+A
A-

الشملان: أميل للفكر الإيطالي في التدريب واعتبره أكثر جدية وإصرار

قائد السفينة الزرقاء، الذي تخلى عن عمله في مؤسسة عسكرية للتفرغ لعشقه الوحيد كرة القدم، مدرب الفريق الأول لنادي الحد محمد الشملان، التقيناه في مقر النادي، حيث كان حوارنا معه يتأرجح بين الجدية والفكاهة أحيانا؛ فشخصية الشملان قريبة للقلب، إذ سمح لنا بالإبحار معه في عالمه الخاص وعرفنا الكثير من المخفي عن محمد خارج أرض الملعب، وتعمقنا أيضا داخل خصوصيات النادي وإنجازاته وما يواجهه الشملان من صعوبات وما يحققه من انتصارات مع هذا النادي العريق. وللتعرف على مشواره الكروي عن قرب كان هذا اللقاء...

متى بدأ اهتمامك بعالم كرة القدم؟

من صغري؛ لأنه في السابق لم تكن أمامنا اختيارات كثيرة لممارسة هوايتنا، فلم يكن هناك سوى البحر والكرة، فكان اتجاهي نحو كرة القدم.

كيف كانت بداياتك مع كرة القدم؟ هل بدأت لاعبا أم مدربا؟

بدايتي كانت لاعبا في نادي المحرق من فئة الناشئين إلى الأشبال، ثم انتقلت إلى الفريق الأول لنادي مدينة عيسى، ثم أصبحت لاعب منتخب من فئة الناشئين للفريق الأول، ومن بعدها اتجهت للتدريب، وأنا راض بما قمت به في مسيرتي لاعبا ومدربا.

متى بدأت التدريب؟ ومع أي نادٍ؟

بدأت التدريب فعلا سنة 94 تقريبا وتحديدا بعدما تعرضت للإصابة. بدأت مع نادي مدينة عيسى لفئة الأشبال وبعدها بسنة انتقلت لفئة الناشئين ثم انتقلت للفريق الأول.

هل تتبع نهج أحد معين في التدريب أم تعتمد على أسلوبك الخاص؟

من الطبيعي أن يكون للإنسان فلسفة خاصة، ولكن هذا لا يمنع أن تتبع بعض الأساليب لمدربين عدة، فيمكن أن أتأثر بفكرة مدرب وأحاول تطويرها بأسلوبي الخاص.

من المدرب العالمي الذي تفضل أسلوبه في التدريب؟

المدربون العالميون كثيرون، ولكني عموما أميل للفكر الإيطالي الذي اعتبره أكثر جدية وإصرارا، فأحب أسلوب كارلوس انشيلوتي مثلا ويستهويني أيضا زيدان وكلوب إضافة إلى جوارديولا.

كيف أثرت خبراتك الرياضية على تدريبك للنادي؟

أنا والحمد لله مع نادي الحد للمرة الخامسة، وربما لم احقق الكثير من البطولات معه (بطولتان فقط من الخمس) ولكنني أضيف ثقافة كبيرة للنادي من ناحية الأسلوب والنظام وتطوير اللاعبين وحتى على المستوى الإداري.

هل تمارس نشاطا أو عملا آخر غير تدريب النادي؟

أنا متقاعد من مؤسسة عسكرية منذ العام 2003؛ لأنني رأيت أن مهنة التدريب تتطلب تفرغا كبيرا فلم أستطع التوفيق بين العملين، فالمدرب في رأيي يجب أن يكون متفرغا لعمله، وأنا سعيد بما فعلته رغم أن عملي الآن يعتبر بمثابة خطورة على أسرتي من ناحية أنه يفتقر لراتب تقاعدي أو تأمين، ولكن من خلال طموحي وكفاحي أعتقد أني استطعت تعويضهم عن ذلك.

أكبر انتصار حققته خلال مشوارك الكروي في التدريب؟

حققت كأس السوبر مع المنامة وكأس الاتحاد مع الحد وكأس دوري الدرجة الثانية مع الحد أيضا، ووصلت لنهائي كأس الملك مع مدينة عيسى إضافة لكأس القارة في باكستان.

