+A
A-

بو هزاع لـ “البلاد”: التوجه للإعلام الحديث ضرورة لاستقطاب الشباب وتشجيعهم

أكد رئيس جمعية الكلمة الطيبة حسن بو هزاع الدور المهم لجائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي في تطوير كوادر الجمعيات والفرق التطوعية، وفي إيجاد الحافز العميق لأفرادها، موضحًا أنها ساعدتهم لكي يحسنوا ويجودوا من مخرجات عملهم في ميادين التطوع المختلفة. وأوضح بو هزاع في حديثه لــ”البلاد” أهمية توظيف قدرات ومهارات الشباب البحريني في تعزيز اللحمة الوطنية، وفي محبة خدمة الآخرين، مبينًا أن ساحات العمل التطوعي المختلفة بحاجة للمزيد من الدعم المادي، مع التوجه القائم نحو التدريب وتنمية المهارات، والاستفادة من مخرجات الإعلام الحديث.

أسهمت جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة بتشجيع العمل التطوعي بالمملكة، ما الرؤية الجديدة التي قدمها سموه بهذا الجانب؟

سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حفظه الله ورعاه، يحثنا دائمًا على تطوير الجائزة وتحسينها بآفاق مختلفة ومتجددة، ولقد بدأنا أخيرًا بفتح الأبواب لمشاركة الجاليات، حيث رأينا بأن محبتهم للبحرين، سينعكس بشكل إيجابي على المجتمع، عبر مشاركة أبنائهم في ساحات العمل التطوعي المختلفة.

ولقد أسهمت الجائزة خلال السنوات الماضية بتطوير كوادر الكثير من الجمعيات والفرق التطوعية، عبر أخذها للمعايير الواردة بالجائزة والتي أوجدت الحافز العميق لأفرادها، ليحسّنوا ويجودوا من مخرجات عملهم في ميادين التطوع المختلفة.

ناهيك عن مساعدة الجائزة للفرق والأفراد لأن تجتمع بين الحين والآخر، للتعارف والتقارب وتبدل الأفكار المختلفة.

كيف تقرأ قصص النجاح التي حققتها جمعية الكلمة الطيبة بتعزيز مفاهيم العمل التطوعي بالبحرين؟

لدينا بجمعية الكلمة الطيبة إيمان قوي بأهمية خدمة الوطن والمواطن، وأهل البحرين بالعموم لديهم الروح الوطنية والاجتماعية الدافعة لذلك، لذا اهتممنا بأن نوظف قدرات ومهارات شبابنا لتعزيز اللحمة الوطنية، ومحبة خدمة الآخرين.

ولا يقتصر العمل التطوعي في تقديم المساعدات الغذائية والطبية والعينية فقط، وإنما الترويج لسمعة البحرين بالداخل والخارج، وتعزيز مفاهيم الدبلوماسية الشعبية، ولقد أسهمت برامجنا المختلفة، بترك الأثر الإيجابي في الجوانب الاجتماعية والإنسانية للناس، أساسها الأول توعية الشباب وتدريبيهم.

هل لديكم عضويات دولية؟

نعم، لدينا عضويات عربية ودولية عديدة، منها في الاتحاد العربي للتطوع، وفي الجامعة العربية، وفي (اليونسكو)، هذا التواصل الخارجي ساعدنا كثيرًا في الترويج لسمعة البحرين الدولية، ولتوصيل حقيقة الصورة.

هل تتعاون الجمعيات والفرق التطوعية فيما بينها؟ هل هنالك تجارب مشتركة؟

في الواقع، بأن كل جهة تطوعية تعمل بشكل فردي عن الأخرى، وفق سياساتها الخاصة، ونهتم في جمعية الكلمة الطيبة وبتوجيهات من سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حفظه الله، أن نوجد نوعًا من التقارب بينها والشراكة والتعاون.

ولقد أسهمت جائزة سموه للعمل التطوعي، بتجميع ما يقارب الستين جمعية (سنويًّا) بمكان واحد لفترة تصل للأسبوعين، يتشارك خلالها الجميع الأفكار والتجارب، والتنافس والإبداع والتفوق، وتقديم الأفكار الجديدة، يصحب ذلك إنشاء معرض للعمل التطوعي يقدم الأفكار الجديدة.

ما أهم البرامج التطوعية التي قدمتها الجمعية بالآونة الأخيرة؟

هنالك برامج كثيرة تعدها الجمعية بين الحين والآخر، أبرزها برنامج (اتقان) والذي فزنا به بجوائز على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.

وتقوم فكرة البرنامج على تدريب وتأهيل الفرق التطوعية المختلفة، وفق دورات تخصصية تعزز من المهارات التي يحتاجونها في عمل جمعياتهم، ولقد فاز (اتقان) أيضًا ببرنامج المنح المالية لوزارة العمل والشئون الاجتماعية.

