+A
A-

تجارب ملهمة لبحرينيين عشقوا السفر

ما أن يحل موسم الصيف والإجازات، حتى يستعد عشاق السفر لرحلاتهم ويعدوا العدة لها، ولأن السفر “عشق” لدى الكثيرين، فإنك قد تجد في وسائل التواصل الاجتماعي بضع “قفشات” فكاهية لمن لم يتمكن من السفر: “فبعضهم ينشر في تويتره تغريدة يقول فيها ردًا تعقيبًا على تغريدة مسافر :”خذني معك أحمل لك الحقائب”، أو تجد آخر نشر في انستغرامه صورة طائرة وكتب عليها عبارة :”النفسية تحتاج هذا الشيء”، وآخرين يغردون وينشرون صور رحلاتهم في كل مكان يذهبون إليه.

في هذا التقرير، سنتجول في ذكريات بعض عشاق السفر ونعيش معهم اللحظات التي أحبوها، فالمخرج والممثل ياسر ناصر يحدثنا عن الرغبة التي كانت تلازمه منذ سنين للسفر إلى الهند، فهذه البلاد “شبه القارة” المترامية الأطراف زرعت في نفسه شغفًا وحبًا لاكتشاف هذا البلد العظيم.

وجوه من الهند

يواصل “ناصر” حديثه فيقول: “وكان السؤال من أين أبدأ في زيارة الهند؟ وهنا، توفقت بفضل الله لأن أرافق والدتي حفظها الله في رحلة علاجية، وكانت البداية من ولاية “مدراس”، وقد تنقلت في شوارعها ومدنها وكنت أسافر لمدد تتراوح بين 12 إلى 14 ساعة بالقطار متنقلًا بين الأقاليم.. بالنسبة لي، كان الجانب المميز في الهند هي الوجوه: ترى وجوه الفقراء والأغنياء والبائسين والفرحين والبشوشين والمعاقين، وهي وجوه تحكي الكثير من القصص وقد وثقتها في حسابي على الإنستغرام تحت وسم “هاش تاق”.. #وجوه_من_الهند”.

مشاعر فنان في عدة بلدان

زار الفنان التشكيلي علي الفردان هنغاريا في العام الماضي، وكانت تجربة مميزة للغاية في هذا البلد السياحي الذي تعلم منه أثر الفن في نفوس الناس، فهذا البلد يحب الفن والفنانين وتجد كل زوايا بودابست العاصمة تعج بالاحترام والابتسامة بين الناس دون تمييز لجنس أو لون، وشعرت فيهم الألفة والمحبة، ولعلها تعتبر التجربة الثانية لي بعد زيارة ألمانيا في العام 2013 منذ بداية انطلاقتي كفنان، وتعرفت هناك على فنانين وحضرت الكثير من المعارض والمراسم وشاركت فيها. هناك جانب جميل وهو أن كل ما في الشارع ملك لك ولابد أن تهتم به وألا تعتدي على حقوق الآخرين، فمكانتك ومكانتهم محفوظة ومحترمة.

وعلى فكرة، فهذا الشعور قد تجده في بعض العواصم العربية، فعند زيارتي للمملكة الأردنية الهاشمي، يحتفي بك الناس كفنان، كما أن الفنانين يدعمونك ويشجعونك ويقدمون لك العون والمساعدة، وفي كل الأحوال، تعلمت من السفر كسائح، أنك أنت من تمنح الانطباع الجميل عن نفسك للآخرين.

القاهرة.. عشق يكبر سنويًا

ويعشق شاهين الجنيد القاهرة، فهي من أحد العواصم والأقرب إلى قلبه والسبب في ذلك أن والدته كانت تصطحبه معها منذ أن كان صغيرًا لزيارة معارفها في مصر كل عام، وليس ذلك فحسب، بل اعتاد على أن يقضي فترة عيد الأضحى المبارك في مدينة الإسماعيلية مع العوائل الصديقة، ويقضون احتفالات العيد والاجتماع مع الأهل والأصدقاء.

يصف الجنيد حبه للقاهرة، فيقول :”القاهرة عاصمة جميلة، وعلى العموم، فشعب مصر شعب طيب ومتحضر وأنصح الجميع دائمًا بزيارة مصر والاستمتاع بأجوائها ومناطقها وتراثها ومأكولاتها، وبالتأكيد، فالسينما المصرية تتميز بأروع الأفلام، وعادةً، في الليل استمتع بالمشي على كورنيش قصر النيل أو التجول في المراكب التي تجوب نهر النيل، وأحب كذلك التجول بالحنطور مع مشروبي المميز “عصير المانغو”.. فالقاهرة عشقي القديم.

هكذا تبقى للأسفار ذكراها الجميلة، وكما قيل على لسان الإمام الشافعي :” تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلا...وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ: تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ، وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ مَاجِد”.

لقاء الكابتن “ماتشالا”  في صلالة

في إحدى الرحلات في العام 2018، كان محمد الشعباني يتجول بين مسقط وصلالة خلال زيارة عمل لسلطنة عمان استمرت 9 أيام، وصادف ذلك خلال شهر يوليو، أي بداية موسم الخريف هناك، وكانت فرصة لأن يصطحب أسرته معه، يقول الشعباني :”ذات صباح، وبينما كنت أتناول طعام الإفطار في الفندق، فوجئت بالمدرب العالمي القدير ميلان ماتشالا، هذا المدرب القدير الذي كان مدربًا لمنتخب البحرين سابقًا وعلى يديه برز نجوم في المنتخب البحرين العام 2004 كإسماعيل عبداللطيف ومحمود عبدالرحمن وعلاء ومحمد حبيل وسيد محمد سيد عدنان، وغيرهم من اللاعبين المميزين، وتبادلت معه الأحاديث بعد أن عرفته بنفسي بأنني بحريني، وقال لي كلمة وهي أن منتخب البحرين من أروع المنتخبات التي دربتها وندمت على أنني ابتعدت عنها، وشعرت حينها أن منتخبنا أنتج وهذا المدرب يشعر بالندم لأسباب خاصة لم يخبرني بها، لكن هذا اللقاء ترك في نفسي أثرًا بالاعتزاز ببلادنا”.

أما من المشاهد التي أحببتها في عمان، فقد كان هناك أحد الشباب العمانيين يحب مساعدة الناس، وذات مرة أثناء زيارتنا لمنطقة جبلية، تعطلت السيارة، ففوجئنا بذلك الشاب يأتي ويسحب السيارة ويقدم المساعدة، والغريب أنني رأيته عدة مرات في تلك المنطقة، يساعد السيارات المتعطلة، ولديه مجلس صغير هناك يستضيف فيه الناس ويقدم التمر والقهوة ويتبادل السوالف معهم، وقال “سعيد” وهذا هو اسمه، أنه يحب مساعدة الناس، ويقول إنه يأتي سنويًا مع عائلته للتصييف هنا، وفي أوقات فراغه يجوب المنطقة لمساعدة الناس والسيارات المتعطلة.