+A
A-

التاريخ حاضر.. والمدرسة والأندية بوابة عبور للمسرح البحريني

شهدت الجلسة الأولى من المنتدى الفكري “بانوراما المسرح البحريني في 100 عام”، التي عقدت الأربعاء الماضي بمركز الفنون بالمنامة ضمن فعاليات مهرجان البحرين المسرحي الأول، سردًا مفصلا للأبعاد التاريخية لنشوء المسرحي، ودور كل من المسرح المدرسي والأندية في تشكيل ملامح الحركة المسرحية البحرينية.

جاء ذلك خلال نقاش معمق أدارته الناقدة منصورة الجمري بمشاركة الفنان عبدالله يوسف، الذي قدّم ورقة عمل بعنوان” البعد التاريخي للمسرح البحريني في 100 عام الماضية”، والكاتب حبيب حيدر الذي عنوّن ورقته بـ “ظاهرة المسرح التربوي البحريني منذ بداية التعليم 1919”، ومحمد السلمان الذي جاءت ورقته بعنوان “مسرح الأندية بوابة تأسيس الفرق الأهلية المسرحية لاحقًا”.

والفنان عبدالله يوسف هو عضو مؤسس لكل من جمعية البحرين للفنون التشكيلية ومسرح أوال، والكاتب حبيب حيدر مساهم بالتعقيب والنقد والكتابة بمهرجانات مسرحية محلية عد. أما محمد السلمان فهو مؤسس مهرجان الريف المسرحي بين العامين 2000 و2003.

وتناول الفنان عبدالله يوسف في ورقته البعد التاريخي للمسرح البحريني في 100 عام الماضية من حيث الديكورات التي احتوتها العروض المسرحية المقدمة خلال تلك الفترة. وتصدى في حديثه بذكر ملامح نشوء الحركة المسرحية في البحرين، مشيرا إلى أول عرض مسرحي شهدته البلاد وهو  “القاضي بأمر الله” المقدّم بمدرسة الهداية الخليفية بالمحرق العام 1925، في ديكور بسيط تجسد في مصطبة خشبية صغيرة، بدائية ومربعة التكوين.

كما استعرض منجزات الفنان الراحل يوسف قاسم؛ باعتباره أبرز الرواد الذين دعموا المسرح البحريني بتأسيس فن الديكور وتوظيفه في العروض المسرحية البحرينية المبكرة. ويعد قاسم أحد رموز الحركة التشكيلية البحرينية والمؤسس والرائد لفن تصميم وتنفيذ المناظر والديكورات المسرحية وما يتصل بها في البحرين ودول الخليج العربي.

وطرّح الكاتب حبيب حيدر العديد من التساؤلات كعمود فقري للورقة، أهمها تعلّق بمصطلح المسرح المدرسي ودوره كحامل ثقافي في تأسيس المسرح البحريني، وأبرز مؤسسيه والأعمال المقدمة في بواكير المسرح المدرسي ونوعها، والجهود النقدية المتصدية لها.

ولفت حيدر إلى أن المسرح المدرسي استطاع منذ ظهوره المرتبط بتأسيس التعليم النظامي في البحرين، أن يكون منطلقا تبدأ منه طلائع المسرح البحريني الأولى، بجهود المعلمين الذين زرعوا بذوره واعتنوا بترسيخ الثقافة المسرحية المدرسية.

وأشار حيدر إلى أن النشاط المسرحي المدرسي استأنف نشاطه في البحرين بعد 6 أعوام من تأسيس مدرسة الهداية الخليفية في المحرق بالعام 1919. وتطرق إلى الأعمال المسرحية التي قدمت في المدارس الحكومية منها مسرحيات “القاضي بأمر الله” 1925، “وفود العرب على كسرى” 1927، “امرؤ القيس”، “أبو القاسم الطنبوي” 1928، “ثعلبة”، و “داحس والغبراء” 1932.

وذكر أيضا المسرحيات التي قدمتها المدارس الأهلية أبرزها “وامعتصماه” 1931، “وليم تل”، “بين الدولتين”، “سيف الدولة بن حمدان” 1931، “المعتصم بأمر الله” 1941، “الميت الحي” و “شهامة العرب”.

من جهته، توقف محمد السلمان في ورقته على محطات أهم الأندية التي مارست العمل المسرحي كجزء من أجندات نشاطها الثقافي والاجتماعي منذ الأربعينات، متطرقا إلى دور العروض المسرحية المقامة في الأندية في تفريخ كوادر الفرق الأهلية المسرحية بمختلف مجالاتها الفنية من تأليف، إعداد، تمثيل، إخراج، ديكور، وإدارة العمل المسرحي. وأهم تلك الأندية التي أشار السلمان لتأثيرها الكبير على بروز الفرق الأهلية المسرحية، هي “الأهلي”، “العروبة”، “اللؤلؤ”، “المعامير”، “مدينة عيسى”، “بوري”، “توبلي”، “كرزكان”، و “الحالة”.

واستعرض أبرز مهرجانات الأندية الوطنية المنظمة من قبل قسم الإشراف الثقافي المتفرع من إدارة شئون الأندية والشباب التابعة للمؤسسة العامة للشباب والرياضة، وهي المهرجانات المسرحية للأندية الوطنية بنسخها الخمس بدءا من العام 1979 وحتى العام 1994.

 

زهراء غريب

اللجنة الإعلامية بالمهرجان