+A
A-

علي بحر ومشوار “الأخوة”... نار وشوق

في ليلة كان عنوانها الوفاء لأسطورة الغناء الفنان علي بحر، أقيمت يوم أمس الأول بمدرسة الموجة السابعة لتعليم الفنون ندوة بعنوان “علي بحر ومشوار فرقة الأخوة البحرينية”، وحضرها عدد كبير من محبي الفنان الراحل وفرقة الأخوة من فنانين ومتابعين. وتحدث في الندوة كل من الفنان وجيه حسن والفنان سلطان الماص وأدارها الكاتب الصحافي أسامة الماجد، إذ استعرض المتحدثان علاقتهما بالفنان الراحل وأهم المحطات في مشواره الطويل مع فرقة الأخوة.

في مستهل الندوة إلقى عريف الأمسية كلمة جاء فيها:

أهلا وسهلا بكم في الموجة السابعة لتعليم الفنون، هذا الصرح الفني والأكاديمي الذي وجد ليزيد من رصيد الثقافة والفن في وطننا العزيز وينمي المواهب والطاقات ويدفعها إلى الطريق الصحيح.

ندوتنا اليوم تتحدث عن علم من أعلام الفن في البحرين، أسطورة فنية بحسب الزمان والمكان. فنان له ملامح وسمات تختلف كليا عن سمات الآخرين. كان أشبه بالنور الذي يتسرب من منفذ إلى منفذ ومن قلب إلى قلب. إنه الفنان الذي زرع مشاتل الأفراح في العيون، وداوى بأغانيه جروح المحبين الطرية، وترك برحيله ظلا من الشوق.. إنه علي خميس بحر.. أحد أعمدة فرقة الأخوة البحرينية الشهيرة، مدرسة الموسيقى الواسعة.

إننا من المؤكد لن نستطيع الإحاطة بكل ما قدمه الفنان الراحل علي بحر لفرقة الأخوة، فتلك قصة طويلة وتحتاج إلى جلسات وندوات متعاقبة، ولكننا سنحاول على الأقل الاقتراب من سواحله لمشاهدة شمسه وهي تمتد، وذلك بوجود اثنين من أشقائه، والذين رسموا معا صورة وجه الإبداع.. معنا عازف درامز فرقة الأخوة وجيه حسن، وعازف التانقو القدير سلطان الماص؛ ليتحدثا ويسترجعا ذكريات فرقة الأخوة البحرينية وعلي بحر، فالاثنان واحد.. شوق ونار.

وفيما يلي أبرز ما جاء في الندوة ونسجلها كنقاط؛ نظرا لتشعب الموضوع..

 

الفنان سلطان الماص

تعرفت على الفنان علي بحر منذ الطفولة، وحينها كان متعلقا بالفنانة فيروز، وطرحت عليه تكوين فرقة، وبالفعل باشرنا شراء الآلات من محل في المنامة، وبدأنا العزف أولا في البيت، وكان علي بحر يومها يعزف “الكورد” بإصبع واحدة، ومن ثم قام بشراء كتيب لتعليم العزف على الجيتار والكوردات ومع الوقت أحيينا حفلات صغيرة في “الفريج“.

في الثمانينات التقينا بالفنان خالد الذوادي في مدينة عيسى وكان معه شقيقه محمد يعزف “درامز”، وشخص يدعى جاسم يعزف “البيز”، واتفقنا على تكوين فرقة. وأذكر أن أول أغنية كانت لنا هي “خسارة وراحت الأيام”، وبعدها جاء الفنان إبراهيم الذوادي؛ لتكتمل الحلقة، وأصدرنا أول ألبوم للفرقة وهو “مريت على بابكم“ في العام 1987. ومن هنا كانت الانطلاقة.

كان علي بحر حازما في وقت التدريبات ولا يقبل بأي شخص يتخلف.

وصيته كانت ”لو يبقى شخص واحد في الفرقة يجب أن تستمر وتبقى“.

جاءت عروض لخالد الذوادي وعلي بحر للتدريب في دول خليجية ولكن بسبب ارتباطهم بالفرقة لم يذهبا.

من الصعوبات التي عانينا منها كان المقر.. كنا نسمع مجرد وعود.

من الطرائف.. عندما نقوم بإجراء التدريبات يتسلل بعض الشباب ويضعون مسجلات خلف الباب لتسجيل الأغاني؛ لنتفاجأ بعدها أن الأغاني تسربت وهي كانت لمشروع ألبوم.

 

الفنان وجيه حسن

كان على بحر إنسانا ودودا وطيبا، وأكثر ما كان يزعجه وجود خلاف بين هذا أو ذاك وأعني من فرقة الأخوة. كان بمثابة والد للفرقة ويحل مشاكل الجميع بقلبه الكبير.

أهم ما كان يحرص عليه علي بحر هو استمرار الفرقة وعدم توقفها مهما كانت الظروف.

لقد استغلت شركات الإنتاج اسم علي بحر لصالحها، وهذا ما اكتشفناه لاحقا.

لم يكن مستواي في العزف يقنع علي بحر، كنت أتلقى التشجيع من الجميع باستثنائه، كان ينتقد ولكن بحب وبتوجيه للأفضل. ويحسب لعلي بحر أنه جعل من الإخوة الخليجيين يغنون باللهجة البحرينية؛ بسبب حبهم للأخوة وعلي بحر خصوصا.

كانت أحلام علي بحر بسيطة جدا كبساطته وطيبته، ومن تلك الأحلام شاركت الفرقة في مختلف الدول العربية كمصر وغيرها لتمثيل البحرين.

 

مداخلات

ثم فتح باب النقاش والمداخلات، وكان من المتكلمين الفنان خليل الرميثي، الذي أوضح أن فرقة الأخوة انظلمت ولم تقدر كما يجب. وبدورها طالبت بسمة البناء بضرورة عمل فيلم وثائقي عن مسيرة فرقة الأخوة وعلي بحر، أما سامر الخان فقد أسرد قصته مع أغنية الأخوة الشهيرة “على غفلة وبلا ميعاد”. وتداخل أيضا عازف الجيتار لفرقة الأخوة الحالي محمد راشد وتحدث عن تأثره منذ الصغر بالفنان الراحل.