+A
A-

اهتمام دولي بمبادرات سمو رئيس الوزراء بشأن التحضر المستدام

تبوأت مملكة البحرين مكانة متقدمة على خارطة العالم في مجال التنمية الحضرية والمستدامة، وما جعلها في مركز الريادة هي تلك الجهود التي انطلقت من رؤية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ومبادرات سموه لتحقيق الأهداف الألفية للتنمية في إطار الاهتمام المحلي والإقليمي والدولي، ومن بين ملامح تلك الجهود، الصدى العالمي الكبير الذي حققته جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة، والتي منحت إلى الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون للعام 2018، وهي جائزة تهدف إلى تحفيز الأفراد أو المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ذات الإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويات الوطنية أو الإقليمية أو الدولية، وفكرتها تأسست في العام 2007 بمنح سمو رئيس الوزراء جائزة الشرف للإنجاز المتميّز في مجال التنمية الحضرية والإسكان.

ثمرة الدور العالمي

تلك الجائزة التي يترأس لجنتها العليا الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة، تمثل ثمرة لإنجازات مملكة البحرين ودورها العالمي، فهي تقدم لفرد أو جهة متميزة بما في ذلك المدن ومؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمراكز الأكاديمية والبحثية والإعلامية التي ساهمت بشكل ملموس وعبر مشاريع حقيقية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعكس حرص البحرين على مشاركة المجتمع الدولي جهوده في مجال التنمية المستدامة؛ من أجل عالم تعيش شعوبه في استقرار ورخاء.

من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن مملكة البحرين من الدول المتقدمة جدا في التنمية البشرية، فقد أنجزت أهداف الألفية الإنمائية في العام 2015 قبل موعدها المقرر في العام 2030، لما بذلته من جهود من خلال تنفيذ السياسات والخطط التي تلبي التطلعات لأفضل الممارسات والإنجازات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.

مبادرات سمو رئيس الوزراء

منظومة متكاملة من الأسس التي جعلت مملكة البحرين في الدول المتصدرة، منها برامج القضاء على الفقر وتطوير الخدمات والرعاية الصحية ورفع جودة ومخرجات التعليم وسد الفجوة بين الجنسين، وتحقيق أعلى معايير البيئة الصحية واستخدام الطاقة النظيفة والتنمية البشرية والحضرية وخلق بيئات العمل التنافسية ودعم المؤسسات الناشئة، حيث تنفق مملكة البحرين ما يزيد عن 35 % من إجمالي الإنفاق العام على الخدمات الصحية والتعليمية والحماية الاجتماعية، حيث أدرجت ما نسبته 78 % من مجموع الغايات وأهداف التنمية المستدامة 2030 ضمن برنامج عمل الحكومة وفق بنية قانونية ومؤسسات دستورية وقضائية حامية للنمو والتطور، ومن هنا، تشكل جوائز ومبادرات سمو رئيس الوزراء الحافز والدعم للجهود الجماعية والفردية التي تهدف إلى تحقيق التنمية الحضرية والمستدامة.

وقد تكللت هذه الجهود بالمشاركة الفاعلة لمملكة البحرين في فعاليات الاحتفال الدولي بمناسبة يوم المدن العالمي 2018 تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يوم الأربعاء 31 أكتوبر الماضي بوفد ضم رئيس لجنة جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة، والرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة محمد بن دينة، وهذا الاحتفال السنوي يهدف إلى تعزيز رغبة المجتمع الدولي في نشر الحضرية على مستوى العالم، والدفع قدما نحو التعاون بين البلدان لاستغلال الفرص المتاحة والتصدي للتحديات الحضرية، والمساهمة في التنمية الحضرية في كل أنحاء العالم، وكان موضوع هذا العام 2018: بناء مدن مستدامة مرنة.

تحسين جودة الحياة

من عمق ذلك الحدث، نرى ما تمثله البحرين من حضور مشهود، فالشيخ حسام بن عيسى آل خليفة تحدث في تصريح صحفي حول مكانة سمو رئيس الوزراء باعتباره قائد رائد أولى دائمًا أولوية قصوى؛ لتحقيق التنمية المستدامة والعمران حتى جاءت ثمار جهود هذا القائد من خلال الاعتراف بمملكة البحرين كدولة رائدة، في تحقيق أهداف الألفية للتنمية وتهيئة البيئة المناسبة للتطبيق الفعال لأهداف التنمية المستدامة، لافتًا إلى العديد من النقاط الجوهرية على صعيد تحسين جودة الحياة للمواطنين في البحرين وما شهدته من اعتراف من جانب المجتمع الدولي، ودور سمو رئيس الوزراء في مجالات التنمية الحضرية المستدامة ودلالاتها من خلال الجوائز العالمية التي منحت لسموه، كل هذا من أركان الفكر المستنير لخليفة بن سلمان في تحسين حياة الشعوب والمجتمعات.

تكاتف المجتمع الدولي

وفي غمرة ذلك الاحتفال العالمي المهم وسط التحديات الكبيرة التي تواجهها المجتمعات، فإن البحرين، ومن خلال توجهات سمو رئيس الوزراء، اهتمت بدفع التعاون الدولي في مجال التنمية المستدامة لاسيما دعوة سموه إلى تكاتف المجتمع الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة من خلال رؤية شاملة تسهم في تسارع الخطى لتحويل خطط وبرامج التنمية في جميع الدول، خصوصا الدول الأكثر احتياجًا إلى واقع ملموس تشعر بثماره الشعوب في حياة معيشية أكثر تطورًا واستقرارًا، وتوفر لها مقومات التقدم في ظل عالم ممتلئ بالتحديات، ومن هذا المنطلق أيضًا، فإن البحرين تثمن جهود الأفراد والمنظمات والهيئات على هذا المسار، فقد قدم رئيس لجنة جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة، دروع التقدير لكل من المدير العام لبرنامج الأمم المتحدة “الموئل” ميمونة شريف وعمدة ليفربول جو أندرسون؛ تقديرًا لجهودهما الكبيرة على صعيد التنمية المستدامة محليًا ودوليًا.

 

قصة نجاح البحرين

من أهم المحاور التي طرحت من خلال مرئيات قادة البرامج هي مساعدة الدول على تحقيق التنمية المستدامة والحضرية، وأهمية تركيز جهود المجتمع الدولي على القضايا المتعلقة بالتحضر المستدام وتحسين ظروف المعيشة الحضرية، خصوصا قضايا البيئة ومواجهة الكوارث الطبيعية، وكذلك أهمية يوم المدن العالمي في تسليط الضوء على واقع المدن وما تعانيه من مشكلات بسبب التوسع الحضري، إلى جانب بحث سبل التعامل مع التحديات الحضرية والآليات اللازمة لدفع جهود الدول على صعيد التنمية الحضرية، وفي هذا المجال، قدم الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة رؤية وجهود مملكة البحرين في مجال التنمية الحضرية والمستدامة، ليضيء فيه قصة نجاح تحقيق البحرين أهداف خطة التنمية المستدامة 2030 في اجتماعه مع ميمونة شريف، المديرة العامة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “الموئل” على هامش فعاليات الاحتفال الدولي بمناسبة يوم المدن العالمي 2018، الذي أقيم بمدينة ليفربول بالمملكة المتحدة.

إن الثناء على جهود مملكة البحرين نابع من حرص الحكومة على مساندة الجهود الدولية، وتجربتها تستحق التأمل والاستفادة من نجاحها في تطبيق إستراتيجية متكاملة للتنمية يمكن اعتمادها كنموذج عالمي متقدم.