+A
A-

2.7 % نسبة الإعاقة البصرية بالبحرين

النسبة متدنية في البحرين لكنها مرتفعة مقارنة بأوروبا

في الأعمار المبكرة يكون السبب وراثيا أو نتيجة التهابات

العلاج بالاستئصال الجراحي للمياه البيضاء

يمكن التصحيح لبعض الحالات دون إجراء جراحة

 

كشفت استشارية أمراض وجراحة العيون والقرنيات والليزك بالمركز الطبي الجامعي بمدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية ندى اليوسف، عن ارتفاع حالات الإصابة بالعمى وأمراض القرنية والإعاقة البصرية بالبحرين، معللة ذلك بارتفاع عدد حالات الإصابة وارتفاع عدد المصابين بمرض السكري ومضاعفاته.

وأشارت اليوسف إلى تقرير الوكالة العالمية للوقاية من العمى، موضحة أن نسبة الإعاقة البصرية في مملكة البحرين نحو 2.7 %، موضحة أنه قد تبدو النسبة متدنية مقارنة بدول الجوار التي تصل فيها نسبة الإعاقة البصرية إلى 3.17 % ولكنها تعتبر مرتفعة مقارنة بدول أوروبا التي تكون النسبة فيها حوالي 0.8 %. ودعت اليوسف للشباب والمراهقين إلى مراجعة طبيب العيون عند شعورهم بتدنٍ في مستوى النظر، مردفة: قد تكون المشكلة أحد عيوب الإبصار (الانكسار) وقد يكون العلاج بسيطا جدا ويتمثل في استخدام النظارات الطبية.

وذكرت اليوسف: أما في حال التدهور السريع في البصر عند الشباب والمراهقين خصوصا ممن يعانون قصرا في النظر فقد تكون المشكلة القرنية المخروطية، والتي ممكن علاج تدهور الإبصار فيها بتقنية الكولاجين. وأوضحت اليوسف أن على الجميع اتباع العديد من النصائح لتفادي الإعاقة البصرية، ومنها فحص نظر الأطفال في سن الخامسة من العمر؛ لاكتشاف وتصحيح أي أمور متعلقة بضعف البصر؛ وذلك لتفادي كسل العين الذي لا يمكن علاجه فيما بعد، وكذلك ننصح بالقياس الدوري لضغط العين لمن تجاوز سن الأربعين؛ لتفادي مرض الجلوكوما الذي يعتبر من أهم أسباب الإعاقة البصرية في العالم.

 

الماء الأبيض

ونصحت اليوسف بمراجعة الطبيب المختص عند الشعور بتدهور في الإبصار عند كبار السن، فغالبا يكون السبب الماء الأبيض الذي يمكن علاجه بسهولة عن طريق التدخل الجراحي، مؤكدة أنه لا يجب إهماله؛ لأن إهماله قد يؤدي إلى فقد النظر.

أما بالنسبة إلى مرضى السكري فيجب عليهم زيارة طبيب العيون بصورة دوريه؛ لتفادي اعتلال الشبكية بسبب السكري، والذي إن لم يعالج يعتبر من أهم أسباب الإعاقة البصرية في مملكة البحرين.

وأوضحت اليوسف أن “الكتاراكت” أو الماء الأبيض أو “الساد” هو عبارة عن تغيّم أو إعتام يصيب عدسة العين التي في الأحوال الطبيعية تكون شفافة مما يؤدي إلى خلل في الرؤية، وعادة ما يستغرق الأمر سنوات حتى يبلغ الإعتام حدًا يمنع الضوء من الوصول إلى الشبكية، وفي الحالتين يحدث اضمحلال البصر، مبينة أن تشكل الماء الأبيض هو أمر طبيعي مع التقدم في السن، إلا أن من شأن بعض الحالات أن تساهم في تسريع هذه العملية.  وعن نسبة انتشار المرض، أوضحت اليوسف أنه تقدر نسبة الإصابة بالمياه البيضاء بـ 42 % لمن تتراوح أعمارهم بين 52 و64 سنة، وترتفع النسبة إلى 60 % لمن تتراوح أعمارهم بين 65 و74، مبينة: عموما فإن أكثر من نصف مَن تجاوزوا الستين سنة لديهم درجة ما من المياه البيضاء في العين، وفي حال أعاق الماء الأبيض قيام المريض بالأعمال اليومية، من الممكن استبدال العدسة جراحيًا.

