+A
A-

مسرحيات الأعياد.. الضحك من أجل الضحك أم هناك رسالة؟

لا شك أنه في السنوات الأخيرة كثر الكلام عن نشاط “ مسرحيات العيد” إن جاز لنا التعبير، ولو استعرضنا تاريخيا مسرحيات المناسبات خاصة التي تقدم في عيد الفطر وعيد الأضحى، لوجدنا أن هناك نوعا من الترابط والانسجام بين مؤسسات الانتاج الخاصة في تغذية الساحة الفنية بالمسرحيات، بمعنى تجد هناك نوعا من الاندفاع والحماسة عند المؤسسات لتقديم أعمال مسرحية وبخطة واضحة قد تختلف قليلا عن ما تقدمه المسارح الأهلية التي حاولت في وقت من الأوقات الدخول على الخط ومنافسة المسارح الخاصة عبر تقديم مسرحيات في موسم الأعياد، ولكنها فشلت ولم تصل إلى المستوى المطلوب، بسبب المحاذير والنصوص وغيرها من العوامل، عكس المسارح الخاصة التي وإن كان يعيب بعضها “ تقديم مسرحيات اي كلام” إلا أنها استطاعت أن تجذب الجماهير وتقدم لهم وجبة دسمة من الكوميديا والاستعراض، وهذا ما يبحث عنه الجمهور خاصة في الأعياد.

حينما سألت الفنان القدير أحمد مبارك عن رأيه في المسرح التجاري في البحرين قال:

(ميزته..الضحك من أجل الضحك، ولكن هذا لا يمنع في تضمينه رسائل هادفة وتسليط الضوء على مختلف القضايا الاجتماعية في قالب كوميدي خالص، إذ لا يمكن الاستغناء عن هذا الشطر، لأن المسرحيات التجارية تعرض في موسم الأعياد والجمهور يأتي اليها للضحك والاستمتاع، وأي مسرحية غير تجارية تعرض في هذا الموسم بالتأكيد لن تنجح، فلكل موسم مسرحياته وجمهوره)

الناقد المسرحي القدير يوسف الحمدان قال في ندوة له بأسرة الأدباء والكتاب:

(العروض المناسباتية، استطاعت أن تخلق نجوم شباك، ولكنها لم تستطع أن تخلق مشروعا مسرحيا كوميديا، يتكئ وينطلق من رؤية عميقة في المسرح والحياة.

المشكلة الأكبر، أن من يتبنى مشروع الكوميديا في مسرحنا الآن هو المنتج التجاري الذي يعتاش على آلام البشر ويسطح طموحاتهم وأحلامهم، بتسذيجه للقضايا الاجتماعية والسياسية عبر الضحك على من يؤدي الدور. وأضاف:

أن طبيعة العروض التي يقدمها في الغالب المسرح التجاري، لا تختلف عن سمات المهزلة، وهناك فرق بين المهزلة والملهاة أو الكوميديا، لنا في هذه السانحة أن نتوقف عند مهرجان الريف المسرحي التاسع للأعمال الكوميدية الذي أقيم في أغسطس العام 2017، وهو بلا شك يعتبر أول مهرجان مسرحي يحتفي بالكوميديا وجمهورها في مملكة البحرين.

مهما يكن من أمر فإن العروض المناسباتية قد اتسع نطاق نشاطها وبرز مستواها وهناك بعض التجارب الجادة والجيدة.