برأيك من المسؤول الأكبر عن هزيمة أو فوز الفريق، المدرب أم اللاعبون؟

في العالم العربي دائما ما يقع عاتق الهزيمة على المدرب، والفرق بين العالم العربي والأوروبي في هذه النقطة أنه في أوروبا دائما ما يبحثون عن سبب الهزيمة، أما نحن فنبحث عن المسؤول عن هذه الهزيمة لنضعه في قفص الاتهام. وعلى مستوى الإعلام فأنا أرى أن الإعلام مازال غير محترف، فهو دائما ما يبحث عن “مانشيت” قوي يثير الفوضى وهذا لا يعطي الكرة الاستقرار التي تحتاجه، وفي النهاية تبقى الخسارة جزءا من العمل.

هل فكرت من قبل في اعتزال التدريب؟ ومتى يمكن أن تقرر ذلك؟

لم أفكر من قبل في هذا، فأنا أشعر أنه لازال بإمكاني أن أقدم وأعطي في المجال، فالكرة هي عشقي ومتعتي وأنا سعيد جدا في مهنتي رغم مشقتها الكبيرة. أما إذا شعرت بأنني لا أقدم جديدا وأصبحت بعيدا عن الآخرين وجاء من هو أفضل مني فيجب أن أعتزل.

تلقيت عددا من العروض قبل انتقالك لتدريب نادي الحد.. ما سبب اختيارك تدريب النادي؟

نادي الحد يتمتع بخصوصية مختلفة، فهو يؤمن بي بشكل كبير وهذا يشعرني بمسؤولية كبيره تجاه ما يجب أن أقدمه للنادي، إضافة إلى أنهم يتعاملون معي بشكل مختلف ويقدرونني كثيرا.

كيف ترى الاتلاف بين تدريب نادي المنامة ونادي الحد؟

اختلاف كبير من حيث الثقافة والأسلوب، لكن يبقى نادي المنامة من الأندية المتطورة في الفترة الأخيرة. أما من حيث الإدارة فأرى أن في نادي الحد العمل أكثر حزمًا ودقة.

هل تتوقع أن تحقق نجاحات أكبر مع نادي الحد؟

أتمنى أن أحقق المركز الأول مع نادي الحد لهذا الموسم إذا كان لكأس السوبر أو مسابقة دوري ناصر بن حمد.

هل من مشكلات أو أخطاء واجهتك أثناء تدريبك نادي المنامة تحاول أن تتلافاها أثناء تدريبك نادي الحد؟

لم تواجهني أخطاء مع نادي المنامة بقدر ما واجهت عدم استقرار مع اللاعبين، إذ تم جلب عدد منهم في الموسمين السابقين واتضح أنهم دون المستوى ولا يتناسبون مع طموح الفريق، فأعتقد أن هذه النقطة كانت أكثر ما أعاقني في النادي.

ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في مسيرتك الرياضية؟

عدم احترافية اللاعبين والإعلام أيضا، وحتى معظم المسؤولين في الأندية يفتقرون للفكر الاحترافي، فالقصور في الجانب الاحترافي هو أحد معوقات أي مدرب.

كيف استطاع النادي المحافظة على صدارته في مسابقة دوري ناصر بن حمد الممتاز لجولته الثالثة؟

هذا النجاح ينسب للجميع، والذي ساعدنا بجانب إصرارنا هو توفير الإدارة بعض متطلباتنا والتكاتف من جميع الأجهزة والإداريين إضافة إلى ظروف تعسر منافسينا.

ما مدى رضاك عن مستوى اللاعبين حتى الجولة الحالية؟

أنا دائما ما أكون راضيا عن مستوى فريقي ولكن هذا لا يمنع أني أنتظر منهم الأفضل.

