+A
A-

الصحة العالمية: رفع الإغلاق مبكرًا قد يفاقم الوباء

أعربت منظمة الصحة العالمية عن مخاوفها من أن يسفر رفع الإغلاق في منطقة الشرق الأوسط عن موجة تفش جديدة لفيروس كورونا المستجد.

وتسبب “كوفيد ـ 19” بوفاة أكثر من 210 آلاف شخص في العالم، بينهم أكثر من 85 % في أوروبا والولايات المتحدة منذ ظهوره في الصين في ديسمبر، بحسب تعداد أعدته وكالة “فرانس برس” استنادا إلى مصادر رسمية أمس الثلاثاء.

وصرح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري أن المنظمة تعمل مع الباحثين على تسريع تطوير اللقاحات والعلاجات لمرض “كوفيد - 19” الناجم عن فيروس كورونا، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 80 لقاحا عالميا يجري تطويرها لمواجهة الفيروس، بما في ذلك 6 لقاحات قيد التقييم السريري، وجاء ذلك ضمن المؤتمر الصحافي للمنظمة، الثلاثاء، في مقرها بالقاهرة.

وأوضح المنظري أن المرض لا يزال ينتشر في جميع أنحاء الإقليم (الشرق الأوسط)، وسجل انخفاضا طفيفا في عدد الحالات المبلغ عنها أسبوعيًا في بعض البلدان.

ولكن وضعت بعض هذه البلدان استراتيجية للخروج من الوضع الراهن، وشرعت في رفع قيود، بما في ذلك تخفيف حظر التجول وإغلاق المطارات.

ورجح المسؤول أن يؤدي رفع القيود السابق لأوانه عن تدابير التباعد البدني إلى عودة ظهور مرض “كوفيد - 19” وخروجه عن السيطرة بما يسبب موجة ثانية متفاقمة من حالات الإصابة، خصوصا دون التخطيط الدقيق لتفاصيل رفع الإغلاق، مع عدم توسيع نطاق القدرات في مجال الصحة العامة والرعاية السريرية.

وأضاف أن المنظمة لا تتوافر لديها إلا معلومات محدودة عن إمكانية أن يطور المصاب بالفيروس استجابة للأجسام المضادة وكذلك حول المدى الزمني لفعالية تلك الأجسام المضادة، نافيا وجود أي دليل علمي يثبت أن الشخص محصن ضد فيروس كورونا بعد إصابته بالمرض وتعافيه.

وأشار المنظري إلى أنه على مدار الأسابيع القليلة الماضية أصبحت معركة مواجهة مرض “كوفيد - 19” أكثر تحديًا مع ظهور الفيروس في بلدان مثل سوريا وليبيا واليمن، وأوضح أن هذه الدول تواجه نظمًا صحية ضعيفة، ونقصًا في عدد العاملين الصحيين، ومحدودية الحصول على خدمات الرعاية الطبية.

وأكد أن هناك ملايين الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض في هذه البلدان؛ بسبب ظروف المعيشة في أماكن مكتظة، وضعف المناعة الناجم عن سنوات من انعدام الأمن الغذائي، وعدم كفاية العلاج للحالات المرضية الكامنة الأخرى.

وأحصيت 210 آلاف و930 وفاة في العالم (3027853 إصابة)، بينها 126 ألفا و793 في أوروبا (1404171 إصابة)، القارة الأكثر تضررا بالوباء.

وسجلت الولايات المتحدة أعلى عدد وفيات (56 ألفا و253)، متقدمة على إيطاليا (26 ألفا و977) وإسبانيا (23 ألفا و822) وفرنسا (23 ألفا و293) وبريطانيا (21 لفا و92).

وظهرت في ألمانيا أولى مؤشرات تفاقم انتشار فيروس كورونا، فيما بدأت البلاد للتو بتخفيف إجراءات العزل رغم أن المستشارة أنغيلا ميركل عبرت عن قلقها من عودة سريعة إلى الحياة الطبيعية.

وأظهرت بيانات من معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، أمس الثلاثاء، أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا زاد بواقع 1144 حالة إلى 156,337.

ووفقا للإحصاء، فقد زاد عدد الوفيات بواقع 163 إلى 5913.

وفي النمسا، قال وزير الصحة، الثلاثاء، إن البلاد ستخفف قيود العزل العام بالسماح بتجمعات تضم 10 أشخاص.

وتنتهي في 30 أبريل القيود التي تشمل توجيهات بعدم مغادرة المنازل إلا لأسباب معدودة منها التسوق.

وفي روسيا، ذكر مركز إدارة أزمة كورونا أن عدد حالات الإصابة بالفيروس بلغ أمس6411 حالة، وهي زيادة يومية قياسية ليصل إجمالي الإصابات إلى 93558 حالة. كما سجلت الوفيات اليومية بالفيروس 72 حالة ليصل إجمالي عدد الوفيات إلى 867 حالة.

وفي هولندا، قالت سلطات الصحة أمس إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد ارتفع بواقع 171 حالة إلى 38416، منها 48 حالة وفاة جديدة.

وقال المعهد الهولندي للصحة العامة في تحديثه اليومي: إن عدد الوفيات بأنحاء البلاد وصل إلى 4566.

وفي إسبانيا، قالت وزارة الصحة، أمس، إن البلاد سجلت الليلة الماضية 301 حالة وفاة نتيجة الإصابة بفيروس كورونا المستجد انخفاضا من 331 حالة وفاة في اليوم السابق. وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عن المرض إلى 23822، بينما زاد عدد حالات الإصابة إلى 210773 حالة من 209465 إصابة في اليوم السابق.

يأتي ذلك في الوقت الذي تتخذ فيه العديد من الدول خطوات لتخفيف إجراءات العزل العام التي أدت إلى توقف الحياة الطبيعية في الأسابيع الثمانية الماضية.