+A
A-

لا يوجد معوق إنما هناك مجتمع مُعيق لا يدرك أدواره وحقوقه

في الثالث من ديسمبر لكل عام، يصادف اليوم العالمي لأصحاب الاحتياجات الخاصة، وهو يوم خُصص من قبل الأمم المتحدة العام 1992 لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة. حيث يهدف هذا اليوم إلى زيادة بالوعي والفهم حول قضايا الاحتياجات الخاصة، والعمل على ضمان حقوقهم، كما يدعو هذا اليوم إلى العمل على دمج أصحاب الإعاقات في تفاصيل الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، لأنهم جزء من المجتمع وأن يتوقف عزلهم عنه.

تلعب البيئة المحيطة بأصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة مهما كان نوعها دوراً مهماً في التطور الإيجابي أو السلبي للإعاقة، والروح المعنوية والراحة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة، يعيش الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في ظروف صعبة على مختلف المقاييس، بالرغم من التطور الذي يشهده العالم، ويعود ذلك لعدة أمور أهمها قلة الوعي المجتمعي بقضايا وحقوق هذه الشريحة وفي استبيان تم طرحه وكان عدد المشاركين بما يقارب 500 شخص حول اهمية زيادة الوعي اتجاه ذوي الاحتياجات الخاصة و93% من المجتمع يظنون ان من المهم زيادة التوعية و7% منهم يعتقدون ان هناك وعي كاف.

رؤية المجتمع

في حوار مع روبا العميري لاعبة القوى لذوي العزيمة البحريني عن اندماج ذوي الإعاقة في قطاع العمل الخاص والعام حيث صرحت عدم تقبل القطاع للأشخاص من ذوي الإعاقة ورؤية المجتمع على انهم غير قادرين على الانجاز او القيام بالاعمال الموكلة لهم، اضافة إلى ذلك يجب تحسين الخدمات التي يقدمها المجتمع نحو ذوي الاعاقة، وايضا هناك بعض الخدمات التي تتوافر في دول اخرى لا تتوافر في دولنا مثل تخصيص الرواتب لذوي الاحتياجات الخاصة دون عمل.

لتحقيق الطموح

ذكرت البطلة لذوي العزيمة امل احمد الفردان (اعاقتي سبب نجاحي) وصرحت ان الاعاقة لن تكون سببا في انهاء الطموح مهما كانت انما هي السبب الاهم لتحقيق الطموح وطموح الشخص المعاق اقوى من الشخص السوي في بعض الاحيان. وفي حوار آخر مع السيد محمد الموسوي طالب في جامعة البحرين من ذوي الاحتياجات الخاصة عن ابرز المشكلات التي تواجههم في الاماكن العامة مثل استخدام الأشخاص لدورات المياه المخصصة لهم وايضا الى استخدام المواقف العامة.

تقبل

من جانب اخر ذكر السيد محمد الموسوي عن صعوبة الحصول على العمل المناسب لكل حاله وعدم تقبل بعض القطاعات الخاصة والعامة للاشخاص الذين هم من ذوي الاحتياجات الخاصة. وفي تصريح لمؤسس وعضو مجلس جمعية ادارة جمعية البحرين لمتلازمة دوان بالنسبة للأدوار التي يمكن ان يقوم بها المجتمع بكافة نظمه ومؤسساته لاكتساب ذوي الاحتياجات الخاصة المعارف والقيم والمهارات التي تمكنهم من الاندماج في فعاليات الحياة الاجتماعية التي تكمن في تكثيف نشر الوعي والتثقيف لجميع افراد المجتمع عن كل ما يخص ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية وايضا الاهتمام باكتشاف قدراتهم الخاصة والعمل على تنميتها سواء في المجالات الرياضية او الفنية وايضا من اهمية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع الذي يحقق الثقة بالنفس واثبات الذات وايضا وتحويل هذه الفئة الى فئة ايجابية منتجة.

الوعي المجتمعي السطحي

وذكر رئيس جمعية التوحديين زكريا هاشم عن أبرز المشكلات التي يعاني منها ذوي الاحتياجات الخاصة وهو الوعي المجتمعي السطحي الذي يترتب عليه نقص في نيل الكثير من حقوقهم المدنية مثل الصحية والتعليمية والاجتماعية وايضا حق الانخراط في سوق العمل ومساواتهم بالاسوياء في جميع المجالات مع مراعاة اعاقتهم وايضا تعزيز الشراكة المجتمعية من اهم الأسس التي تؤدي إلى الدمج المجتمعي فمن خلال الشراكة بين المجتمع والمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني نستطيع تحقيق المساواة لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال انخراطهم في التعليم وسوق العمل والمحافل الوطنية والرياضية وغيرها.

هذه من القضايا التي تتطلب الاهتمام من كافة القطاعات العامة والخاصة، كما أنها قضية لا تقتصر على الدور الفردي فحسب وإنما هي قضية مجتمع بأكمله، ولا تحتمل اي شكل من أشكال التهميش او التقصير، لأنها قضية تعددت جوانبها واكتسبت اهميتها في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، وذلك نظراً لازدياد عدد الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى العالم. وايضا لا يجب ان تكون نظرة المجتمع لهم نظرة تقلل من قدراتهم وبالعكس فهم أشخاص لديهم مهارات وقدرات ربما لا تكون موجودة عند غيرهم من الأسوياء.

 

تحقيق: آمنة علي البلوشي

طالبة إعلام في جامعة البحرين