+A
A-

الوزير السابق صلاح علي لـ “البلاد”: أتجنب الثريد والمقليات بالفطور... وأتسحر عيش أو محاشي أو بلاليط

عرفت البحرين صلاح علي طبيبا ناصحا بالتغذية السليمة، خصوصا بشهر رمضان المبارك، وذلك قبل دخوله عالم السياسة. تواصلت معه. وطلبت منه تسليط الضوء على يومياته الرمضانية. لقد حمل علي حقيبة شؤون حقوق الإنسان، وهو النائب الأسبق لرئيس مجلس النواب، والعضو السابق بمجلس الشورى، والعضو السابق بالمجلس الأعلى للصحة. وهو اليوم يترأس مجلس أمناء الجائزة الدولية لمناصرة جهود مكافحة وباء فيروس كورونا. جاءت الأسئلة ودية.. وأجوبته عفوية دون تدسيك:

انشغالات

-ما برنامجك بيوم رمضان؟

‏رمضان هذا العام مختلف عن السنوات الماضية، وفي الحقيقة هذا أول رمضان يمر في حياتي وتكون فيه المساجد مغلقة والتراويح معطلة والمجالس الرمضانية التي اعتدنا على زيارتها متوقفة ‏والزيارات الأسرية مقيدة؛ وذلك لظروف خارجة عن إرادتنا جميعا بسبب وباء كورونا.

‏ولذلك أقضي معظم الوقت هذه السنة داخل المنزل ومع الأسرة ‏وخروجي من البيت قليل وغالبا للضرورة.

ولذلك هذه السنة تميزت بكثرة الاتصالات الهاتفية والمسجات للتهنئة بقدوم شهر رمضان ‏لعموم الأهل والأقرباء والزملاء والمسؤولين، كنا اعتدنا في السنوات الماضية أن نلتقي بهم في مجالسهم.

وعلى المستوى الأسري عندنا برامج يومية ‏روحية وثقافية وترفيهية  ما كانت تحصل في السنوات الماضية، لعلها من إحدى نِعَم أزمة كورونا. أصبحنا مثلا نصلي صلاة المغرب والعشاء والتراويح جماعة مع جميع أفراد الأسرة، وهناك مسابقات ثقافية شبه يومية مع الجوائز طبعا للعيال، ‏وأيضا نمارس بعض الألعاب الجماعية والتسالي العائلية.

وأما على المستوى الشخصي فهناك جرعة روحانية تتمثل‏ في قراءة القرآن وختمه وإعطاء وقت اكثر للعبادة، كما أنني اهتم بالقراءة والاطلاع ‏وغالبا ما تكون في المجالات الشرعية والطبية والاجتماعية والعلمية.

‏كما أقضي يوميا ساعة للرد على المسجات أو الاستماع إليها، وحاليا أنا أترأس مجلس أمناء الجائزة الدولية لمناصرة جهود مكافحة وباء فيروس كورونا، ‏الذي يتبع الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية وبرنامج سفراء دوليون للمسؤولية الاجتماعية، ‏وعندنا اجتماعات منتظمة تعقد عن بعد بالتقنيات الحديثة خلال شهر رمضان، ‏إضافة إلى انشغالي في كتابة عدد من المقالات الإلكترونية في القضايا الصحية والاجتماعية.

أتجنب الثريد

ما وجبتك المفضلة بالفطور والسحور؟

‏‏أنا أتبع سياسة الإفطار على مرحلتين في كل رمضان. المرحلة الأولى مع الأذان وتشمل الماء واللبن و3 حبات تمر مع لبنة قليلة الدسم. وبعدها يكون الاستعداد لصلاة المغرب. وبعد الصلاة تبدأ المرحلة الثانية من الفطور وهي الوجبة الرئيسة وغالبا ما تكون من الشوربة وطبق السلطة ‏وبعدها تناول الشاي طبعا من دون سكر. و‏أنا من النوع الذي لا يتناول الوجبات الرمضانية الدسمة مثل الثريد أو الرز أو المعجنات أو المقليات، وغالبا ما أتجنبها على مائدة الإفطار. أما بالنسبة للسحور فهي وجبة رئيسة، وأنا غالبا ما أتناول طعام السحور متأخرا ‏قبل الأذان بنصف ساعة إلى 45 دقيقة.  أتناول طعام السحور مع كل أفراد العائلة، ‏وهو يشمل اللبن والماء و3 حبات تمر والطبق الرئيس ‏الذي يتغير كل يوم ‏مثل الرز مع السمك أو الرز مع الدجاج أو المحاشي وطبعا أحيانا البلاليط البحريني، ‏ولكن طبق واحد فقط كل يوم.

