تؤكد مؤشرات سوق العمل الصادرة عن هيئة تنظيم سوق العمل للربع الثاني من العام 2018 إلى أن إجمالي العمالة الوطنية قد بلغ 158,814 عاملاً بحرينيًّا بزيادة طفيفة عن الربع الثاني من العام 2017، ولكن بانخفاض عن الربع الثاني من عام 2016م حيث كان العدد159,711 عاملاً بحرينيًّا.

وبالمقابل، بلغ إجمالي العمالة الأجنبية بنهاية الربع الثاني من العام 2018 600,857 عاملاً أجنيًّا، مع استمرار المعدلات العالية لاستحواذ العمالة الأجنبية على الوظائف الجديدة التي يخلقها القطاع الخاص في البحرين، إذ إن أكثر من 90 % من الوظائف المستحدثة تذهب إلى الأجانب، ويتبقى للمواطن أقل من 10 % فقط منها.

ويشمل ذلك حملة الشهادات الجامعية، حيث أظهرت بيانات حديثة صادرة في يناير 2019 استحواذ العمالة الأجنبية على 73 % من وظائف الجامعيين البحرينيين في سوق العمل، إذ يبلغ إجمالي الموظفين الأجانب من حملة الشهادات الجامعية في القطاع الخاص 52 ألفًا و414 موظفًا أجنبيًّا، في مقابل 20 ألفًا و354 جامعيًّا بحرينيًّا في القطاع الخاص.

أبواب صحيفة “البلاد” ما زالت تستقبل حالات كثيرة من الخريجين العاطلين عن العمل عجزوا عن طرق الأبواب الموصدة لتوظيفهم، حيث أجبرتهم الحالة الاقتصادية للبلاد والغلاء المعيشي والارتفاع في الأسعار لمردود مالي يسد احتياجاتهم اليومية على الأقل.

وعبر ”البلاد” ناشدت الخريجات العاطلات بتخصص تقنية المعلومات رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إصدار توجيهات للمسئولين في الجهات المعنية بتوظيفهن.

وأشرن إلى أن عددهم نحو 133 عاطلاً من الإناث والذكور، مبينات: أنه بعد سنواتٍ من الجهد والتعب الذي تكلل بوسام التخرج، وبعد سنواتٍ من الأحلام والآمال المتراكمة، حان الوقت للاصطدام بالواقع غير المتوقع، فبعد اختيارنا لتخصص تقنية المعلومات بمختلف فروعه والذي كان مبنيًّا على واقع التطور التقني المتسارع وحاجة جميع المؤسسات له، كانت النتيجة أن تبقى فئة كبيرة جدًّا من خريجي هذا المجال دون وظيفة، حتى تجاوز انتظار البعض لحلمه عشر سنوات دون توظيف سنوات العلم في مجال العمل.

ومن هذا المنطلق ناشدن آملات من كل المسؤولين وأولي الشأن أن يتم النظر بجدية تامه للعاطلين الجامعيين خريجي تقنية المعلومات والذين يشكلون ركيزة أساسية لمواكبة التطورات التقنية على جميع الأصعدة.

 

ترشيح خريجة “نظم معلومات” مندوبة مبيعات

عاطلة منذ 6 سنوات... ولا يقبلون شهادتي

أشارت العاطلة خديجة علي إلى أن وزارة التربية والتعليم سنويًّا تعرض شواغر لوظيفة معلم حاسوب، ويتم تحديد موعد للامتحان ولكن لا يتم التجاوب معنا وتوظيفنا بعد اجتياز الامتحان التحريري.

وقالت: “منذ 6 سنوات وأنا عاطلة عن العمل، ووزارة العمل لأكثر من مرة عرضت علي وظائف مندوبة مبيعات وسكرتارية ولكن لا يتم قبولي في تلك الوظائف بالرغم من أنها لا تناسب شهادة تخرجي”.

وقالت: “في كل مرة يقام معرض الوظائف أقوم بتسليمهم سيرتي الذاتية ولكن لا أحد يتواصل معي بالرغم من إعلاناتهم عن مئات الوظائف تحت فروع تخصصنا”.

وبينت أننا على أمل سنويًّا من وزارة التربية والتعليم بأن يتم توظيفنا بالرغم من إقبال عدد كبير من العاطلين لامتحان وزارة التربية والتعليم.

وأضافت: هل يعقل أن يتم قياس قدراتنا عبر امتحان تحريري بمقابل حصولنا على درجات عالية بتخصصاتنا. 

 

حصلت على وظيفة “كول سنتر”

عملتُ بمعاش 150 دينارًا 3 أشهر

دعاء أحمد خريجة بكالوريوس تقنية معلومات بتخصص فرعي علوم حاسوب، عاطلة عن العمل منذ 7 سنوات تحلم بوظيفة تناسب قدراتها المبدعة والتي يئست من البحث لوظيفة، علمًا بأنها تخرجت من المدرسة بمعدل 93.8 %.

