+A
A-

الاستشارية العيد لـ “البلاد”: منصة إعلامية طبية بمشاركة 100 متخصص

أعلنت أستشارية طب العائلة رئيسة لجنة التوعية والإعلام بجمعية السكري البحرينية، كوثر العيد، عن إطلاق الجمعية لأول برنامج توعوي تخصصي عبر قناتها على تطبيق انستغرام، مشيرة إلى أن البرنامج سيكون أول منصة طبية إعلامية مجتمعية تطلقها جمعية تعنى بمرضى السكر في دول الخليج والمنطقة وتتضمن تقديم مقابلات أسبوعية مع الأطباء المتخصصين بأمراض السكري والغدد والسمنة والقلب والأوعية الدموية وأمراض العظام والأطفال والجراحة، إضافة إلى مرضى من أعضاء الجمعية ومن خارج الجمعية ومن الممارسين الصحيين والمهتمين في علاج ورعاية مرضى السكري من النوع الأول، الذي عادة ما يصيب الأطفال، والنوع الثاني الذي يصيب الكبار.

وأشادت العيد في تصريحات لـ “البلاد” بكل الدعم والتوجيه والمساندة الذي تحظى به الجمعية، من رئيس المجلس الأعلى للصحة رئيس جمعية السكري الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، منذ تأسيس الجمعية العام 1989، مبينة أن الجمعية وبجهوده ودعمه تعد إحدى الجمعيات الفاعلة في الاتحاد الدولي للسكر، مؤكدة أن أكثر من 100 كادر بحريني، من استشاريين ومختصين وممارسين في هذا الجانب سيشاركون في البرنامج لتحقيق هدف الجمعية من إطلاق المنصة هو العمل على زيادة الوعي ونشر المعرفة بين المصابين بالسكري وذويهم تطبيقاً لمبادئ التباعد الاجتماعي التي توصي بها المنظمات الدولية والفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا، موضحة أن الفريق المختص من أعضاء الجمعية أطلق الحلقة الأولى من هذه اللقاءات يوم الجمعة 3 أبريل، إذ تم قمت باستضافة استشارية الغدد الصماء والسكري ورئيسة اللجنة العلمية بالجمعية دلال الرميحي في حوار بشأن العناية بمرضى السكري في زمن الكورونا.

وعما إذا كان يعتبر مريض السكري أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورنا “كوفيد 19”، أوضحت الرميحي أن جميع الأشخاص بمجتمعنا معرضون للإصابة بفيروس كورونا المستجد بنفس المقدار، مؤكدة أن الدراسات والاختبارات لم تثبت لحد الآن أن مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورنا المستجد من الآخرين، ولكننا أكثر حذرا وحرصا على مرضى السكري؛ لأن فرصة أصابتهم بالمضاعفات من الفيروس أكثر من الآخرين.

وعن المضاعفات التي قد يصاب بها مرضى السكري إذا أصيبوا بكورونا، قالت الرميحي “المرضى المصابون بالسكري ويتحكمون بمستوى جيد للسكر بالدم أفضل حالاً من المرضى الذين نسبة السكر التراكمي لديهم عالية؛ لكون ارتفاع السكري عامل رئيس في تقليل كفاءة الخلايا المناعية القادرة على مواجهة الفيروسات، وبالتالي تكون حدة المرض اشد على الجهاز التنفسي، إذ يصابون بالتهابات أكثر شدة في الرئتين وقد يكونون أكثر حاجة لغرف العناية القصوى ولاستخدام أجهزة التنفس الصناعي. وهم أيضاً اكثر عرضة للحموضة الكيتونية في الدم.

وعما إذا كان يجب أن يقلق مرضى السكري من الإصابة بالحموضة الكيتونية، أوضحت أن الحموضة الكيتونية هي من المضاعفات الحادة للسكري، التي تنتج من قلة إفراز الإنسولين، إذ لا يمكن للجسم التخلص من ارتفاع السكر بالدم ويلجأ لاستخدام الدهون والبروتينات كمصدر للطاقة وينتج عن ذلك إنتاج أحماض كيتونية ضارة للجسم، مضيفة “مرضى السكري من النوع الأول هم الأكثر عرضة لهذه المشكلة الصحية، وإن كان بعض مرضى السكري من النوع الثاني الذين تقل لديهم كفاءة الأنسولين بشكل شديد يتعرضون لمثل هذه المشكلة، موضحة “وبالإمكان الكشف عنها في المنزل في حال ظهور الأعراض مثل آلام البطن، القيء والإرهاق في حال استمرار السكر مرتفعا عن 13,3 ممول أو 240 ملجم”، مبينة أن “هناك أجهزة منزلية للكشف عن مستوى الكيتون، إذا تمكن المريض أو أهله من معالجتها منزليًا بتناول كميات كبيرة من السوائل غير السكرية وأخذ جرعة من الأنسولين. أما في حال استمرارها فيتوجب الذهاب بسرعة للطوارئ”.

وعن التمييز بين أعراض الانفلونزا الموسمية وكورونا وماذا يفعل مريض السكري في حال ظهور الأعراض عليه، أوضحت أن من الصعب التمييز بينهما بمجرد الأعراض، إذ إن أعراض كورونا شبيهه بالانفلونزا من حيث ارتفاع الحرارة والتهاب الحلق والسعال وضيق التنفس. وتتفاوت الأعراض بين الأشخاص وهناك أشخاص مصابون بكورونا من دون أي أعراض، ولذلك يتوجب على مريض السكري الذي يشتبه بأن لديه هذه الأعراض الاتصال بالخط الساخن 444 لتلقي التوجيهات المناسبة خصوصا إذا كان يشك بمخالطته لشخص مصاب، وهم سيقومون بتحديد ما يعمل إذا كان مخالطا لشخص مصاب وتوجيهه لعمل الفحوصات اللازمة.

