+A
A-

مقتنيات جلدية ثمينة تخضع لإبرة الإسكافي

تلعب إبرة خياط الجلديات نور جمال بمهارة وهو يعكف على خياطة تمزق في حقيبة نسوية ثمينة على ما يبدو من ماركة “غوتشي”، فخياطو الجلديات لا يخيطون تمزق الأحذية – وفق المعتاد فحسب – بل تخضع العديد من المقتنيات الجلدية الثمينة لإبرهم وخيوطهم ومشارطهم؛ حتى تستعيد سيرتها الأولى خصوصًا إذا ما كانت “خاصة ومميزة” لدى أصحابها.

وليس جمال وحده الخياط الذي يقصده الناس لخياطة مقتنياتهم الثمينة، فالخياط إحسان الله تمكن - وهو يتحدث بزهو - من إعادة خياطة غلاف ثمين لمصحف نادر لأحد زبائنه الخليجيين، فأعجب صاحبه الذي أكرمه بمبلغ “واجد زين” من المال؛ لأن الغلاف نادر وإعادته “سليمًا معافى من التمزق” أشاعت السرور في نفس صاحبه. لكنه على أية حال، يقول إن عمله بالدرجة الأولى هو خياطة الأحذية الرجالية والنسائية والصنادل للكبار والصغار، وكذلك الحقائب المدرسية، والتي تكلف 500 فلس فقط، فيما يبقى هو المبلغ ذاته أو يزيد ليصل إلى دينارين أو 3 في خياطة حقيبة ثمينة أو “جاكيت” من الجلد، إلا أن أصحاب تلك المقتنيات يكرمونه بمبلغ إضافي؛ نظير سعادتهم بالعمل.

في كثير من الأحيان، لا يعرف الخياط مدى أهمية المقتنيات الجلدية التي يحضرها أصحابها، ولكن من خلال تكرار سؤال الزبون وتأكيده على قدرة الخياط في القيام بالعمل، فإن ذلك يعني تلقائيًا أن المقتنى ثمين، كأن يكون تاريخيًا نادرًا أو هدية لها مكانتها لدى الزبائن، والحال كذلك، فإن الإسكافي (وهي الكلمة العربية القديمة لصانع أو خياط الأحذية)، أو “الجزمجي” كما تعرف في بعض الدول العربية، يمتلك من الفن والمهارة ما يجعل يداه “تلفان بالحرير”.