وقالت: “عملت موظفة استقبال في مكتب محامٍ براتب 150 دينارًا لمدة ثلاثة أشهر، بشكل مؤقت، في فترة تجولي للحصول على وظيفة لي”.

وبينت بأن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية قامت بترشيحي لشركة تنظيفات ووافقت ولكن لم يتم إبلاغي لوقت المقابلة منذ شهرين.

وأردفت أن الوزارة رشحتني أيضًا لوظيفة أخرى، بمسمى موظفة استقبال اتصالات” كول سنتر” بشركة اتصالات وبينت: أن الشركة تقوم بتدريبي 3 أشهر دون راتب، ثم يتم دفع تكاليف التدريب في حال عدم إكمال فترة التدريب والتخلف عن الحضور. وأكملت: كانت الوظيفة معروضة لأكثر من 20 عاطلاً وقد خيّرنا للموافقة بتلك الوظيفة أو رفضها، وأن رفضها للترشح للوظيفة للمرة الثانية يتم إلغاء إعانة التعطل، وهذا ما يحدث في بقية شواغر بعض الوظائف المعروضة.

 

أغلقوا ملفي عن “التعطل” منذ 2017 وتظلمتُ ولا جدوى

معدلي 97.3 % وحاصلة على بعثة من”التربية”

عبرت زهراء الصائغ عن استيائها من بقائها 6 سنوات على قائمة الانتظار للبحث بانتظار وظيفة، لافتة إلى أنها متفوقة بمعدل 97.3‎‎ % بتخصص “علمي” وحاصلة على بعثة من وزارة التربية والتعليم لدراسة هندسة حاسوب بجامعة البحرين وتخرجت بمعدل 97.3 % وعاطلة حتى هذا اليوم منذ تخرجها بعام 2013.

وقالت: “منذ 6 سنوات وأنا أتجوّل بمعارض التوظيف للبحث عن فرصة للعمل ولكن جميع الأبواب موصدة في وجهي”.

وأضافت: أعمل في هيئة ضمان الجودة بشكل مؤقت سنويًّا لشهري مارس ومايو فقط بوظيفة إدخال البيانات منذ سنة 2014 ولكن لا يتم اعتمادي كموظفة في الهيئة بدوام كلي بالرغم من اجتهادي في العمل وقيامه على أكمل وجه.

وقالت: أطمح إلى أن أتوظف في وظيفة تناسب معدلي وتفوقي وأن لا يضيع جهدي في حصولي على درجة تعليم عالية ولا أنال ما أريد لأخدم بلدي.

وأكملت أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية قامت بإغلاق ملفي التأمين ضد التعطل لعدم تمكني من الذهاب للمقابلة للمرة الأولى، وقد تم إغلاق ملفي منذ 2017 ولم يفتح حتى هذا اليوم نتيجة عرض وظيفة واحدة، فيما يتم إغلاق الملف بعد رفض المترشح لوظيفتين، إذ قمت بتقديم تظلم ولكن تم رفض طلبي مرة أخرى.

 

من فنية “آي تي” إلى مساعدة أطفال بدورات المياه

قرض الدراسة بلغ 7 آلاف دينار وأرهق كاهلي

استنكرت الخريجة أمل العرادي عدم حصولها على وظيفة بالرغم من أن رسوم وتكاليف دراستها أرهقت كاهلها على أمل أن تحصل على وظيفة تسدد ديونها.

وقالت: “اقترض زوجي من البنك لمساعدتي في تسديد دين دراستي للجامعة بعد دراستي تخصص تقنية معلومات التي درست فيها بحوالي 5 آلاف دينار، فيما كان تكلفة دراستي تتجاوز 7 آلاف دينار مما حتّم علي أن أعمل وأدرس في الوقت ذاته”.

وأضافت: عملت مساعدة مدرسة في مدرسة خاصة وكانت وظيفتي شاملة لجميع الوظائف منها الدخول إلى دورات المياه مع الأطفال والاعتناء بهم.

وقالت: “تحملت هذا العبء في سبيل إكمال تسديد دين دراستي وحصولي على الشهادة”.  وأردفت: نعاني من تأثير البطالة، والمستوى المعيشي والمادي صعب في ظل الظروف الاجتماعية ومع ارتفاع الأسعار وزيادة متطلبات الحياة وغيرها. وتابعت: لدي مراسلات وتوصيات من ديوان رئيس الوزراء لديوان الخدمة المدنية بتوظيفي وذلك بعدما عرضت مناشدة لأكثر من مرة لسمو رئيس الوزراء. وختمت بالقول: كلنا أمل بتوظيف وزارة التربية والتعليم لنا بعد الإعلان عن اعتماد استراتيجية التعليم المطور في إدارات الوزارة.