+A
A-

قائد العزة والكرامة.. صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة

- تقلد عظمته سدة الحكم إبان استعار نار الحرب العالمية الثانية

- حاكم البحرين جمع المعلومات بشأن الفقراء وأوضاع الناس في القرى

- عهد عظمته شهد أهم الإنجازات الاقتصادية والصحية والتعليمية

عبدالكريم إسماعيل

في العام 1942، وصل المغفور له صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة إلى سدة الحكم في البحرين، ليكون بذلك (طيب الله ثراه)، الحاكم الثاني عشر للبحرين من أسرة آل خليفة الكرام، أي إبان استعار نار الحرب العالمية الثانية، تلك النار التي تجاوزت القارة العجوز ووصل لهيبها إلى كل دول العالم ومن بينها البحرين.


وقبل ذلك بعدة سنوات، كانت البحرين قد شهدت اكتشاف النفط على أراضيها، وصدرت أول شحناتها إلى العالم الخارجي، وتدريجيًا بدأ الوضع من النواحي الاجتماعية والمعيشية ينقلب من الاعتماد على صيد اللؤلؤ والبحر، إلى التوجه للعمل بقطاع النفط.


إلا أن مداخيل النفط والكميات التي كانت تصدر للخارج لم تكن بتلك الكميات التي تساعد على تحقيق ازدهار سريع في البلاد، كما أن ويلات الحرب غطت الأجواء في العالم، فكان هم توفير الغذاء هو الهم الأول لكل الشعوب على الأرض.


ولم تكن البحرين بعيدة عن تلك الأحداث، وضربت البلاد مجاعة شديدة، خصوصا وان الإنتاج الزراعي في البلاد لا يكفي احتياجاتها، والمياه الجوفية بدأت تدخلها بعض الملوحة، والبحرين لها حاكم جديد الآن يواجه كل تلك الأزمات التي تهدد حياة الناس بشكل مباشر.


وفور توليه السلطة، اجتمع صاحب العظمة حاكم البحرين بمستشاريه لتفادي الأزمة، فالبحرين تعتمد بشكل كلي تقريبًا على الأطعمة المستوردة، فقرر حاكم البحرين سحب مبالغ مالية من الصندوق الاحتياطي لشراء كميات كبيرة من الأرز والأطعمة الأخرى، وشكل لجنة عليا للأغذية.


وكان حاكم البحرين صارمًا جدًا في هذا الأمر، حتى انه (طيب الله ثراه)، صرح آنذاك “إن أي حاكم مسلم يعرض رعيته إلى الموت جوعًا يفقد شرفه”، كما انه اعتمد على المخاتير لجمع المعلومات حول الفقراء وأوضاع الناس في القرى، إذ كان يوجد في البحرين 54 قرية إضافة للمدن الرئيسة، وعلى رأس كل قرية مختار متصل بشكل مباشر بحاكم البحرين.


وفي عهد عظمته (طيب الله ثراه)، تم افتتاح أول مدرسة ثانوية للبنات العام 1951، كما تأسس نادي البحرين للسيدات العام 1953، وكذلك تأسيس جمعية تاريخ وأثار البحرين في 1954، أما في العام 1955، فشهد افتتاح إذاعة البحرين السلكية واللاسلكية الثانية بمنطقة الريس بالقضيبية (هنا البحرين)، بعد أن توقفت الإذاعة الأولى عن البث العام 1945.


وشهد عهد عظمته صدور عدد من الصحف المحلية، من بينها: “القافلة” العام 1952، و”الخميلة” في 1954، و”الوطن”، و”الخليج”، و”الشعلة”، و”الميزان” العام 1955.


وشهدت الفترة بين العامين 1957 – 1959 أهم الإنجازات والمشاريع الكبرى الاقتصادية والصحية والتعليمية في البلاد، ففي 1957، تم وخلال أسبوع واحد فقط افتتاح عدة مشاريع، وسمي بأسبوع الإنشاء حيث تم افتتاح مستشفي السلمانية، وجناح الولادة، ووضع الحجر الاساس للمستشفى، وتم افتتاح مدرسة النعيم بالمنامة، ووضع حجر الأساس لميناء سلمان، وأيضا وضع حجر الأساس لمبنى بلدية سترة، وتدشين مشروع شبكة المياه إلى البيوت بالمحرق، وافتتاح شبكتي الكهرباء بقريتي الجفير والبديع، وتأسيس أول بنك وطني “بنك البحرين الوطني”، وافتتاح المعرض الزراعي الأول، والمعرض الزراعي الثاني في 1958.


أما في 1959، فتم وضع حجر الأساس لمبنى مطار البحرين الجديد بالمحرق، وافتتاح مدرسة التمريض، وافتتاح المحطة الكهربائية الرئيسة الجديدة بالجفير، وإيصال شبكة تيار الكهرباء إلى القرى الشمالية وافتتاح المعرض الزراعي الثالث.