+A
A-

“البلاد” تزور المسجد مرة ثانية وتقرع الأجراس

مضى 245 يومًا منذ أن أطلقت جهات الاختصاص متمثلة في وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، ووزارة الأشغال والبلديات والتخطيط العمراني تصريحاتهم على وجه السرعة بعد أن نشرت “البلاد” تقريرًا مصورًا عن انتهاك حرمة مسجد قاسم المهزع الأثري الذي يقع وسط سوق المنامة التاريخي.

و”البلاد” عاينت المسجد وبدا على ما هو عليه من إهمال متعمد من قبل المسؤولين، وسط صمت المسؤولين المعنيين بعد أن أطلقوا تصريحاتهم التي أكدت أن وزارتي العدل والبلديات بدأتا الجهود فعليًّا لمعالجة وضع المسجد الذي كتبت عليه الأقدار أن يصل لما وصل إليه من إهمال.

وفي المشاهد الجديدة التي سجلها مندوبو الصحيفة فإن حال المسجد ازدادت سوءًا وسط انتهاك صارخ من قبل الآسيويين لحرمته، ومع برودة الجو وهبوب الرياح القوية تنتشر في شارع العلاء الحضرمي بسوق المنامة روائح القاذورات المنطلقة من المخلفات البشرية التي تنتشر عبر كافة أرجاء المسجد.

ووفقًا لحديث تجار السوق فإن “هذا المسجد العتيد الذي كان يجب أن يكون منارة للمنامة وأهلها وتجارها أصبح مكانًا سائبًا تستخدمه العمالة وبالذات الآسيوية لكل أنواع الفجور والخمور والمخدرات وممارسة الرذيلة، منذ سبع سنوات حتى الآن”.

وأفاد التجار المحيطون بالمسجد أن من المستغرب أن لا تتحرك الجهات المختصة والمعنية لحماية المسجد من الانتهاكات، مشيرين بأنهم قدموا العديد من الشكاوى بشأن ما يدور ويحصل في مبنى المسجد.

“البلاد” زارت المسجد ومنذ انطلاقه الجولة تكشف المستور، حيث رصدت الصحيفة آسيويين يقضون حاجاتهم في المسجد، استوقفناهم وسألناهم لماذا تقومون بهذا الفعل هنا، أجاب أحدهم “أين تريدنا أن نقضي حاجتنا، لا يوجد مكان لهذا الأمر هنا غير هذا المكان”.

باحة المسجد والمحلات التجارية التابعة للمسجد والمفتوحة عليه مملوءة بالفضلات البشرية، والروائح الكريه النتنة التي تفوح في كل مكان، وأوساخ وقاذورات كثيرة.

سلكنا الطريق الذي يوصلنا إلى المسجد، فقد احتوى على كثير من القاذورات ومخلفات البناء، وكثير من الأوساخ والزجاج المتكسر منتشر على كافة الأنحاء، دخلنا المسجد وانكشفت المشكلة، مبنى متهالك وحفر غزيرة تملأ الباحة الرئيسية للمسجد، قاذورات، أوساخ، عفن وزجاجات خمور تملأ كافة الأرجاء.

شيئًا فشيئًا كانت الصورة تتضح، حتى وجدنا مصاحف متهالكة في إحدى زوايا المسجد، والأنكى من ذلك أنه يوجد كثير من أوراق المصحف الشريف متناثرة في كافة الأرجاء وبين آيات الله وعلى صفحات القرآن قناني الخمور متناثرة !!

كان هذا المشهد داخل المسجد وفي الباحة الرئيسية له، لذلك عاودنا الخروج من المسجد متخذين من الطريق الخلفي للباحة مسلكًا فوجدنا آسيويًّا نائمًا، فتفاجأ بوجودنا داخل المسجد، سألناه، لماذا أنت هنا؟ أجاب: موجود هنا يوميًّا أتخذ من المكان منامًا منذ شهور.

التجار يتحدثون أن ثمة حالات وفاة جرت في المسجد إزاء اتخاذ ضعاف النفوس باحته ملاذًا وساترًا لتعاطي المخدرات، وقد رصد التجار وفقًا لحديثهم عددًا من حالات الزنا، وشرب الخمور وقد احترق المبنى أكثر من ثلاث مرات وما زالت التجاوزات والمشاكل جارية حتى هذه الساعة لأنه لا توجد نية حقيقية لدى الجهات المعنية لحل هذه المشكلة”.

 

245 يومًا حرمة الله تنتهك بمسجد المهزع

تطلق “البلاد” عدادًا يرصد تخلف وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف ووزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عن وعودهما التي قطعتهما على نفسيهما قبل 245 يومًا. حيث أصدرت الجهتان بيانات بتاريخ 28 أبريل 2018، أكدتا من خلالها أنهما بدأتا بالجهود فعليًّا لمعالجة وضع المسجد الذي كتبت عليه الأقدار أن يصل لما وصل إليه من إهمال، هذا وما زالت حرمة الله تنتهك في المسجد وسط مرأى ومسمع من مسؤولي الوزارتين.

الصحيفة ستقوم بنشر العداد تباعًا لحين البدء في إعادة تأهيل المسجد المذكور باعتباره معلمًا دينيًّا على وجه الخصوص، ومعلمًا بارزًا من معالم العاصمة العريقة المنامة على وجه العموم.