإخلال بأحكام الفقرة الأخيرة من المادة 34 من قانون العقوبات”، إذ تنص المادة المذكورة فقرة 2 على أنه “إذا أوجد المجرم نفسه في حالة السكر أو التخدير عمدا بغية ارتكاب الجريمة التي وقعت منه، كان ذلك سببا مشددا للعقوبة”.

لذا فإنها لا تطمئن إلى أن الطاعن قد أوجد نفسه في حالة السكر عمدا بغية ارتكاب الجريمة، وأنه قد ارتكب جريمته تحت تأثير حالة السكر الناتجة عن تناوله مواد مسكرة أو مخدرة، وكان ذلك ثابتا في أمر الإحالة أيضا، إذ إن النيابة العامة لم ترتكن في وصفها القانوني لتوافر ظروف وقوع الفعل من الجاني تحت تأثير حالة السكر أو التخدير، وهو ما تؤيده.

وتشير أوراق القضية إلى أن الواقعة كانت قد حصلت في منطقة سلماباد بتاريخ 8 يونيو 2018، إذ قرر الطاعن أثناء التحقيق معه بمعرفة النيابة العامة أنه والمجني عليه كانا يحتسيان المشروبات الروحية وأنهما بحالة سكر، وظلا يتناقشان عن مسألة عدم حصول المجني عليه على وظيفة وبقائه عاطلا عن العمل منذ مدة طويلة، وبين أن الأخير كانت تصل إليه عروض توظيف من شركات عدة، إلا أنه كان يرفض العمل بتلك الشركات، والسبب يعود إليه، إذ إنه كان يرغب بالحصول على راتب أعلى مما يتم عرضه عليه.

وأفاد أنه حاول نصح المجني عليه بالقبول بأية فرصة عمل؛ حتى يتمكن من الحصول على الوظيفة والراتب الذي يطمح إليه، إلا أن المجني عليه كان يرفض القبول بنصيحته.

وأشار إلى أن نقاشهما هذا تطور وتحول إلى مشادة كلامية فيما بينهما، اعتدى عليه خلالها المجني عليه، والذي صفعه بواسطة يده على وجهه، فما كان منه إلا أن سأل عن سبب اعتدائه عليه، لكنه تفاجأ باعتداء المجني عليه مرة أخرى بذات الطريقة.

فلم يتمالك المدان أعصابه وتوجه مباشرة إلى المطبخ وظل يبحث عن سكين طعام، والتي جلبها إلى الغرفة، وطعن قريبه في ظهره، وعندما شاهده ينزف الدماء بغزارة ولا يحرك ساكنا، هرب من الموقع مسرعا وحمل معه السكين أداة الجريمة، والتي غسلها وألقاها في مكان ما خارج مسكن العمال الذي يقطنان فيه.

كما أضاف أنه في تلك الليلة ذهب إلى إحدى البنايات الواقعة في شارع المعارض بمنطقة المنامة، واستأجر غرفة فيها حتى ينام، وفي نفس اليوم تلقى اتصالا من أفراد الشرطة، والذين طلبوا منه النزول إليهم من الغرفة وأنهم بانتظاره أسفل البناية التي يستأجر الغرفة فيها، فاستجاب لهم وتم القبض عليه.

وبالتحقيق في الواقعة بمعرفة النيابة العامة وسؤالها للشهود، قرر أحدهم أنه يسكن مع الجاني والمجني عليه، وأفاد بأن الواقعة ليست كذلك فقط، بل إن لها خلفيات سابقة، إذ كانت تكثر بينهما الخلافات والمشاكل العائلية في بلدهما، وأن هذه المشادة الكلامية التي حدثت بينهما كانت النهاية لحياة المجني عليه.

وأضاف الشاهد أن مسؤولهم في العمل كان قد طلب منهم أن يسمحوا للمجني عليه أن ينام معهم في الغرفة، وبالفعل سمحوا له بالنوم معهم في الغرفة، على الرغم من أنه كان قد احتسى المشروبات الكحولية قبل دخوله إليها، وعقب خلودهم للنوم تفاجأوا بصرخات المجني عليه، والذي ما إن أشعلوا الأنوار شاهدوه ملقى على الأرض ويصرخ بشدة والدماء تنزف من ظهره بغزارة، فيما كان باب الغرفة مفتوحا، فسألوه عمن ارتكب ذلك، فقرر لهم أن الطاعن هو من تسبب بها بعدما دخل إلى غرفتهم وطعنه في ظهره.

وثبت من تقرير الطبيب الشرعي أن عينه دم المجني عليه كانت تحتوي على نسبة 86.4 % من الكحول.

وجاء في تقرير الصفة التشريحية أن سبب الوفاة هو نتيجة إصابة بطعنة لآلة حادة، نفذت إلى التجويف الصدري وأحدثت قطعا في الرئة اليسرى وسببت نزيفا جسيما.

كما ثبت للمحكمة أن الطاعن بتاريخ 8 يونيو 2018، اعتدى على سلامة جسم المجني عليه بأن قام بضربه في ظهره بواسطة سكين مسببا له الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أفضت إلى وفاته.