+A
A-

فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024 لوحات إبداعية 

 لفتت 3 لوحات أنظار زوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024، نظراً لفرادة الفكرة وتميز التنفيذ، أنجزها الفنان تيم العمر.

وإحدى تلك اللوحات صنعت من ريش الصقور، وتحمل عنوان "زايد الخير"، يبلغ ارتفاعها 5 أمتار، وعرضها 4 أمتارٍ، وتضم 11,500 ريشة جمعها تيم من مختلف أنحاء الدولة. وقد عرضت إلى جانب لوحة أخرى صنعت بـ 520 ألف حبة بن، تم تحميصها بدرجات حرارة متفاوتة لتكتسب تدرجات لونية تتراوح بين الأخضر والبني، ومن ثم تشكيلها على هيئة لوحة فنية غاية في الجمال والإبداع تظهر صورة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وابنه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي بارتفاع مترين، وعرض ثلاثة أمتار. وعلى الجهة المقابلة، عرضت ثلاث لوحات متسلسلة لحكام أبوظبي: الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمهما الله، وصاحب سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، تم حبكها بعناية من 100 غترة، ويصل ارتفاع كلّ منها 3 أمتار وعرضها مترين.
 
وعن كيفية استنباط أفكاره، قال تيم: "درست الهندسة المعمارية لكن حبي للفن دفعني لترك العمل في مجالي العلمي واتباع موهبتي الفنية، فأفكار أعمالي تأتيني بالفطرة، فأنا عندما أرى شيئاً لا أفكر به كما يفكر به الآخرون، على سبيل المثال عندما أرى القهوة لا أفكر بكيفية شربها، وإنما أفكر بكيفية عمل لوحة منها، ومن  هنا يأتي التميز والإبداع، كما أن عملية تنفيذ الفكرة أيضا يتطلب موهبة أخرى، وهذا لا يأتي بسهولة وإنما بعمل التجارب المختلفة والتي تؤدي للحصول على أفضل النتائج من حيث الشكل والجودة بحيث تحافظ اللوحة على نفسها لأطول فترة ممكنة".
 
وعن المدة الزمنية التي يستغرقها صنع لوحاته، قال إن لوحة الريش استغرقت نحو 8 أشهر من العمل المتواصل، وتابع: "قمت خلال هذه الفترة بجمع ريش الصقور من كافة مناطق الإمارات، فقد ذهبت إلى ليوا والمدام والذيد وغيرها، وزرت بعض العيادات البيطرية، وبلغ عدد الريش الذي جمعته أكثر من 30 ألف ريشة عملت على فرزها حسب اللون والجودة واستخدمت منها 11500 ريشة، وقمت بمعالجتها وتعقيمها ولصقها على اللوحة". وزاد "بالنسبة للوحة القهوة فقد تطلبت مني جهداً كبيراً واستغرق إنجازها 4 شهور، حيث قمت بتحميص القهوة على درجات حرارة مختلفة لكي استخرج 6 ألوان متنوعة ثم شكلتها على اللوحة، في حين استغرق إنجاز لوحة "الغترة" أكثر من 4 شهور أيضاً، من حيث تشكيل القماش ومعالجته بطريقة تجعله يبدو قديماً، وهي عملية معقدة واستغرقت مني محاولات وتجارب كثيرة ليظهر القماش على هذه الصورة ولكي تبقى اللوحة محافظة على جودتها مدة طويلة".

ووجه الفنان تيم العمر شكره لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب ممثلاً في مركز أبوظبي للغة العربية، منظم هذا الحدث العالمي الكبير، لاحتضانه المواهب الفنية وإبداعات الشباب من مختلف الجنسيات التي تقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، ودعمها لكي تبرز وتظهر إلى العالم كله.

"عذب المعاني" 
 تواصل فعّالية "ليالي الشعر"، إحدى أهم فعّاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، استضافة أبرز نجوم الشعر النبطي في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذين أسهموا في إثراء الثقافة وحافظوا على التراث المحلي، حيث يقوم مركز أبوظبي للغة العربية، المنظّم للحدث، بالاحتفاء بهم وتكريمهم ودعمهم في كافة المجالات.
فقد شهدت "صالة منف" في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، حيث تقام فعّاليات المعرض لغاية 5 أيارالحالي، أمسية شعرية تحت عنوان "عذب المعاني"، أدارها الإعلامي حامد بن محمدي واستضاف فيها الشاعر والإعلامي سعادة بطي المظلوم، والشاعر والإعلامي عبيد بن قذلان المزروعي في سهرة أدبية غنية بالمعلومات الثقافية. تحدث الشاعران عن مسيرة الشاعر الكبير عوض بن راشد السبع الكتبي، شاعر الجمال والغزل العفيف، الذي تميّز بأشعاره وفنونه التراثية مثل الغناء البدوي الأصيل كالشلات والطارج وبعض القصص والأهازيج الشعبية. وأعلن عبيد عن إعداد كتاب جديد يوثّق فيه مسيرة الشاعر وأعماله وتجربته الشعرية، وذلك بدعم من مركز أبوظبي للغة العربية.
وتحدّث عبيد بن قذلان عن تجربة الشاعر عوض بن راشد السبع الكتبي الشعرية الثريّة، التي أسهمت إلى حدّ كبير في الحفاظ على الموروث الثقافي الإماراتي، كما أنها وثّقت لحقبات مهمّة من تاريخ الإمارات. كما تحدّث عبيد عن علاقته الإنسانية بالشاعر، وهو صديق والده، مشيراً إلى أنه يتميّز باللطف والذوق والأخلاق الرفيعة والتواضع ما جعله يتعامل معه كأنه والده. أما عن الجانب المهني لدى الشاعر فقد أوضح عبيد بأنه فوجئ بمهنية الشاعر وقوة ذاكرته وحرصه على التحقّق من صحة المعلومات والأبيات الواردة في الكتاب الأمر الذي ساهم في خروج العمل على أكمل وجه وأفضل صورة.
 