ما المحفزات التي يحتاجها الشباب البحريني لكي ينظر للعمل التطوعي بأنه نهج وثقافة حياة؟

الشباب البحريني مبدع، ويحقق في الغالب الأهداف والرسائل التي يؤمن بها، وفي الكثير من المبادرات التطوعية التي تقوم بها الجمعية، نتفاجأ بأن الشباب المشارك يقدم جهودًا تفوق سقف توقعاتنا بكثير.

ما الذي يحتاجه المتدرب في ساحات التطوع؟

التدريب، وتعزيز المهارات، والتوجيه الصحيح، ولقد أسهمت جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة بتحسين جهود الأفراد والجمعيات التطوعية، وخلق الحافز لهم، بتحسين وتجويد عملهم.

ما التجارب المحلية التطوعية التي أثارت إعجابك؟

أعجبتني كثيرًا تجربة (بيتكم بيتنا) والتي يُساعد بها الأسر المتعففة بترميم وتحسين بيوتهم، البحرين غامرة بالخير وبالقلوب الطيبة.

كيف تنظر لمشاركة المرأة البحرينية بمجال العمل التطوعي؟

تجربة ثرية وناجحة، وفي الكثير من المناسبات التطوعية التي أحضرها، أرى بأن تواجد النساء أكثر من الرجال.

وماذا عن تجربة كبار السن؟ كيف تنظر لها؟

تقدّم جهود دور رعاية الوالدين  قصص نجاح تطوعية رائعة، يقودها كبار السن والذين يقدمون جهود عديدة، منها زيارة المدارس، حيث يستعرضون لطلبة تجاربهم المتنوعة في الحياة.

ناهيك أن الكثير من الفعاليات الوطنية التي نشارك بها، يكون كبار السن أو المتقاعدون هم المنظمون الأساسيون لها، نظرًا لخبراتهم ولتفرغهم.

والعمل التطوعي ليس بالأمر السهل، كما يظن البعض، فهو يحتاج بالواقع للكثير من الوقت والجهد والخبرة، وأرى بأن الذين خرجوا أخيرًا بعرض التقاعد الاختياري، لديهم الفرصة لأن يكونوا صناع أمل في ساحات العمل التطوعي.

هل مشاركة رجال الأعمال والشركات التجارية في دعم العمل التطوعي مرضية؟

العمل التطوعي في البحرين بحاجة للمزيد من الدعم والمشاركة، فالدعم الحالي لا يلبي الطموح، مع تنامي المشاريع التطوعية، وخروج الفرق، والتوجه نحو التدريب كوسيلة مثلى لصناعة جيل جديد يكون أفراده قادة في العمل التطوعي.

تجاوز عدد العاملين في العمل التطوعي بأوروبا أخيرًا المائة مليون شخص، كيف نستطيع أن نشجّع الشباب البحريني والعربي للسير على ذات النهج؟

من الضرورة أن نتّجه نحو الإعلام الحديث وبالأخص (السوشيال ميديا)، لاستقطاب الشباب وتشجيعهم، ففضاء الأعلام اليوم جدًّا مهم ومؤثر لتوصيل الرسالة اليهم بالشكل العميق.

هل ترى بأن الإصدارات الوثائقية والأدبية الخاصة بالعمل التطوعي بمستوى الطموح؟ كيف؟

لا أرى إصدارات، وربما يعود السبب لتوجه الشباب والعامة نحو الفيديو، و(السوشيال ميديا) وتكنولوجيا المعلومات، وهو أمر أتلمسه من الشباب الذين التقي بهم، فالكل يعبث على مدار الساعة بالهاتف، وينشغل به.

بماذا تدعو الدولة لأن تقدم للفرق والجمعيات التطوعية خلال المرحلة المقبلة؟

هنالك قانون للتطوع في تونس، والمغرب تدرس بدورها تنفيذه، نأمل أن يتبنى مجلس النواب مثل هذا القانون، وبحيث ينظم العمل التطوعي، ويوضح مساراته المختلفة للعامة، وللمشاركين فيه.

كنت من المشاركين بتنظيم قلادة مؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية للأعمال التطوعية في العالم العربي، كيف تقرأ التجربة بنسختها الأولى؟

هي مبادرة تعاونية ما بين الاتحاد العربي للتطوع الذي أرأسه ومقره البحرين، ومؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية للأعمال الإنسانية بالمملكة العربية السعودية، وبتمويل منها، ولقد أطلقناها العام الماضي برعاية الجامعة العربية.

وأستطيع أن أقول لك، بأن نجاح النسخة الأولى من المسابقة، شجّع المؤسسة لأن تستمر معنا في التنظيم، وترفع من قيمة الجوائز، ناهيك عن توسع فئات الجائزة لتشمل بالإضافة للأفراد والفرق التطوعية والجمعيات، الحكومات والشركات.