أيدت محكمة التمييز صحة حكم يقضي بحبس سيدة لمدة سنة واحدة، لمشاركتها شقيقها وصديق الأخير في الاعتداء على رجل حضر للدفاع عن زوجته بعدما تحرش بها الشابين، والمحكوم عليهما بذات عقوبة الطاعنة، إذ اعتدوا جميعا على المجني عليه بالضرب وتسببوا له بعاهة مستديمة.

وجاء في حكم المحكمة أن الواقعة تتحصل في أنه وأثناء ما كانت الشاهدة الثانية (زوجة المجني عليه) متوقفة بسيارتها في منتصف الشارع بالقرب من منزل أهلها وبرفقتها الشاهدة الثالثة (صديقتها) حضرت سيارة أخرى وتوقفت أمامها كون أن الشارع ضيق ولا يتسع لمرور سيارتين في ذلك الوقت، وقام سائق تلك السيارة بإضاءة المصابيح الأمامية لها لكي تتحرك من مكانها.

وبعد فترة قصيرة تحركت زوجة المجني عليه، لكن وأثناء مرورها بالقرب من سائق السيارة الأخرى -المتهم الأول- ضحك عليها قاصدا الاستهزاء بها، كما تعمد “التفحيط” بعجلات السيارة بجوارها، وتحرك من المكان.

وعلى ضوء ذلك قامت الزوجة بالرجوع مرة أخرى واللحاق بالمتهم الأول لتسجيل رقم لوحة سيارته، كما اتصلت بزوجها المجني عليه وأخبرته بأن المتهم الأول قام بالتحرش بها، والذي حضر فورا للموقع وتوجه للمتهم الأول للتفاهم معه.

فسأل الزوج المتهم الأول عن سبب تحرشه بزوجته، إلا أنه تفاجأ بالمذكور يعتدي عليه بدفعه من صدره والصراخ عليه مما أدى إلى سقوطه على الأرض، ومن ثم اعتدى عليه بالضرب بقبضة يده، وأثناء ذلك قام المتهم الثاني (صديق الأول ومرافقه بالسيارة) بركل المجني عليه مرات عدة برجله.

وأشارت إلى أن أشخاصا مجهولين آخرين اعتدوا على المجني عليه بالضرب على أنحاء متفرقة من جسمه، كما خرجت المتهمة الثالثة (الطاعنة) من منزلها واعتدت أيضا على المجني عليه بالضرب على ذراعه الأيمن بواسطة عصا خشبية كانت تحملها بيدها بعدما سمعت صوت المشادة فيما بينهم والضرب.

وبالقبض على المتهم الأول اعترف خلال التحقيق معه بأنه تشاجر مع المجني عليه، وأقر باقترافه التهمة المسندة إليه بجلسة تجديد حبسه الاحتياطي.

وقد ثبت للمحكمة بتقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليه أنه تخلفت لديه إصابة رضية منتشرة بجسمه في صورة كدمات وكسور بالكاحل الأيمن واليد اليسرى وتورم بالأنسجة المرتبطة بالعين اليسرى مصحوب بنزيف في ملتحمة العين وكدمات في الركبتين وراحة اليد اليمنى، وأن الحالة الإصابية للمجني عليه أصبحت ذات صفة نهائية، وقد تخلف لديه من جراء إصابته بمظاهر التهاب في المفصل السلامي الأول وصحبه إعاقة في نهاية حركة ثني المفصل وهو ما يعد بحالته عاهة تقدر بنحو 3 %.

هذا وثبت للمحكمة يقينا أن المتهمين الثلاثة بتاريخ 18 مايو 2017، اعتدوا وآخرون مجهولون على سلامة جسم المجني عليه وأحدثوا به الإصابات المبينة بالتقارير الطبية وأفضى الاعتداء إلى مرضه أو عجزه عن القيام بأعماله الشخصية لمدة تزيد على 20 يوما.