+A
A-

جنازة متظاهر تؤجج احتجاجات السودان

قال شاهد من رويترز إن الشرطة السودانية أطلقت الرصاص أمس الجمعة صوب مشيعين خارج منزل محتج (60 عاما) توفي متأثرا بجروح أصيب بها أثناء احتجاجات مناهضة للحكومة. وتجمع نحو 5000 مشيع للمشاركة في جنازة معاوية عثمان الذي قتل بالرصاص يوم الخميس أثناء احتجاجات ضد حكم الرئيس عمر البشير والتي دخلت أسبوعها الخامس.

ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى ولم يتسن الوصول إلى الشرطة للتعقيب. وقال شاهد من رويترز إن الشرطة فتحت النار بعدما رشقها بعض المحتجين بالحجارة وقلبوا سيارة تابعة لها. وانخرط كثيرون في البكاء والعويل بينما رفع البعض الأعلام السودانية.

وتناقص عدد المحتجين إلى المئات بعد دفن عثمان وبدء شعائر صلاة الجمعة. وبدأوا يهتفون “يسقط بس” الذي أصبح شعارا للمحتجين يرمز طلبهم الرئيسي وهو تنحي البشير.

ومع زيادة التوتر في المنطقة انسحبت الشرطة وقوات الأمن من حي بري تماما وخلت الشوارع من أي وجود أمني.

وفي مدينة أم درمان على الجهة المقابلة من نهر النيل قال شهود إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين أثناء مغادرتهم أحد ساجد في حي ودنوباوي.

واستخدمت قوات الأمن في بعض الأحيان الذخيرة الحية لتفريق المحتجين. وبلغ العدد الرسمي للقتلى في الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الخامس 24 شخصا منهم اثنان من أفراد الأمن. وتقول جماعات حقوقية إن العدد قد يكون نحو مثلي المعلن رسميا.

تحد خطير

بدأت الاحتجاجات بسبب ارتفاع الأسعار لكنها سرعان ما تحولت إلى تظاهرات ضد البشير. وأنحى الرئيس باللائمة في الاحتجاجات على “عملاء” أجانب وقال إن الاضطرابات لن تقود إلى تغيير الحكومة مطالبا معارضيه بالسعي إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع.

لكن الاحتجاجات شبه اليومية تشكل أحد أخطر التحديات وأطولها لحكم البشير الذي يستعد حزبه لتغيير الدستور لمنحه فرصة الترشح لفترة رئاسة جديدة.

وقالت لجنة أطباء السودان المرتبطة بالمعارضة إن طبيبا وطفلا قتلا خلال الاحتجاجات في بري أمس الخميس. وأظهر مقطع مصور بث مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وتحققت رويترز من صحته قوات الأمن وهي تصوب أسلحتها نحو المحتجين في بري.

كما اندلعت احتجاجات في 6 مدن أخرى أمس الخميس في بعض من أوسع الاضطرابات انتشارا منذ اندلاع التظاهرات في 19 ديسمبر.

موكب التنحي

دعا تجمع المهنيين السودانيين و3 تحالفات للمعارضة، أمس الجمعة، المتظاهرين إلى التوجه إلى مكان الاعتصام بمستشفى رويال كير شرق العاصمة الخرطوم، معلنين عن تسيير ما سمي بـ “موكب التنحي” في كل مدن البلاد، وذلك عقب احتجاجات الخميس، حيث ارتفع عدد القتلى برصاص قوات الأمن في الخرطوم إلى 3.

وأعلن التجمع المعارض أن دعواته للتظاهر ستظل متواصلة، حيث ستسير تظاهرات أخرى الأحد تحت شعار “موكب الشهداء” بمدينة أم درمان غرب الخرطوم نحو مقر البرلمان السوداني، بالتزامن مع تظاهرات بأحياء العاصمة.

دعوات غربية

واجه السودان دعوات من دول غربية في مجلس الأمن الدولي، لاحترام حقوق المتظاهرين والتحقيق في العنف الذي أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص.

وانتقدت بريطانيا ما وصفته بالاستخدام “غير المقبول” للقوة من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين، ودعت إلى محاسبة المسؤولين عن مقتل المتظاهرين.

وقال نائب السفير البريطاني في المجلس، جوناثان آلن “نحن مستاؤون للغاية من تقارير بأن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع والعنف داخل مستشفيات ضد من يتلقون العلاج وضد الأطباء الذين يقدمون المساعدة الطبية”.

كذلك حثت الولايات المتحدة السودان على احترام حرية التعبير ودعت إلى الإفراج عن محتجين ونشطاء وقالت إنه يجب التحقيق فورًا في مقتل متظاهرين.

ودعت فرنسا جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتهدئة الوضع، قائلة إن على الحكومة احترام حرية التجمع وحرية التعبير.

بدورها، أشارت روسيا إلى أن الاحتجاجات هي “شأن سوداني” ويجب عدم مناقشته في مجلس الأمن.