+A
A-

ترامب: لن نكون شرطي الشرق الأوسط بلا مقابل

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن قراره سحب قوات بلاده من سوريا نابع من أن الولايات المتحدة لا تريد لعب دور الشرطي في الشرق الأوسط بلا مقابل، محذرا “داعش” من مهاجمة بلاده. وكتب ترامب في “تويتر” أمس الخميس، أن قراره سحب القوات الأميركية من سوريا “لم يكن مفاجئا”، مذكّرا بأنه دعا إلى ذلك منذ سنوات ووافق على إبقاء القوات لفترة أطول قبل ستة أشهر، حينما أعلن عن رغبته في سحبها. وأضاف: “هل ترغب الولايات المتحدة في أن تكون شرطي الشرق الأوسط دون الحصول على أي شيء بالمقابل، وهي تخسر أرواح ثمينة وتريليونات الدولارات لحماية الآخرين الذين على الأغلب، لا يقدّرون ما نفعله؟ هل نريد البقاء هناك إلى الأبد؟ الوقت للآخرين للقتال الأخير”.

وأضاف ترامب محذرا “داعش”: “أبني القوة العسكرية الأعظم في العالم. وإذا ضربنا “داعش” سنقضي عليه!”.

وأثار قرار ترامب سحب القوات الأميركية من كل الأراضي السورية موجة عارمة من ردود الفعل. وفاجأ القرار نوابا أميركيين وحلفاء لواشنطن أكدوا استمرارهم في مواجهة تنظيم “داعش”.

وفي مواجهة الانتقادات التي جاءت من سياسيين جمهوريين وديمقراطيين على حد سواء، شدد ترامب في رسالته المسجلة على أن هذا هو التوقيت الصحيح لمثل هذا القرار.

 

سوريا الديمقراطية: المعركة ضد داعش مستمرة

أكدت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا أمس الخميس أن المعركة التي تخوضها ضد داعش في آخر جيب يتحصن داخله في شرق البلاد “مستمرة حتى الآن”، رغم إعلان واشنطن قرارها بسحب كافة قواتها من سوريا.

وقال مسؤول المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي إن “المعركة حتى الآن مستمرة”، مؤكدا أن “احتمال إيقاف المعركة ضد الإرهاب متعلق بالتهديدات التركية بالدرجة الأولى”.

وكانت قد حذرت هذه القوات من أن القرار يعطي داعش “زخما.. للانتعاش مجددا” وشن هجمات معاكسة، بعد طرده من مساحات واسعة في البلاد. وأفادت قيادة قوات سوريا الديمقراطية في بيان “سيؤثر القرار سلبا على حملة مكافحة الإرهاب وسيعطي للإرهاب وداعميه ومؤيديه زخما سياسيا وميدانيا وعسكريا للانتعاش مجددا والقيام بحملة إرهابية معاكسة في المنطقة”.

 

فرنسا: داعش لم تمح من الخريطة في سوريا

قال مسؤولون إن فرنسا ستبقي قواتها في شمال سوريا في الوقت الراهن في ظل عدم القضاء على متشددي داعش واستمرار تشكيلهم خطرا على المصالح الفرنسية.

وبحسب دبلوماسيين فرنسيين فإن قرار ترامب سحب كل الجنود الأمريكيين وعددهم 2000 من المنطقة كان مفاجئا لباريس.

وأقرت وزيرة الدفاع فلورانس بارلي على تويتر بأن التنظيم ضعفت شوكته وخسر نحو 90 % من أراضيه، لكنها قالت إن المعركة لم تنته. وقالت “داعش لم تمح من على الخريطة ولم تستأصل شأفتها. من الضروري أن تواجه الجيوب الأخيرة لهذه المنظمة الإرهابية هزيمة عسكرية حاسمة”.

وذكر دبلوماسيون أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحدث مع ترامب الأربعاء.

وفي أبريل، عندما أعلن ترامب من قبل سحب القوات الأميركية، استطاع ماكرون إقناع الزعيم الأميركي بأن واشنطن ينبغي أن تظل مشاركة معللا ذلك بخطر إيران في المنطقة.

وقال المتحدث باسم الجيش الفرنسي باتريك شتايغر خلال مؤتمر صحفي “الحملة العسكرية ضد داعش مستمرة. في هذه المرحلة إعلان الرئيس الأميركي ليس له تأثير على مشاركة فرنسا المستمرة (في التحالف)”.

ولفرنسا نحو 1100 جندي يعملون في العراق وسوريا ويقدمون الدعم اللوجستي والتدريب والدعم الخاص بالمدفعية الثقيلة، كما تقدم طائرات مقاتلة لضرب أهداف. ويتضمن وجودها في سوريا عشرات من أفراد القوات الخاصة والمستشارين العسكريين وبعض العاملين بالخارجية.

