+A
A-

صباح هدى يبدأ 7 صباحا وتنشر “بوست” بـ “الأنستغرام”

 أجبرنا الوباءُ أنا وعائلتي على المكوثِ في المنزلِ تقيدا بالتعليماتِ ووقايةً لأنفسنا وللآخرين من انتشارِ العدوى، وهو وضعٌ وإنْ بدا خانقاً إلا أننا نحاولُ التغلبَ على تداعياتهِ السلبيةِ بأداءِ بعضِ الأنشطةِ داخلَ المعزلِ القهري.

بالنسبة لي فإنَّ صباحي يبدأُ في السابعةِ وكأني على موعدٍ مع العمل. أبعثُ بخاطرةٍ أو قصيدةٍ أو مقالةٍ دونتها في حسابي على “الانستغرام” وأردُ وبشكلٍ يومي على تعليقاتِ المتابعينَ على منشوراتي.

ولأنَّ الليلَ انقلبَ نهاراً في العزلِ المنزلي فإنَّ فتاتَي الساهرتيَن ليلاً تتفننانِ صباحاً بتحضيرِ وجبةِ الإفطارِ لنجلسَ معاً على المائدةِ على غيرِ العادةِ في أيامِ الصحةِ والرخاءِ قبلَ الوباء، ثم يغمى عليهما ظهراً ويغرقنَ في نومٍ عميقٍ حتى المساء.

ليسَ العزلُ المنزليُ سيئاً كما ظننا، فالأعطالُ التي أُوقِف العملُ على إصلاحها أدهراً عديدةً في كلِ مكانٍ بالمنزلِ، حانَ وقتُ العملِ عليها والاهتمامِ بها.  وهكذا بدأ الأولادُ في تعلمِ مهاراتِ الإصلاحِ والترميمِ وشراء حاجاتِ الأسرةِ أخيراً. وقد كان الأمرُ عشوائياً في البدايةِ بالنسبةِ لهم، ويعتمدُ على اللعبِ والحوارِ مع الأصدقاءِ عن طريقِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي ومشاهدةِ الأفلامِ على النت فليكس، إلا أنَّ أبنائي بدأوا بوضعِ الأولوياتِ والخطط لإنهاءِ الواجباتِ المدرسيةِ الموكلة لهم بالبوابة الإلكترونية.

في العزلِ القهري اخترتُ أنا أنْ أُتِمَّ مشروعي الذي حلُمتُ به. ولأنَّ الإبداعَ يُولدُ من رحمِ الألمِ والمعاناةِ في ظلِ الأوضاعِ الراهنةِ والقلقِ المجتمعي العام؛ فقد أفرزتْ هذه المحنة بالنسبةِ لي نِتاجاً أدبياً عميقاً يستلهمُ أحداثهُ من واقعِ الحياةِ على اختلافِ إيقاعاتها.

أنا اليومَ أطمحُ إلى إنجازِ مشروعي قبل إنتهاءِ العزل وأسعى إلى التدشينِ بعد انتهاء المحنةِ ولعلها لا تطولُ، بإذن الله تعالى.