+A
A-

17 سيدة في عضوية الاتحادات بينهن امرأتان بمنصب الرئاسة

قطعت المرأة البحرينية خطوات كبيرة على على طريق التميز والنجاح في شتى المجالات بمملكة البحرين، وتبوأت أرفع المناصب حتى أصبحت وزيرة وسفيرة ووكيلة وقاضية، وها هي مؤخراً تجلس على رأس السلطة التشريعية بفوز النائبة فوزية زينل برئاسة مجلس النواب كأول بحرينية تنال هذا المنصب السياسي المهم، وهو ما يعكس الجهود الكبيرة التي توليها القيادة الرشيدة ورئيسة المجلس الأعلى للمرأة قرينة عاهل البلاد صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، في سبيل دعم تطور المرأة لتصل إلى أعلى المستويات لتكون شريكة مع الرجل في دعم مسيرة التنمية.

وفي قطاع الرياضة استطاعت الرياضة النسوية في مملكة البحرين أن تحقق العديد من المكاسب والإنجازات على جميع المستويات العالمية والقارية والإقليمية والعربية والخليجية، منذ بداية نشأة الرياضة النسائية في البحرين عام 1928 بالمدارس حتى وصلت إلى الأندية والاتحادات واصبحت المرأة البحرينية قائدة ولاعبة ومدربة وحكمة وإدارية.

ومع ذلك لازالت نسبة تمثيل المرأة بداخل مجالس إدارات الاتحادات والأندية لا تتواكب مع التطلعات والآمال ومع ما حققته المرأة من نجاحات ومكتسبات في ميدان الرياضة، وإن كان حضور المرأة في الاتحادات أكثر من الأندية، وهو ما يستدعي إعادة النظر في تمثيل المرأة بصياغة تشريع جديد في الانتخابات بالدورة القادمة 2020/‏2024 يضمن لها مقعدا أو مقعدين بالأندية والاتحادات لتفعيل النشاط النسائي.

وسنسلط الضوء هنا عن حضور المرأة في الاتحادات في ظل عدم وجود إحصائيات دقيقة لدينا عن حضور المرأة في الأندية الرياضية والذي اساسا يصل إلى نسبة متدنية جدا.

وهنا لا نتحدث عن واقع الرياضة النسائية بشكل عام من حيث تنظيم الأنشطة والفعاليات والمشاركات الخارجية وتشكيل الفرق والمنتخبات والذي وصل ولله الحمد إلى مراحل متقدمة، وإنما نتحدث عن “التمثيل الإداري” للمرأة لتكون صانعة قرار في مجالس إدارات الأندية والاتحادات.

17 امرأة بالاتحادات الرياضية

يوجد في مملكة البحرين 29 اتحادا رياضيا (اتحادات ولجان تشرف على ألعاب وأنشطة رياضية) من بينها 9 اتحادات منتخبة من قبل جمعيات عمومية (الأندية) والبقية اتحادات معينة.

وتضم جميع الاتحادات 17 امرأة في عضوية مجلس الإدارة من بينها اثنتان تترأسان مجلس الإدارة وهما الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة رئيس اتحاد كرة الطاولة وسوسن تقوي رئيس اتحاد الريشة الطائرة والإسكواش، دون أن تصل المرأة إلى رئاسة أي ناد رياضي وهو ما يستوجب الدفع بوصول المرأة إلى هذا المنصب مستقبلا.

وتتوزع 15 سيدة في عضوية إدارة باقي الاتحادات وهن رقية الغسرة (اتحاد ألعاب القوى)، الشيخة حصة بنت أحمد آل خليفة (اتحاد السباحة)، نيلة عبدالله المير (اتحاد رفع الأثقال)، نادية حسين حاجي (عضو اتحاد التنس)، مريم العميري، نورة حسن الشرجي (اتحاد الريشة والإسكواش)، سارة الشاوي (اتحاد ذوي الإعاقة)، فجر البنعلي (اتحاد الدفاع عن النفس)، هدى القلاف، مريم عبدالعزيز قمبر(اتحاد الرياضة للجميع)، ناهد جاسم عبدالرضا (اتحاد الجمباز)، ناهد مبارك عفنان (اتحاد المبارزة)، آسيا محمد الأنصاري (اتحاد الكريكيت)، مي الحاجي (اتحاد الترايثلون)، خولة الحمادي (اتحاد الرياضات الجوية).

