كما نعلم انه قبل شهر واحد كانت الحياة على طبيعتيها نذهب في الصباح الباكر الى المدارس والجامعات ويذهب الموظفين الى اعمالهم ويذهب العاملون في مختلف القطاعات العامة والخاصة الى مواقعهم واماكنهم

الى أن ظهر الوباء المستجد المعروف بكورونا مع نهاية شهر فبراير الماضي فأصبح الجميع في قلق وخوف حيث تخاف المرأة على زوجها عندما يذهب سريعاً لتلبية احتياجات الأسرة ويخاف الابن على والديه والأخت على أخيها حيث الكثير من الخوف الشديد الذي نشعر به جميعاً تجاه أسرتنا واقاربنا.

لا يستطيع احد في هذا الوقت أن يذهب ويتنزه كالسابق فجميعنا في حالة ترقب وحذر شديدين لتمضي هذه الأزمة على خير ولتلبية التعليمات الاحترازية التي يقوم بها رجال الشرطة لحماية المواطنين لذا اضطر جميع المواطنين الى البقاء في المنزل كعزل صحي آمن بعيدا وبعزلة عن جميع البشر لحماية أنفسهم

ولكني سأشارك تجربتي اثناء العزل الصحي في منزلي حيث اصبح كل شيء مختلف عما كان وقت دراستي وداومي الجامعي الطبيعي فقد تعلمت كيفية عمل بعض من الطعام اللذيذ والمفيد لأنه ومن الصعب في هذا الوقت خصيصاً الاعتماد على الوجبات السريعة حيث انها لن تكون مضمونة ما بها في هذه الأوقات التي نمر بها لذا فقد قللنا كثيرا أنا وأسرتي من الاعتماد على الوجبات السريعة

واصبحت اتحدث مع اخي الصغير بكثرة فقد تعرفت على ما يفعله خلال اليوم وما هي هوايته ومهاراته وانشطته واساعده على تنميتها واحاول أن اساعده الأن ايضاً في التعرف على قصص الأنبياء والمرسلين حتى يترسخ في ذهنه الكثير من اخلاقهم وشجاعتهم وصبرهم عليهم السلام أجمعين

واحاول تسلية وقتي بتعلم اللغة التركية في هذه الأوقات من حيث نطقها وحروفها حتى اكتسب لغة ثالثة.

واقرأ بعض الكتب الآن اثناء جلوسي في المنزل حيث انتهيت من قراءة كتاب الأيام لطه حسين حيث يحكي عن معاناته وقت الصغر وماحدث لعينيه والصعوبة التي لاقها في فترة طفولته ونشأته ولكنه لم ييأس واصبح عميد الأدب والشعر والشعراء واقرأ الأخبار والأحداث التي تدور حول ما يحدث حولنا في الدول المجاورة والبعيدة لحظة بلحظة

لذا فقد يكون هذا العزل قد اثر ايجابياً على حياتي فكنت لا احب القراءة واشعر بالملل في السابق، ولكن الأن قد وجدت فيها متعة اثناء المطالعة وترقب الأحداث المتتالية

ولكن في النهاية قد شعرت بأهمية الأمان حيث أن الخروج من المنزل في مأمن من أذى او مرض هو نعمة كبيرة من الله عز وجل يجب حمده وشكره عليها دائماً وفي كل وقت داعين الله عز وجل في هذه الظروف أن يرفع هذا البلاء عن وطننا الحبيب.

مساهمة من: منى خالد

طالبة إعلام بجامعة البحرين