+A
A-

العراق يسيل دمًا..31 قتيلًا بالناصرية وبغداد والنجف

شهدت مدينة الناصرية مواجهات دموية بين المتظاهرين وقوات الأمن العراقية سقط خلالها 25 قتيلاً بين المتظاهرين الذين شيعوا جثامين الضحايا متحدين حظر التجوال الذي فرضته السلطات.

وتزامناً، نقلت وكالة “فرانس برس”، عن مصادر طبية، مقتل متظاهرين اثنين بإطلاق نار قرب القنصلية الإيرانية التي أحرقت في النجف مساء الأربعاء. كما سقط 4 قتلى في العاصمة بغداد، حيث أطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية والطلقات المطاطية قرب جسر على نهر دجلة. ويمثل يوم أمس الخميس أحد أكثر الأيام دموية منذ بدء الانتفاضة في بداية أكتوبر.

واعتبر زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، أمس الخميس، أنه إذا لم تستقل حكومة عادل عبدالمهدي “فهذه بداية نهاية العراق”، ناصحاً الحكومة بالاستقالة “حقناً للدماء”.

وأكد الصدر أن “ما يدور في العراق فتنة عمياء بين حكومة فاسدة ومتظاهرين غير سلميين”، ناصحاً المحتجّين بـ”الالتزام بالأخلاقيات العامة للتظاهر”.

في سياق آخر، نفى الصدر ضلوع تياره في اقتحام القنصلية الإيرانية في النجف مساء الأربعاء.

بدأ إطلاق النار منذ صباح الخميس في الناصرية وأدى إلى مقتل 25 شخصًا وإصابة أكثر من 223 آخرين بجروح بحسب مصادر طبية، عند محاولة القوات الأمنية تفريق التظاهرات.

وعلى إثر الأحداث الدامية، قرر رئيس الوزراء إقالة القائد العسكري الفريق جميل الشمري بعد ساعات من تعيينه مسؤولاً عسكريًّا على هذه المدينة التي تشهد منذ أيام احتجاجات متواصلة.

وشيّع المتظاهرون الغاضبون جثامين الضحايا بعد أن تمكنوا من إضرام النيران بمقر قيادة الشرطة والسيطرة على جسرين رئيسيين.

بعد ذلك، حاصر المتظاهرون المقر العسكري الرئيسي في الوقت الذي انتشر فيه أفراد مسلحون من أبناء القبائل المؤثرة في المنطقة على طول الطرق السريعة الرئيسية لمنع وصول تعزيزات عسكرية إلى المدينة.

تأتي عملية القمع الواسعة التي شهدتها هذه المدينة مسقط رئيس رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بعد ساعات من إعلان تشكيل خلية أزمة عسكرية في المحافظات الجنوبية المنتفضة لإدارة الملف الأمني فيها، واستعادة النظام.

وتسلم الفريق جميل الشمري الذي كان قائدًا لعمليات البصرة خلال تظاهرات صيف 2018 الدامية، مسؤولية الملف الأمني في الناصرية.

وكان محافظ ذي قار عادل الدخيلي طالب رئيس الوزراء بإبعاد الفريق جميل الشمري لإخلاله بأمن المحافظة، كما دعا إلى “تشكيل لجنة تحقيق ومعاقبة كل من تسبب بسقوط دماء أبناء المحافظة”.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن عناصر أمن انتشروا في محيط الناصرية حيث قاموا بعمليات تفتيش لجميع السيارات والأشخاص الذين يحاولون الدخول.

ويقوم المحتجون بإحراق الإطارات وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على القوات العراقية التي ترد عليهم بقنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي وحي.

واندلعت الصدامات الأخيرة الخميس قرب ساحة الاحتجاج في الناصرية حيث قامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين وطردهم من جسرين رئيسيين كانوا يحتلونهما منذ أيام.

وبحسب شهود فان المتظاهرين الغاضبين أضرموا النار كذلك في فوج المهمات الخاصة بعد سقوط قتلى بين صفوفهم.

وبعد ساعات، أعلنت السلطات المحلية حظر تجول. وشوهدت تعزيزات عسكرية منتشرة حول أطراف المدينة فيما كان يجري تفتيش جميع السيارات والأشخاص الذين يسعون للدخول ، حسبما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.

وقامت السلطات باتخاذ خطوة مشابهة في مدينة النجف المقدّسة لدى الشيعة حيث أحرق المتظاهرون القنصلية الإيرانية خلال الليل.

ولا يزال العراق يشهد أكبر موجة احتجاجات منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، قُتل فيها أكثر من 330 شخصا منذ بدء الاضطرابات في بغداد وجنوب البلاد، أوائل أكتوبر.

ويطالب المحتجون بالإطاحة بالنخبة السياسية التي يقولون إنها فاسدة وتخدم قوى أجنبية، بينما يعيش الكثير من العراقيين في فقر دون فرص عمل أو رعاية صحية أو تعليم على مستوى جيد.