أين المرأة في الاتحادات الجماعية والمنتخبة؟

من خلال نظرة سريعة على تلك الإحصائية سنجد أن هناك 3 سيدات تم انتخابهن فقط من قبل الجمعية العمومية وهن الشيخة حياة بنت عبدالعزيز، ورقية الغسرة ونيله المير، من بين 9 اتحادات منتخبة!!، فيما تم تعيين 15 سيدة في باقي الاتحادات، وهو رقم ربما يكون افضل من دول كثيرة في منطقة الخليج العربي ولكنه رقم متواضع بالنسبة لمملكة البحرين وما تحظى فيه المرأة من مكانة ودور كبير بالإضافة إلى تاريخ الرياضة النسائية وإنجازاتها المتعددة على كافة الأصعدة والمستويات.

واللافت في الأمر أن المرأة البحرينية ليس لها أي حضور في اتحادات الألعاب الجماعية الرئيسية والهامة وهي اتحاد كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد والحال نفسه ينطبق على باقي الاتحادات المنتخبة مثل اتحاد البولينج واتحاد الدراجات، علما بأن اتحاد كرة القدم كان سباقا في تلك الخطوة بوجود الشيخة حصة بنت خالد آل خليفة في الدورة الماضية.

حياة بنت عبدالعزيز... نموذج مشرف

أثبتت المرأة حضورها وتألقها في كافة ميادين الحياة في المملكة، وفي الحقل الرياضي تبرز لدينا الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة التي تتبوأ عضوية المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وعضوية مجلس إدارة اللجنة الأولمبية، وبالإضافة إلى ذلك فإنها تتقلد مناصب خارجية رفيعة فهي عضو في لجنة رعاية الرياضيين باللجنة الأولمبية الدولية، ورئيسة اللجنة النسائية باتحاد اللجان الأولمبية العربية، ونائب رئيس اتحاد الاتحادات العربية، ورئيس لجنة الإشراف بدورة الأندية العربية للأندية للسيدات، وهي واحدة من رائدات الحركة الرياضية بشكل بشكل عام والرياضة النسائية بشكل خاص، وتدرجت من لاعبة إلى قيادية، ولديها سجل ناصع بالإنجازات والجوائز والأوسمة.

كما تبرز لدينا الشيخة حصة بنت خالد آل خليفة عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم سابقا والتي نهضت بكرة القدم النسائية ولها بصمات واضحة من خلال دعمها الكبير للعبة ومنتخب السيدات، وهناك سوسن تقوي التي تتقلد منصب رئيس الاتحاد العربي للريشة الطائرة ورقية الغسرة عضو الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى، عضو اللجنة النسائية بالاتحاد الدولي لألعاب القوى، وهو ما يعكس قدرة المرأة البحرينية على التميز والعطاء خارج حدود الوطن متى ما حظيت بالثقة والرعاية.

مقعد للمرأة

وعلى ضوء تلك المعطيات يستوجب أن يكون للمرأة مقعدا خاصا أو مقعدين بجميع مجالس إدارات الاتحادات والأندية المنتخبة تترشح من خلاله أكثر من أمرأة وتفوز به من تنال أكثر عدد من الأصوات كما هو حاصل في العديد من الاتحادات العربية ومن خلال عدة تجارب في دول أخرى، فهل تطبق تلك التجربة في الانتخابات القادمة 2020-2024 أم يواصل الرجال الهيمنة الكاسحة على مقاعد مجالس الإدارات؟