+A
A-

علي إسحاقي.. الرئيس الذهبي

كتبت كرة اليد البحرينية صفحات مضيئة من النجاحات والإنجازات المتميزة بعدما أظهر لاعبونا تفوقهم في العديد من البطولات والدورات الإقليمية والقارية والعالمية؛ لتبقى كرة اليد “رياضة الذهب” وفخر الوطن بكل جدارة واقتدار على مدار 11 عاما عاشت فيها اللعبة مسيرة زاخرة بالألقاب والبطولات جعلتها موضع التقدير والاعتزاز للقيادة والشعب وسائر الرياضيين.

الإنجازات المتتالية لمنتخبات كرة اليد، التي كان آخرها التأهل التاريخي لأولمبياد طوكيو 2020، جاءت بعد تولي علي عيسى إسحاقي رئاسة الاتحاد في العام 2008 ومنذ تلك الفترة شهدت لعبة الأقوياء طفرة غير مسبوقة على مختلف الصعد والمستويات، كان بطلها علي عيسى إسحاقي الذي تدرج في العمل الرياضي لاعبا وإداريا حتى أصبح رئيسا للاتحاد ثم عضوا باللجنة الأولمبية البحرينية ثم نائبا في البرلمان.

إنجازات آسيوية وعالمية

لم تعرف كرة اليد طعم الإنجازات الآسيوية وبلوغ نهائيات كأس العالم إلا في عهد الرئيس علي عيسى إسحاقي، والتي بدأت في العام 2010 إثر تأهل المنتخب الوطني لأول مرة إلى مونديال السويد 2011 بالهدف الشهير الذي صوبه سعيد جوهر في الثواني الأخيرة من لقاء الأحمر ونظيره السعودي ليحقق وصافة آسيا وينقل المنتخب إلى المحفل العالمي في إنجاز تاريخي غير مسبوق آنذاك.

ومنذ تلك الفترة أصبحت كرة اليد البحرينية ضيفا دائما في بطولات العالم حتى أصبح التأهل للمونديال أمرا اعتياديا إثر تأهل المنتخب لمونديال قطر 2014 ومونديال فرنسا 2016 ومونديال ألمانيا والدنمارك 2018، وكان حينها المنتخب يحرز المركز الثاني على القارة الآسيوية.

وعلى مستوى دورة الألعاب الآسيوية فقد استطاعت كرة اليد أن تحقق إنجازات تاريخية لم يسبق لها مثيل بتحقيق منتخب الرجال المركز الثالث والميدالية البرونزية في آسياد إنشيون 2014 وألحق بالمركز الثاني والميدالية الفضية في آسياد جاكرتا 2018 وهو بذلك أول منتخب في لعبة جماعية يحرز ميدالية ملونة لمملكة البحرين في دورة الألعاب الآسيوية.

ولم تقتصر تلك النجاحات على المنتخب الأول بل تعدت ذلك لتصل إلى منتخبات الفئات السنية بتحقيق لقب بطولة آسيا ووصول منتخبي الناشئين والشباب إلى بطولة العالم في تلك الفئتين مرات عدة وهو ما يعكس صلابة القاعدة وبرز عدد كبير من اللاعبين؛ بفضل اهتمام ودعم ورعاية الأندية الوطنية التي تعتبر الركيزة الأساسية والشريك الرئيس في تحقيق تلك الإنجازات.

استضافات ناجحة

لم يكتف اتحاد كرة اليد بتحقيق الإنجازات، بل إنه استطاع أن يبني علاقة وثيقة وقوية مع الاتحاد الآسيوي لكرة اليد ليكسب ثقة هذا الأخير في استضافة الكثير من الأحداث القارية حين احتضن البطولة الآسيوية الخامسة عشر للرجال بالعام 2013 والنسخة السادسة عشرة في العام 2016، وعدد من البطولات القارية على مستوى الشباب والناشئين حصدت تميزا كبيرا وإشادة بارزة من مسؤولي الاتحاد الآسيوي لتصبح مملكة البحرين مركزا رئيسا لبطولات الاتحاد الآسيوي.

وكان للعلاقات القوية التي نسجها علي عيسى مع الاتحاد الآسيوي دور كبير وفاعل في كسب ثقتهم.

افضل اتحاد آسيوي

وكنتيجة منطقية لما قام به علي عيسى إسحاقي من جهود وبصمات واضحة بتعاون باقي أعضاء مجلس الإدارة، حقق الاتحاد إنجازًا غير مسبوق باختياره كأفضل اتحاد آسيوي في القارة بالعام 2017؛ ليضيف هذا الإنجاز رصيدًا جديدًا إلى كرة اليد البحرينية في سجلها الحافل بالإنجازات المشرفة وليعزّز من مكانتها الريادية بين دول أكبر قارات العالم على المستوى الرياضي.

وجاء حصول البحرين على هذه الأفضلية بعد منافسة قوية بين الاتحادات الآسيوية والتي تحظى بحضور بارز على مستوى كرة اليد في القارة كاتحادات كوريا الجنوبية وقطر واليابان وايران.

شخصية مؤثرة

استطاع علي عيسى إسحاقي أن يبني لنفسه شخصية مؤثرة على مستوى كرة اليد البحرينية والرياضة عموما، بل إنه أصبح ذو تأثير بالغ على اللاعبين تحديدًا، سواء داخل الملعب أو في غرفة الملابس أو في التدريبات ومعظم اللقاءات التي تجمعه بهم، فهو لاعب سابق ولديه فهم ودراية كاملة بشعور اللاعب وإحساسه ومتطلباته واحتياجاته، وهو ما جعله موضع احترام وتقدير من جميع اللاعبين.

التواضع والروح المرحة جعلته صديقا لجميع اللاعبين وقريبا منهم دون أن يمارس عليهم دور “الرئيس” فقط، فهو يتلمس احتياجاتهم ويحل مشاكلهم ويصارحهم بأخطائهم ويتابع شؤونهم ليكرس دوره كرئيس ميداني وليس رئيسا شرفيا يتابع من بعيد، لكنه في الوقت ذاته يمتاز بالحزم والصرامة إذا ما تطلب الأمر ذلك، ليفرض شخصيته واحترامه على جميع اللاعبين.

رجل الإنجازات

بلغة الأرقام يستحق إسحاقي أن نطلق عليه “رجل الإنجازات” أو “الرئيس الذهبي”، فما تحقق في عهده من مكتسبات لم يتحقق من قبل، وهو ما يعكس إدارته المتميزة وإن كنا نؤمن بأن لكل عمل إداري أخطاء وأوجه قصور، ولكن المخرجات والنتائج تعكس سلامة العمل الإداري الذي يقوده إسحاقي باتحاد كرة اليد، وتحديدًا في لجنة المنتخبات، فاللاعبون هم ثمرة لعمل الأندية، وتحقيق الإنجازات هو نتاج التخطيط والعمل الدؤوب الذي يقوم به الاتحاد ممثلا في لجنة المنتخبات من خلال اختيار الطاقم الفني والإداري وتوفير مختلف الظروف المثالية أمام اللاعبين، وهو ما يقود إلى نتيجة منطقية بأن إسحاقي كان صاحب بصمة واضحة في تحقيق تلك المنجزات لكرة اليد حتى أضحت لعبة الإنجازات الأولى في المملكة على مستوى الألعاب الجماعية.