 

ألمانيا: الانسحاب يضر بالمعركة ضد داعش

اعتبرت برلين أمس الخميس أن القرار الأمريكي بالانسحاب أحادي الجانب من سوريا يمكن أن يضر بالمعركة ضد داعش، وأنه يهدد النجاح الذي سُجّل حتى الآن ضد التنظيم الجهادي.

وقال وزير الخارجية الألماني هيكو ماس في بيان “لقد تراجع داعش لكن التهديد لم ينته بعد. هناك خطر من أن قرار (ترامب) قد يضر بالقتال ضد التنظيم ويهدد ما تم تحقيقه حتى الآن”. وأضاف أن المعركة ضد المتشددين “ستتقرر على المدى الطويل عسكريا وبالطرق المدنية”.

وأكد الوزير ضرورة وجود عملية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة لإعادة الاستقرار الدائم إلى سوريا التي تمزقها الحرب.

 

بريطانيا: داعش لم يُهزم بعد في سوريا

اعتبرت وزارة الخارجية البريطانية أن داعش لم يُهزم بعد في سوريا خلافا لما قاله الرئيس الأميركي.

وقال ناطق باسم الوزارة في بيان إن “التحالف الدولي ضد داعش أحرز تقدما كبيرا. ومنذ بدء العمليات العسكرية، استعاد التحالف وحلفاؤه في سوريا والعراق معظم الأراضي التي احتلها داعش، وتم تحقيق تقدم كبير خلال الأيام الأخيرة في آخر منطقة بشرق سوريا تحتلها داعش”.

بيد أنه أضاف “لكن لا يزال هناك الكثير من العمل ويجب ألا نغفل عن التهديد الذي يشكله. حتى من دون (السيطرة على) أرض، لا يزال داعش يشكل تهديدا”.

وأضافت الوزارة أن المملكة المتحدة ستبقى “منخرطة في التحالف الدولي وحملته لحرمان داعش من (السيطرة) على أراض وضمان هزيمته القاطعة”.

من جهته عبر وزير الدفاع البريطاني توبياس ألوود عن معارضته للقرار. وقال “لا أتفق البتة مع ذلك. الأمر تحول إلى أشكال أخرى من التطرف والتهديد مازال ماثلا بقوة”.

 

بوتين: قرار ترامب صائب

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن قرار الرئيس الأميركي سحب قواته من سوريا هو قرار “صائب”، خلال لقائه السنوي بالإعلام أمس الخميس.

وقال بوتين إن “قرار الولايات المتحدة سحب قواتها صائب”، مضيفا أن موسكو لم تر بعد ما يشير إلى بدء هذا الانسحاب.

وتابع بوتين “بالنسبة للانتصار على داعش بشكل عام أنا أتفق مع ترامب”، مضيفا “لقد سددنا ضربات قوية لداعش في سوريا”.

إلا أنه شكك في تصرفات واشنطن، وقال “لم نر أي مؤشرات على سحب القوات الأميركية بعد، ولكنني أقر بأن ذلك ممكن”.

 

نتنياهو: سنصعد المعركة ضد إيران

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستصعد معركتها ضد القوات المتحالفة مع إيران في سوريا بعد انسحاب القوات الأميركية من البلاد.

وقال بعض المسؤولين الإسرائيليين إن تحرك الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلنه يوم الأربعاء قد يساعد إيران بإزالة موقع عسكري أميركي يساعد في الحد من تحركات القوات الإيرانية وأسلحتها من العراق إلى سوريا.

كما تشعر إسرائيل بالقلق أيضا من أن خروج أكبر حليفة لها قد يقلص نفوذها الدبلوماسي في مواجهة روسيا أكبر داعم للحكومة السورية.

وقال نتنياهو في تصريحات بثها التلفزيون “سنواصل التحرك بنشاط قوي ضد مساعي إيران لترسيخ وجودها في سوريا”. وكان يشير إلى حملة جوية إسرائيلية في سوريا ضد عمليات الانتشار الإيرانية ونقل الأسلحة لجماعة حزب الله اللبنانية. وأضاف “لا نعتزم تقليص جهودنا بل سنكثفها، وأنا أعلم أننا نفعل ذلك بتأييد ودعم كاملين من الولايات المتحدة”.

وتحاول إسرائيل إقناع واشنطن منذ فترة طويلة بأن إيران والفصائل الشيعية التي أرسلت لدعم دمشق تمثل الخطر الأكبر.