+A
A-

جمال ما يكتبه الذيب مثل البطاقة المثبتة على الهدية

كل نقاشات الناقد القدير كمال الذيب وتعليقاته وآرئه وملاحظاته قيمة للغاية، ولم تثر أمامه مشكلة من المشاكل في الأدب واللغة إلا واتخذ فيها موقفا وأدلى برأي واضح، فهو يتميز باتجاه عام ومنحى ثابت، يقدس العقل ويحكمه ويسير وراءه، منطقه صريح، وحجته بالغة في النقد، وفي سعة اطلاعه ووفرة معلوماته. كمال الذيب غذى اللغة والأدب بنشاطه الجم وإنتاجه المتصل وجمال ما يكتبه مثل البطاقة المثبتة على الهدية.
انتهيت قبل أيام من قراءة كتاب “أسئلة الصمت.. مقاربات نقدية في الأدب البحريني”، ولمست فيه شخصيا بأنه صاحب الأثر القوي الوحيد على الفكر والفن والأدب البحريني، رغم ما يقول الذيب عن هذا الكتاب بأنه “مجرد قراءات أو إعادة إنتاج نقدية أو حتى انطباعية في بعض الأحيان لنصوص أدبية بحرينية قدمتها للقارئ في الصحافة الثقافية لحظة صدورها خلال العقدين الماضيين. ويضيف الذيب ..لا أدعي أنها تنتمي لصنف النقد الأدبي المنهجي بقدر ما هي محاولة لرؤية النص أو سماعه في هذا السياق لا غير”.
لقد تعاقب منهجان في النظرة النقدية منذ أواسط القرن التاسع عشر حتى الآن، وهما المنهج التاريخي في النظر إلى الأدب والفن، وإقرار أثر البيئة في تفسير الأدب ونقده، ثم المنهج النفسي من حيث دراسة الأديب دراسة نفسية مستقلة واستخراج طابعه النفسي المتميز، ويمكننا القول إن الناقد كمال الذيب قد أضاف منهجا جديدا – حسب وجهة نظري الشخصية- برهف ذوقه وعقله وقلبه، فهو عندما يقرأ الشعر مثلا يعود إلى النبع الأصيل للشعر العربي، وعندما يقرأ الرواية أو القصة يستند إلى تراث خالد.. باختصار... كل من يقرأ كمال الذيب يقرأ بشوق ولهفة.