+A
A-

العراق.. قتلى وجرحى في “يوم عنيف” من الاشتباكات

أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، أمس الأحد، أنها وثقت مقتل 12 متظاهرا مع استمرار الاحتجاجات الشعبية في مدن عدة بالبلاد.

وأوضحت المفوضية أن 9 قتلى قد سقطوا في بغداد، فيما قتل 3 آخرون في محافظة ذي قار، وقالت إنها وثقت إصابة 230 من المتظاهرين والقوات الأمنية في محافظات بغداد وذي قار والبصرة.

وأشارت المفوضية في البيان الصادر عنها إلى اعتقال قوات الأمن نحو 89 متظاهرا في محافظتي بغداد والبصرة.

ويطالب المتظاهرون برحيل النخبة الحاكمة التي يعتبرون أنها فاسدة وبإنهاء التدخل الأجنبي في السياسة الداخلية خاصة من إيران التي هيمنت على مؤسسات الدولة منذ الإطاحة بنظام صدام حسين في 2003 في غزو قادته الولايات المتحدة.

وجاءت أحدث محاولة من السلطات لمواجهة المحتجين واستعادة النظام بعد ساعات من إعلان رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، والذي له أنصار كثر في بغداد والمدن الجنوبية، أنه سيتوقف عن المشاركة في التظاهرات المناهضة للحكومة.

وقال أحد المحتجين في بغداد لوكالة رويترز، طالبا عدم ذكر اسمه “نحتج لأن لدينا قضية... لا أعتقد أن مقتدى الصدر أو أي سياسي آخر سيغير رأينا”.

ودعم مؤيدو الصدر الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية وفي بعض الأحيان وفروا الحماية للمعتصمين من هجمات قوات الأمن ومسلحين مجهولين، لكنهم بدأوا في مغادرة مخيمات الاعتصام في وقت مبكر من صباح السبت بعد إعلان الصدر.

وشرعت قوات الأمن بعدها في إزالة حواجز خرسانية قرب ساحة التحرير، حيث يعتصم المحتجون منذ أشهر، وعلى جسر رئيسي واحد على الأقل على نهر دجلة.

وقال مراسل لرويترز إن المحتجين في العاصمة يسعلون ويحاولون غسل وجوههم وأعينهم للتخلص من آثار الغاز المسيل للدموع بينما قدم مسعفون في الصليب الأحمر العراقي إسعافات أولية إذ لا يمكن لسيارات الإسعاف الوصول للموقع.

واستعان متطوعون بمركبات توك توك لإجلاء المحتجين المصابين وسط سحب من الغاز والدخان الأسود المتصاعد من حرق إطارات سيارات.

وتجمع مئات من طلبة الجامعات في وقت سابق أمس الأحد في ساحة التحرير التي تضم مخيم الاعتصام الرئيسي وهم يهتفون بشعارات مناهضة للولايات المتحدة وإيران.

وألغى مقتدى الصدر، في وقت سابق من أمس، التظاهرات التي دعا إليها سابق ضد الوجود الأميركي في العراق، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

وقال البيان: “أتفهم عواطفكم إزاء الهجمة الأميركية ضد (الصدر)... إلا أنه ينهاكم عن التظاهر حتى لا ننجر إلى فتنة داخلية”.

وأضاف البيان: “لن نسمح للفاسدين بركوب موجها، لاسيما من سارعوا إلى تصريحات لصالح الثورة ما أن ظنوا أننا ابتعدنا عنها”.

وكان مئات الآلاف من أتباع زعيم التيار الصدري، قد تظاهروا وسط العاصمة العراقية، الجمعة.

ورفع المتظاهرون شعارات تطالب القوات الأجنبية بالرحيل عن العراق، تنفيذا لقرار مجلس النواب المطالب بخروج تلك القوات.

وفي سياق متصل، قالت الشرطة ومصادر طبية إن الاشتباكات مع قوات الأمن في مدينة الناصرية جنوب البلاد أسفرت عن إصابة 17 محتجا على الأقل أربعة منهم برصاص حي.

وقال شاهد من رويترز إن محتجين أضرموا النيران في مركبتين أمنيتين في وسط المدينة بينما سيطر مئات منهم على جسور رئيسة فيها.

وذكر شاهد آخر من رويترز أن أكثر من ألفي طالب من جامعات مختلفة تدفقوا على مخيم الاعتصام في مدينة البصرة جنوب البلاد.

وقالت مصادر في الشرطة وشهود من رويترز إن الاحتجاجات استمرت أيضا في كربلاء والنجف والديوانية في تحد لمحاولات قوات الأمن فض اعتصامات قائمة منذ أشهر.

وتجددت الاضطرابات الأسبوع الماضي، بعد فترة من الهدوء النسبي استمرت عدة أسابيع، إثر الضربات الجوية الأميركية التي قتلت القائد العسكري البارز في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وتسبب مقتل سليماني، الذي ردت عليه إيران بهجمات بصواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين في العراق توجد بهما قوات أميركية، في إحياء التوتر في المشهد السياسي الداخلي في العراق وتأجيل تشكيل حكومة جديدة.