وعن سبب حدوث الماء الأبيض وسبب الإصابة به، ردت اليوسف بأنه قد يحدث الماء الأبيض في أي عمر، ولكنه أكثر شيوعًا مع تقدم العمر، فمع الشيخوخة تصبح العدسة أقل مرونة، وأكثر سمكًا، وتصبح الألياف المكونة للعدسة أكثر انضغاطا وتصبح العدسة أكثر صلابة، وعلاوة على ذلك تبدأ جزيئات البروتين بداخل العدسة في الالتصاق معًا.

 

السبب الوراثي

وأشارت اليوسف إلى أنه في الأعمار المبكرة قد يكون سببه وراثيا عائليا، أو نتيجة لالتهابات العين المزمنة، كما أن بعض الأدوية كالكورتيزون مثلًا قد تسبب تغيرات في شفافية العدسة، كذلك فالتعرض على المدى الطويل للأشعة فوق البنفسجية وداء السكري والإصابة السابقة في العين والتعرض لأشعة إكس والتدخين واستهلاك الكحوليات من العوامل التي تضاعف خطر الإصابة.

وقالت اليوسف إن “الكتاراكت” مرض لا يسبب الألم ويتفاقم ببطء، وعادة ما يصيب الإبصار بتشوش أو إعتام، ويسبب وهج الأضواء، وفي المراحل المبكرة قد يصاب المرء بالمزيد من قصر النظر وتسوء حالة الرؤية الليلية، وتصبح الألوان أقل حيوية، ونظرًا لأن معظم حالات “الكتاراكت” تظهر ببطء شديد، فإن كثيرا من الناس لا يشعرون بأن ثمة خطأ ما إلا بعد أن ترغمهم حالة التدهور التي تصيب حدة إبصارهم على إجراء تغييرات على كشوف نظاراتهم أو عدساتهم اللاصقة.

 

العلاجات

أما عن آخر وأحدث العلاجات المتبعة حاليا ويتم إجراؤها للمرضى بنجاح، قالت إنه من خلال الاستئصال الجراحي للمياه البيضاء، وفيه تستأصل العدسة المعتمة وتستبدل بأخرى صناعية تزرع مكانها، غير أن تشخيص الحالة على أنها مياه بيضاء لا يعني بالضرورة أن المريض في حاجة لجراحة فورية، فإذا لم يحدث للإبصار سوى تشويش طفيف، يمكن ضبط وتصحيح درجة الإبصار بتصحيح كشف النظر وتقوية الإضاءة.

وقالت الاستشارية اليوسف إنه ومع اتباع الأساليب الأحدث في الجراحة، لم يعد من الضروري الانتظار على المياه البيضاء حتى تنضج “أي تصبح العدسة معتمة تمامًا” كي تستأصل.

وعن الذين أصيبوا بمياه بيضاء في كلتا العينين، فإن العدسة الأكثر إعتامًا هي التي تستأصل أولًا. والغالبية العظمى ممن أجريت لهم عمليات زرع عدسة عادوا إلى ما كانوا عليه قبل إصابتهم بالكتاراكت، مشيرة إلى أن بعض الناس يظلون في حاجة لنظارات لرؤية أكثر وضوحًا للقراءة أو الرؤية البعيدة مثلًا، مبينة أن جراحة المياه البيضاء تعد واحدة من أكثر الجراحات أمانًا، و98 % منها تتم بنجاح ويستعيد المرضى درجة جيدة من الأبصار، مع افتراض أنه لا توجد لديهم مشكلات أخرى بالعين، موضحة أن العملية أصبحت تجرى باستخدام مخدر موضعي، ولا تحتاج إلى المبيت بالمستشفى.

وأوضحت استشارية أمراض وجراحة العيون والقرنيات والليزك في ختام تصريحاتها لـ “البلاد” أن أكثر من 98 % ممن يجرون جراحة “الكتاراكت” أو المياه البيضاء تجرى لهم أيضًا زراعة عدسة صناعية داخل العين بدلًا من العدسة الطبيعية للعين. وقبل الجراحة، يقيس طبيب العيون استدارة القرنية وطول العين لدى المريض؛ ليحسب قوة العدسة المطلوب زرعها.