وذكرت استشارية الغدد الصماء والسكري بشأن الأعراض الطارئة التي يتوجب على مريض السكري الانتباه لها، أن هناك العديد من الأمور التي على مريض السكري الانتباه إليها، فقد أطلقت الرئيس المنتخب للجمعية الأميركية لأطباء الغدد الصماء في الخليج نسرين السيد أن الأعراض التي يتوجب الاهتمام بها بشكل أكثر بالنسبة لمرضى السكري بالبحرين هي الصعوبة الحادة في التنفس، تغير لون الشفتين أو الوجه إلى اللون الأزرق، آلام الصدر أو التغير في درجة الوعي أو الإغماء، إضافة إلى أعراض الحموضة الكيتونية التي ذكرناها مسبقًا، والتي يجب أخذها بغاية الجدية والاهتمام والتوجه إلى قسم الطوارئ.

وعما أثاره البعض من أزمة الكورونا في البحرين ستؤثر على حصول مرضى السكري من النوع الأول والثاني على العلاج الذي كانوا يحصلون عليه مجانا من المستشفيات والمراكز الصحية كالانسولين وأدوية السكري التي تعد غالية الثمن، أكدت الرميحي أنه بفضل القيادة والحكومة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وبتوجيهات وتعليمات مباشرة من سموه الكريم للقائمين على الخدمات الصحية، تم توفير كل ما يحتاجه المرضى خصوصا مرضى السكري من حقن الانسولين والأدوية وغيرها من العلاجات، ولله الحمد ليس لدينا أي نقص خلال أزمة كورونا أو بعدها في الانسولين أو الأدوية المطلوبة، منوهة إلى أن على المرضى تأمين أدوية التي تكفيهم لمدة 3 أشهر أو على الأقل لمدة شهر ويكون لديهم كل ما يحتاجونه من أدوات الفحص ولوازم العناية بالسكري.

ودعت مرضى السكري إلى ضرورة التحكم الجيد في السكري خلال أزمة كورونا عبر الالتزام بالتغذية السليمة وممارسة النشاط البدني والالتزام بأخذ الأدوية اللازمة لضبط السكري، واتباع طرق الوقاية أيضا بتناول 5 حصص يومياً من الخضار والفواكه، وتقليل القلق والتوتر وشرب الماء بكمية كافية والحصول على قسط كاف من النوم من 7 - 8 ساعات يوميا، واتباع الإرشادات المعتمدة كالمحافظة على غسل اليدين لمدة 20 ثانية والتعقيم بمعقم يحتوي على نسبة 70 %فأكثر من الكحول، والمحافظة على نظافة الأسطح في المنزل، والالتزام بالبقاء في المنزل والتباعد بمسافة متر عن الآخرين وعدم مشاركتهم في الأدوات ألشخصية مع تقليل الخروج من المنزل إلا للضرورة، وتجنب الاختلاط أو السفر، متمنية من أصحاب الأعمال مراعاة مرضى السكري الذين يكون التحكم لديهم في السكر غير جيد ومعرضون للاختلاط بشكل كبير كالعاملين في خدمة الزبائن أن يسمحوا لهم بالعمل عن بعد لوقايتهم من الإصابة بالفيروس.

وأوضحت عن أدوية الضغط التي يستخدمها مرضى السكري، التي حذرت منها العديد من الجهات، وعن أن بعض أدوية الضغط ظهرت مؤشرات في بعض الأبحاث الطبية أنها قد تزيد من حدة تعرض الجهاز التنفسي لالتهابات بسبب الفيروس، أنها “معلومات غير مؤكدة وغير موثقة بالأدلة الطبية، وهذه الأدوية لها الكثير من المنافع المثبتة للقلب والكلى وخطورة توقف هذه الأدوية لا يمكن الاستهانة بها. وبالتالي فإننا ننصح باستمرارها إلا إذا تغيرت الأدلة العلمية”، مؤكدة “نحن مستمرون بالمتابعة والتقصي لنرى ما إذا كانت التوجهات الدولية ستتغير في صدد التوقف عن استخدامها”، مبينة “ولكن حتى الآن لا زلنا ننصح باستمرارها لمرضى السكري”.

وعن الإرشادات بخصوص مضادات الالتهاب مثل البروفتين ولمرضى السكري، وما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي من مضاعفاتها، أوضحت أن الدراسات أشارت إلى أن بعض المرضى الذين تناولوا مثل هذه المسكنات كانوا أكثر عرضة للمضاعفات، وبما أن البدائل موجوده مثل الباراسيتامول (البانادول)، فالأجدر استخدامه كخافض للحرارة أو مسكن للألم عند المرضى الذين ثبتت إصابتهم بكورونا، فمرضى كورونا عليهم الابتعاد عن تناولها”، مشيرة “أما الذين يأخذون هذه العقاقير مثلاً لالتهابات المفاصل تحت إشراف طبي مع مراعاة وظائف الكلى ودون الإصابة بكورونا فلا مانع من ذلك”.