من جانبه تحدث سعادة الشاعر والإعلامي بطي المظلوم عن علاقته الوطيدة بالشاعر عوض بن راشد، وأخلاقه الرفيعة وتواضعه في التعامل مع الآخرين، ووصفه بأنه كان محبوباً من قبل الجميع. أما على الجانب المهني فقد تميّزت أشعاره بأنها ذات لغة بسيطة وسلسة وسليمة، وأشار إلى تجربة الشاعر في المجال الإعلامي والبرامج الإذاعية والتلفزيونية التي شارك فيها ولاقت حضوراً مميّزاً. فالشاعر كان يتميّز بعذوبة ونقاء الصوت وله شلات مميّزة وينفرد بلحن جميل، موضحاً أن الكتبي كان شاعراً يحاول أن يرقى بمفرداته ويعطي القصيدة قيمتها ووقتها حتى تظهر كالدرر النادرة. لكن الشاعر، بحسب المظلوم لم يأخذ حقه إعلامياً حيث ظهر في فترة الإعلام التقليدي.
وفي النهاية تقدّم الشاعران المظلوم والمزروعي بالشكر الجزيل لمركز أبوظبي للغة العربية على ما يقوم به من جهود في تكريم الشعراء والاحتفاء بهم، وتوثيق تجاربهم في هذا المجال، وكذلك في الحفاظ على الموروث الشعري الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو إرث غنيّ وجزء لا يتجزّأ من تاريخها وحضارتها العريقة.

المحتوى والذكاء الاصطناعي 
تحت عنوان "المحتوى والذكاء الاصطناعي... سؤال المستقبل" ناقش معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024  قضايا جدلية مطروحة بقوة في الوقت الراهن حول مستقبل قطاع النشر في ظل الثورة الرقمية. 
وشارك في الندوة الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية بجامعة دبي، والدكتور محمد خليف، مقرر الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر، وكارولين كامينز، مديرة السياسات والشؤون العامة باتحاد الناشرين البريطانيين، ونديم صادق الرئيس التنفيذي لشركة شمر، وأدار الحوار شريف بكر المدير العام للدار العربي للنشر.
وأشار نديم صادق إلى أن الذكاء الاصطناعي يشكل حيز التطبيق في مجال النشر والطباعة. وقال: "لو اطلعنا على علم الأعصاب نرى أن الذكاء الاصطناعي يفتح أعيننا على أمور لم يسبق لنا رؤيتها، وهو يعطينا المزيد من المعرفة". وأضاف: "لا يمكن للذكاء الاصطناعي لعب ذات الدور بالنسبة للكتابة الإبداعية فليس بإمكانه تأليف كتاب كامل إنما يساعد في تأليفه".   
وقالت كارولين كامينز: "في اتحاد الناشرين البريطانيين ننشر الكثير من الأعمال ونتعامل مع دور نشر مستقلة، وقد أذهلنا ما وصل إليه الذكاء الاصطناعي في العامين السابقين، فهو يساعدنا على التسويق ونشر كميات ضخمة وتوثيق الاقتباسات، ولهذا علينا أن نتعلم كيف نتعامل مع الذكاء الاصطناعي لإيجاد فرص أوسع بالطباعة والنشر". وأضافت: "بالنسبة لحقوق التأليف والطبع هناك حقوق نعمل عليها في المملكة المتحدة وفي العالم ككل عن الكتابة الإبداعية". 
أما الدكتور محمد خليف، الذي يعمل بمجال النشر منذ أكثر من عشرين عاما، فقال: "شهدنا ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يضعنا أمام تحدي الأولويات بمجال المحتوى العربي وتطويره، وكوني أعمل متبرعاً في المجلس الأعلى للثقافة بمصر، فقد قمنا بدراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على الناس ومنذ إطلاق "شات جي بي تي" نعمل على تطوير المحتوى ونتعامل مع التحديات". وأضاف: "الذكاء الاصطناعي التوليدي يضعنا أمام تحدي حماية تراثنا وتطوير المهارات كي يستطيع العالم العربي التماشي مع هذه الجهود". 
واستعرض الدكتور سعيد الظاهري تجربته مع الذكاء الاصطناعي، وقال: "أعددت رسالة ماجستير في الذكاء الاصطناعي وكوني متخصصاً في الهندسة الحيوية، واهتمامي بتطبيقات التكنولوجيا بالطب كان علي الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة بالتعاون مع مركز طبي في بوسطن". وأضاف: "أسهم الذكاء الاصطناعي في رفع نسبة التنبؤ بالإصابة بالنوبات القلبية بنسبة وصلت إلى 75%".