+A
A-

سالم سلطان... خاطب العالم بلغة الفن وبروحه العفوية وأدائه

تمر هذه الأيام الذكرى الثانية لوفاة الفنان القدير سالم سلطان رحمه الله الذي انتقل الى رحمه الله تعالى 31 مارس 2018 بعد معاناة طويلة مع المرض. سالم سلطان اسم ملتصق بالأبداع المسرحي وبنظرياته وكل ما هو متجدد في الشكل المسرحي وإيضاح التطور الفكري والخلق الفني.

يصفه الفنان والمخرج جمال الصقر بما يلي ..

أستاذ سالم كفنان اقتربت به أكثر في نادي مدينة عيسى، وما أجملها من مرحلة التي عملنا معا في عمل مسرحي، وهو “حكاية المهرج “للأطفال، و هو كان الدور الرئيس في العمل وكان مبدعا بمعنى الكلمة لقدرته على التناغم مع دور المهرج والأطفال، كانت لحظات جميلة لا تنسى، وأيضا عملت معه في أوبريت “نطق الحجر”، والذي عرض في العام 1987 بمناسبة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، وكان يمثل دور الضمير العربي، وهو يلقي الشعر لمظفر النواب وبجدية وحماسة، وهذا ما لم يعتده الجمهور. الاستاذ سالم كان مهموما بالوضع السياسي العربي وتحديدا القضية الفلسطينة.

أما الناقد المسرحي يوسف الحمدان، فيقول عن الفنان الراحل..

هناك أناس ربما لم تبرزهم أدوارهم في المسرح أو عبر الدراما التلفزيونية، وربما لم يحظوا يوما بنصيب البطولة فيها، إلا أن حضورهم الفني والثقافي والإنساني واليومي يظل راسخا في الذاكرة بقوة أكثر أحيانا من أي دور يتربع عرش البطولة في المسرح أو في الدراما التلفزيونية. من بين هؤلاء الفنان الراحل سالم سلطان، هذا الفنان الذي ولج بحب شديد إلى مسرح الطفل عبر أدوار كاريكاتيرية عشقها الأطفال والكبار أيما عشق، وظلت مقاومة للزمن وحاضرة في الذاكرة حتى يومنا هذا وربما الأيام التي ستأتي بعد، بالرغم من أنها ليست أدوار رئيسة أو بطولة.

لقد تمكن الفنان سالم سلطان أن يمنح هذه الأدوار الكاريكاتيرية روحه العفوية وأداءه الذي يوشك أن يسم شخصيته المعهودة في الواقع اليومي، هذه الروح التي بات الأطفال والكبار لا يفرقون بين كونها مسخرة الأداء في المسرح أو التلفزيون أو شخصيته الحقيقية في الواقع، فهو (الحية) بشكلها الكاريكاتيري المحبب لدى الأطفال والكبار في مسرحية “ليلى والذئب” تلوت وزحفت وعبرت خشبة المسرح في دور ثانوي، ولكنها ظلت تذكر كواحدة من أهم الأدوار في مسرح الطفل حتى يومنا هذا، بل إنها الطريدة التي يعشقها الأطفال خاصة عندما يتواجد الراحل سالم سلطان في أي مكان بالبلد.

رحم الله الفنان الدءوب المخلص سالم سلطان الذي كان يملك الميزات الأساسية للإبداع الفني، وكان يعتبر أن الفن هو المجال الوحيد الذي يحقق أحلامه، وهو اللغة المقدسة التي يخاطب بها العالم ويتلمس بمجسات مفرداتها الجمال في الإنسان والطبيعة، وفي اعتباره الفن مصيرا أو قدرا.