تجمع عائلي

ما برنامجك بعد الفطور وقبل السحور في زمن الكورونا؟

بالنسبة للبرنامج بعد الفطور غالبا هو تجمع عائلي وأمام شاشة التلفزيون ‏مع شرب الشاي ‏حتى موعد دخول صلاة العشاء والتراويح. وأما الفترة ما بعد صلاة التراويح وحتى موعد السحور فهي تشمل أمورا عدة منها قراءة القرآن و‏تصفح أحد الكتب الإلكترونية أو الورقية والرد على المسجات والإيميلات وأحيانا عقد اجتماعات عن بعد ‏وكتابة عدد من الرسائل ويتخلله اللقاء الأسري اليومي

‏خليط برامج

ماذا تتابع بالتلفزيون؟

‏في الحقيقة ليس عندي برنامج معين أو محدد أتابعه في شهر رمضان، وأنا من النوع الذي لا يجلس لفترات طويلة أمام شاشة التلفزيون، كما أنني لا أتابع المسلسلات أو أي برنامج يومي. الفترة الوحيدة المنتظمة للشاشة الصغيرة هي ما بعد الفطور وحتى موعد صلاة العشاء والتراويح، بعدها أنشغل بأعمالي الخاصة وإنجاز بعض المهام من المنزل ‏في زمن الكورونا. وعموما البرامج التي ‏قد أشاهدها في شهر رمضان ‏خليط من برامج دينية أو علمية أو تاريخية أو مسابقات ثقافية أو أخبار محلية ودولية.

الوالدة والخادمة

موقف سابق عالق بذاكرتك ولا تنساه بشهر رمضان؟

‏قد تكون هناك مواقف كثيرة مرتبطة بشهر رمضان بس راح أذكر موقفين طريفين في ذاكرتي: الموقف الأول “قصة الضيف والوالدة الله يرحمها”: حصل ‏أن ضيفا زائرا تفاجأت به والتقيت به في رمضان وكان قبل المغرب بفترة قصيرة، ‏والضيف صار لي فترة لم أره ولا أعلم بظروفه، ‏ودعوته أن يفطر عندنا في البيت؛ لأن الوقت كان قريبا من موعد الفطور، ووافق. ‏ومن هنا بدأ مشوار القلق عندي؛ لأنه ما كان في ترتيب مسبق لاستقباله، واتصلت بالوالدة وأبلغتها أني في الطريق ومعي الضيف، ‏وقالت لي (الله يرحمها) حيّاكم. وصلت البيت مع الضيف مع أذان المغرب وكان الفطور جاهزا في المجلس، ‏مباشرة فطرنا وصلينا المغرب، وغادر ‏الضيف مع دخول وقت العشاء. ‏

المفاجأة أنني اكتشفت أنه فطور الوالدة والعائلة يومها وتم تخصيصه للضيف، ‏وكان فطورهم “تصبيرة” وأشياء خفيفة ‏لحين مغادرة الضيف. الله يرحم الوالدة ويرحم موتى المسلمين أجمعين. دائما يتردد هذا الموقف في ذاكرتي.

أما الموقف الثاني فهو “قصة السحور والشغالة”.. أنا سحوري متأخر دائما، يعني أتسحر قبل الفجر، واتفقت مع الأهل أن السحور يتركونه جاهزا على الطاولة.. وكان أول يوم رمضان، ورجعت البيت متأخر ليلتها، ولما دخلت البيت أشوف الطاولة ما عليها لا صحون ولا سحور..! ‏علما أن الطاولة مرتبة وعليها السفرة والأشواك والملاعق.. قلت احتمال الصحن في مكان آخر.. وفتشت في كل زاوية بس في النهاية ما شفت أي سحور.. وكان حينها الكل نايم وما في أحد أستفسر منه.. عموما أمام الأمر الواقع تسحّرت على المتوفر في البيت ولله الحمد..‏ وبعدها صلينا الفجر بس الموضوع مشاغبني حول سر اختفاء طعام السحور.. ‏وفي الصباح طلبت التحقيق في الموضوع هل أحد من العيال تناول سحوري.. وبعدها اكتشفنا أن الخادمة أكلت سحورنا بالهنا والعافية ظنّا منها أن طعام السحور كان مخصص لها..! هي اعتقدت أن الجميع بالمنزل تسحر.. ‏وبعدها بدأوا يحطّون ورقة على الطاولة ويكتبون عليها “سحور بابا” للخادمة!

فطرت بالمدرسة

‏ موقف طريف من ذكرياتك أيام الدراسة بفترة شهر رمضان؟

‏لعل ذكريات مواقف أيام الدراسة في شهر رمضان هي بعيدة في الزمن، ولكن أتذكر أول صيام لي كنت حينها في الصف الرابع ابتدائي في مدرسة ابن سينا الابتدائية وكان أول رمضان بالنسبة لي.. وفي اليوم الأول للصيام ‏وأثناء الفسحة نسيت أني صائم وانطلقت مع بقية الطلاب إلى المقصف لأنه كان مفتوحا.. وكان الطلاب من الأول ابتدائي إلى السادس ابتدائي..

‏واشتريت سندويش سمبوسة ومشروبا باردا ‏وجلست أتناول فطوري مع مجموعة زملائي بالصف.. وإذا بالمشرف يمر علينا ‏ويقول لنا “ليش يا أولاد ما تصومون رمضان؟”، ‏حينها تذكرت أني خرجت من المنزل وأنا صائم، ولكن بعد فوات الأوان، الساندويش دخلت المعدة والمشروب قد انتهى!