+A
A-

اختصاصي علم النفس آل شهاب: الرياضة تعدّل المزاج وتزيل الكآبة

“كورونا” عدو لا تجعله يعيش في بيتك وبداخل عقلك وتفكيرك

لا تشغل نفسك بتتبع الأخبار الخاصة بالفيروس

الأزمة فيها دروس وعبر إيجابية وليس كل ما فيها سلبي

 

فايروس كورونا (كوفيد -19) عدو لا تجعله يعيش في بيتك وعقلك، واجعله فرصة لتغيير الذات والتقرب إلى الله في شهر رمضان. بتلك الكلمات بدأ اللاعب الدولي ومدرب كرة اليد واختصاصي علم النفس الرياضي نبيل طه آل شهاب كلماته للحديث حول شهر رمضان في زمن الكورونا، مؤكدا أهمية استثمار الشهر الكريم في كل ما ينفع الإنسان ويزيد من تعلقه بخالقه.

ويقول آل شهاب عن برنامجه المعتاد في الشهر الفضيل “خلال فتر رمضان أقضي وقتي بين العمل والبيت وزيارة المجالس القرآنية وأحرص على زيارة الأهل والأصدقاء والمعارف خلال الفترة المسائية، وأسعى قدر الإمكان أن أعيش لحظات الشهر الفضيل سواء في برامجه العبادية من قراءة القرآن والدعاء والتقرب إلى الله، والتزاور والتلذذ بأطعمة رمضان مثل الهريس والثريد واللقيمات ومحمر سمك الصافي في الغبقات الليلية والقيام جميع طقوسه، ولا أفضل السفر في الشهر الكريم إطلاقا، وأعتذر عن أي تكليفات خارجية قدر الإمكان، إلا إذا كنت مضطرا؛ لأنني حريص على إحياء الشهر في وطني وبين أهلي وأصحابي..”.

بداخلنا الفرح

ويرى آل شهاب بأن كورونا قد يغير بعض العادات في الشهر الفضيل، لكنه ينبغي ألا يفسد الفرحة وإحياء الطقوس المعتادة ومن أهمها العبادة؛ لأن فلسفة الدين أساسا تقوم على المحافظة على حياة الإنسان وصحته وكرامته وانطلاقا من ذلك ينبغي للجميع الالتزام بتعليمات الجهات المختصة والبقاء في المنزل؛ منعا لانتشار العدوى والمساهمة في التصدي لهذا الوباء، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ومن يريد أن يحمي نفسه وأهله وديرته ووطنه عليه أن يلتزم بالقواعد الصحية المتبعة، فشهر رمضان لا يعني السهر وتبادل الزيارات فقط.

وأضاف “نحن من يخلق بداخلنا الفرح، وبإمكان كل فرد منا أن يخلق بداخله ذكرى طيبة في شهر رمضان من خلال أعمالنا وعباداتنا، ويجب أن نتحدى كورونا حتى لا يفسد علينا فرحة شهر رمضان من خلال تصرفاتنا وسلوكياتنا داخل المنزل وبما نقوم به من برامج وأنشطة تبعث على الفرح والسعادة..”.

وتطرق آل شهاب إلى مجموعة من النصائح والسلوكيات التي من الممكن اتباعها؛ لتجنب التوتر والقلق من كورونا وقضاء وقت ممتع في الشهر الكريم، مضيفا “كورونا عدو لا تجعله يعيش في بيتك وبداخل عقلك وتفكيرك، لا تشغل نفسك بتتبع الأخبار الخاصة بالمرض؛ لأنك اصبحت تعرف عنه كل شيء وكل ما ينبغي لك فعله هو الوقاية واتباع الإرشادات والتعليمات.. شريطة ألا يكون هذا الابتعاد كفرض وإنما بتصرف واع ومسئول من تلقاء ذاتك، فأقسى التجارب هي من تعطينا أفضل الدروس، وعلينا أن نستفيد من هذه المحنة والتعلم منها والاستفادة من كل ما هو إيجابي والابتعاد عن السلبيات قدر الإمكان.

نحن أقوى

وأوضح “علينا أن نخرج من هذا الوباء ونحن أقوى وأقرب إلى الله، وأن نخرج بأكبر عدد من المكاسب، فالأزمة فيها دروس وعبر إيجابية، وليس كل ما فيها سلبي، فهناك من تعلم ما لم يكن يعلم وقرأ ما لم يقرأ وكتب ما لم يكتبه، وجلس مع أهله أكثر من قبل، وهو اختبار من الله تعالى يجب أن ننجح فيه جميعا ونكون متحابين ومتعاضدين وداعمين لبعضنا البعض ..”. وأكد آل شهاب بأن كورونا هي فترة عابرة سنتخطاها بإذن الله وعلى الجميع أن يحيي فضائل شهر رمضان بأعمال الخير والبر والإحسان والعبادة ويستمتع بطقوس أافضل الشهور.

ونصح الرياضيين بالاستمرار في مزاولة الأنشطة البدنية، مشيرا إلى أن الرياضة يجب أن تكون جزءا من الإنسان أينما يكون واللاعب على وجه الخصوص؛ للمحافظة على مستواه ولياقته البدنية، كما أن الرياضة لها دور فعال في تقوية جهاز المناعة المسؤول عن محاربة الفيروسات وتجعل الإنسان بصحة أفضل ومزاج أحسن وتزيل عنه الكآبة والتوتر وتجعله في راحة نفسية وعقلية.