برأيك من المرشح الأكبر للفوز بمسابقة دوري ناصر بن حمد الممتاز؟

نادي الحد اليوم هو المتصدر، ولكن نادي الرفاع والمحرق والمنامة وغيرها من الفرق لا زالت في المنافسة، فلا أستطيع الجزم من الذي سيفوز ولكنني بالطبع أتمنى أن يكون نادي الحد.

إلى أي مدى يشجع النادي على استقبال لاعبين جدد؟

النادي دائما مفتوح للجميع، ومن أجمل ما فيه أن أي لاعب جديد يدخل النادي سرعان ما ينسجم مع المجموعة على مستوى اللاعبين أو حتى الإداريين، وهي ميزة للنادي غير موجودة في بقية الأندية.

لماذا يتم الاستعانة بلاعبين أجانب بدلًا من المحليين؟

هذا الطبيعي في العالم كله، فينقل اللاعب الأجنبي خبراته إلى اللاعب المحلي، وتساعد هذه الخبرات عند اللعب في البطولات العربية خارج البحرين والآسيوية أيضًا.

ما أسباب فسخ التعاقد مع اللاعب البرازيلي بريتو؟

وجدنا مدافعا أفضل منه وهو ممادو، فهو هداف الدوري للموسم السابق، وهذا لا يعني أن بريتو سيئ، لكن باعتباري مدربا فدائما ما أبحث عن الأفضل.

هل تم تأكيد التعاقد مع المدافع إبراهيم العبيدلي أم ليس بعد؟

لا، العبيدلي وقع مع البسيتين؛ لأنه أعطاه “فلوس” أكثر.

هذه كانت المرة الثانية التي فكر فيها النادي في التعاقد مع إبراهيم العبيدلي فما السبب؟

العبيدلي هو من طلب من النادي أن يأتي للتمرن لدينا حتى لا يتوقف، ورحب فيه النادي لعلاقته الطيبة معنا، ولكن لم يكن النادي ينوي التوقيع معه من البداية.

 

وماذا عن أسباب التعاقد مع اللاعب السنغالي ممادو؟

ممادو هو هداف الدوري للموسم السابق، وأنا بالتأكيد أفضل أن أعمل مع لاعب لا يمكن التشكيك في قدراته أبدًا.

ما الذي ينقص كرة القدم البحرينية؟

الإمكانات، الاحتراف، والمتعة.

برأيك، ما الأساليب التي يمكن اتباعها لزيادة الحضور الجماهيري للمباريات المحلية؟

زيادة الجهد التسويقي للأندية وللاعبين إضافة لبرامج لجلب الجماهير وتهيئة المكان لهم من جميع النواحي من حيث النظافة والميزات الأخرى.

ما الذي تقوله لاتحاد كرة القدم البحريني؟

كل الشكر والتقدير له على اجتهاده رغم إمكاناته المحدودة.

ما سبب عدم وصول المنتخب البحريني لكأس العالم حتى الآن؟

نقص في القدرة المالية والخبرة البشرية والإدارية، لكن أتوقع الآن أن يستطيع سو الشيخ ناصر بن حمد حل هذه المعادلة ونتمكن من الوصول لكأس العالم.

هل ترى أن هناك قصورا إعلاميا تجاه النادي؟

بل تجاه اللعبة بأكملها وليس النادي فقط، فنحن لا نمتلك إعلاما متخصصا في كرة القدم. شخصيا أرى أن الإعلام نوعان، “يا مع.. يا ضد”، لا يوجد إعلام محايد يبحث عن الحقيقة بل دائما ما يبحث عن السبق و “المانشيتات” المثيرة.

وكما قال الشملان “في النهاية تبقى الخسارة جزءا من العمل”، وتلك هي الروح الرياضية التي عرفناها عن محمد الشملان الذي كرس حياته في خدمة كرة القدم بكل تفان واجتهاد.. وإذا استمر الشملان على هذا المنوال خلال مسيرته الكروية فربما يتمكن من تحقيق نجاحات مقبلة له ولفريقه، ويبقى الحد في قائمة الأندية المميزة في البحرين.

 

أميرة وليد

طالبة إعلام بجامعة البحرين