+A
A-

البحرينيون والمقيمون يجودون بملابس “جديدة بقراطيسها”

مع أن تلك الحاويات التي وضعتها العديد من الجمعيات الخيرية المرخصة للقيام بهذا العمل، أي جمع الملابس المستعملة وإعادة تدويرها بالتنسيق مع بعض الشركات، إلا أن هناك “نقطة فارقة” تعكس حرص المتبرعين من المواطنين والمقيمين، على تقديم الملابس الجديدة أيضًا.. في تلك الحاويات، ستجد بالفعل الكثير من الملابس والأحذية والحقائب والكماليات المستخدمة بنصف أو ربع عمر، لكنك ستجد المزيد من الجديد “بقراطيسه”.

دون ذكر أسماء، فتح مندوب لإحدى شركات إعادة التدوير إحدى الحاويات، وكان مدهشًا أن نجد فيها ملابس جديدة غير مستخدمة إطلاقًا، وأغلبها ملابس أطفال، ومن بين المحتوى أيضًا، كميات من الأحذية والحقائب والألعاب، وللأمانة، كانت غالبها، في تلك الحاوية، جديدة “مو مستخدمة”.

“^” تدعم المبادرة

هذه الصورة حرصت صحيفة “البلاد” على إبرازها، ففي تقرير نشرته يوم السبت 23 مايو 2020 كتبه الزميل إبراهيم النهام، نقل تجربة جمعية “بصمة خير” التي وزعت أكثر من 400 حاوية في مختلف مناطق البحرين؛ بوصفها تمثل نجدة للأسر العفيفة والفقيرة وذات الدخل المحدود، وتخرج للعامة اليوم بعبارات تحمل الرسائل السامية التي وجدت لأجلها كـ “قديمك يغني حياتهم” و”نحول عطاءك إلى أكثر الناس حاجة” و”ضع ملابسك هنا..غيرك بحاجة لها”، لتستقبل تلك الحاويات مختلف التبرعات من الملابس إلى ألعاب الأطفال والإلكترونيات والكتب والعبايات والأحذية وحقائب اليد وغيرها، والعمل مستمر منذ خمس سنوات، حيث يتم فرز الملابس الصالحة وتوزيعها على الأسر العفيفة داخل البحرين وخارجها لدول كاليمن والأردن والسودان، في حين يتم إعادة تدوير الملابس البالية.

الريع للبرامج الخيرية

ويعبر رئيس جمعية شجرة الحياة الخيرية الاجتماعية خليل الديلمي عن السعادة والغبطة بهذا التجاوب الكبير، فهناك من يتبرع بالمبالغ المالية وآخر يتبرع بالملابس والكماليات الزائدة عن الحاجة والصالحة للاستخدام، وكل جمعية تتعاون مع إحدى الشركات وتوزيع حاوياتها في المناطق، أي أن بعضها يقتصر على المناطق التي تخدمها الجمعية وبعضها الآخر في كل مناطق البحرين، وفي نهاية كل شهر، تسلم الشركة المبالغ للجمعية بالنسبة للمواد المعادة تدويرها، ويتم صرفها في البرامج الخيرية المخصصة للأيتام والأسر المتعففة، كما أن الملابس الجديدة والصالحة للاستهلاك توزعها الجمعيات على الأسر المعوزة المسجلة في قوائمها.

المشاركة الطيبة مبشرة

ويرى رئيس جمعية المعاني السامية السيد حسن السيد سعيد أن المشاركة مبشرة وتؤكد اهتمام الناس بمثل هذه المبادرات، وبالنسبة لنا، لدينا ما يقارب من 25 حاوية وتعمل كوادر الجمعية حسب الموعد الشهري لجمع المحتويات وفرزها، فالملابس الجديدة أو شبه الجديدة، نعيد غسلها وتغليفها وتوزيعها إما من خلال المعارض والأنشطة الخيرية أو من خلال إرسالها كصور عبر الواتس أب لمن يحتاجها من الأسر المحتاجة المسجلة لدينا، ويتم استلامها من مقر الجمعية. ويضيف السيد حسن: “الملابس التالفة، لها طريقة أخرى، حيث تتولى الشركة التي تعاقدنا معها شراءها ونحول المبالغ إلى برامج تدريبية.. ننظم على سبيل المثال ورش تدريبية في مجال الكروشيه، المكياج، تصفيف الشعر، تعبئة المواد الغذائية بحيث يستفيد منها أبناء الأسر”، موضحًا أن نجاح هذه التجربة، في مختلف مناطق البحرين وبالنسبة للجمعيات الزميلة، يظهر من خلال استمرارية العمل وإقبال الناس على المساهمة بما تجود به أيديهم الكريمة، وهي من أجل صور التكافل في المجتمع البحريني.