+A
A-

عمل المخرج ليس فقط في “اللوكيشن”

قدم الدكتور هشام جمال الدين وكيل المعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون بالقاهرة محاضرة مهمة في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى مؤخرا بحضور كبير من المهتمين والمخرجين والفنانين وباشراف هاني الشيباني المدير الفني للمهرجان عن العلاقة التبادلية بين المخرج وأدوات الكاميرا، حيث تحدث بالتفصيل عن مسؤوليات ومهام المخرج السينمائي باعتباره قائد العملية الإبداعية والمسؤول الأول عن العمل السينمائي.


يعتبر الدكتور هشام جمال، من الأكاديميين المتخصصين في مجال التكنولوجيا الرقمية وله العديد من المؤلفات في هذا المجال، وقد حصل خلال مسيرته العلمية على الكثير من الجوائز وشهادات التقدير المختلفة من مجلس دبي الثقافي وشرطة دبي ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة ومجلس الأمة الكويتي. كما شارك بوضع العديد من مناهج التصوير الرقمي الحديث للكثير من المؤسسات العربية المختلفة واصدر العديد من الكتب اهمها “التصوير في مختلف الوسائط”.. مسافات البلاد التقت به وكان هذا الحوار الشائق معه:
حدثنا اولا عن مستوى الافلام التي شاهدتها في المهرجان؟
في الحقيقية قبل وصولي الى العين لم اكن متوقعا بصورة كبيرة عن جودة ما شهدت من افلام، افلام متنوعة قدمت العديد من الافكار وبأيادي شابة تعشق الابداع وتقديم ما يمكن لحفر اسمها في هذا العالم للشاشة الكبيرة. مهرجان العين السينمائي ولد عملاقاً، فهو مهرجان جاد يهتم بدفع السينما الإماراتية والخليجية إلى الأمام، وصرح أنه سيكون هناك شراكة في القريب العاجل بين المهرجان ومعهد السينما في القاهرة لاستضافة شباب المخرجين للدراسة بالمعهد العالي للسينما، كذلك تقديم ورش عمل من أساتذة المعهد للمبدعين الإماراتيين على مدار العام بالرغم من ايماني الشخصي بضرورة فتح معهد عالي للتمثيل في الخليج العربي في اقرب وقت ممكن لتقديم جيل سينمائي واعي ويعرف اساسيات الاخراج بحرفنة.
 تحدثت في الندوة عن بالتفصيل عن مسؤوليات ومهام المخرج السينمائي
يعتبر المخرج في العمل السينمائي او الفني عموما هو قائد العملية الإبداعية والمسؤول الأول عن العمل، فهو الذي يقوم بترجمة السيناريو وتحويله لصورة بصرية تظهر على الشاشة في هيئة مادة فيلمية، لذا يجب أن تتوافر في المخرج عدة صفات أهمها أن يكون صاحب رؤية تمكنه من تقديم عمل فني مميز يحمل بصمته الإبداعية، كذلك يجب أن يتحلى بالقدرة على القيادة ليستطيع قيادة فريق العمل بأسلوب حكيم لا يعتمد على الانفعال والعصبية بقدر ما يعتمد على التركيز والاستفادة من عناصر العمل.
فإلى جانب مهام المخرج الفنية هناك مهام إدارية يجب أن يقوم بها وأهمها هي إيجاد حلول للمشكلات الطارئة التي قد تظهر أثناء التصوير لكن دون تقديم تنازلات تضر بمستوى عمله، لذا فعلى المخرج أن يكون شخصاً مسؤولاً ومنظماً وملهماً للعناصر الفنية المشاركة، فهو بمثابة العمود الفقري للعمل.
هل يتوقف عمل المخرج فقط في “اللوكيشن”؟
مطلقا، لا يتوقف دور المخرج على توجيه الممثلين داخل “اللوكيشن” ورسم حركتهم بل يجب عليه أن يكون على دراية بكافة العناصر الأخرى من أهمها إحساسه بشريط الصوت وقدرته على توظيف الموسيقى ووضع مؤثرات صوتية تخدم كل مشهد على حدة، كذلك فان دوره يمتد لمرحلة المونتاج الذي يتم خلالها التحكم في بناء كل مشهد من مشاهد الفيلم بشكل تصاعدي مع الأحداث والتحكم في إيقاعه الداخلي والخارجي والإيقاع العام للفيلم، وهو أمر بالغ الأهمية، وقبل كل ذلك فأن قدرات المخرج الإبداعية تتمثل في قدرته على توظيف أدواته الفنية في مرحلة التصوير، مثل الاستخدام الأمثل للعدسات، واختيار الزوايا، وتوظيف حركة الكاميرا درامياً، وغيرها من أدوات المخرج الفنية التي تبرز قدرته الاحترافية.
لم ركزت في الندوة على جانب التصوير السينمائي؟
التصوير السينمائي هو الأساس، التصوير السينمائي الديجتال اليوم يعتمد اساسا على اساسيات فن التصوير السينمائي، وخصوصا ان التطبيق والابداع الفني لن يختلف، لكن الذي سيختلف هو الوسيط، إنما ابداعي وفني لن يتغير، حيث يتعين علي فقط أن أعرف مواصفات كل منهما حتى أن ابداعي الفني سيصل إلى أعلى مستوى له بناء على مواصفات هذا الوسيط. أي أنني لا أستطيع أن أقدم للناس سينما رقمية من غير أن يكون لديهم القاعدة الأساسية الفيلمية.