+A
A-

“ثقافة وفنون الدمام” تعرض تجربة إدريس جماع

استعرضت أمسية “أديب وسيرة” التي أقيمت بجمعية الثقافة والفنون في الدمام أخيرا، تجربة الشاعر السوداني إدريس جماع، الذي يعد من الأسماء البارزة في سماء الشعر السوداني والعربي، وله العديد من القصائد الشهيرة التي تغنى ببعضها مطربون من السودان والوطن العربي، كما أدرج بعضها في مناهج التربية والتعليم المتعلقة بتدريس آداب اللغة العربية بالسودان. ومن أشهر قصائده التي تناقلت عبر الأجيال قصيدة يندب فيها سوء الحظ من ديوان “لحظات باقية” قال في مطلعها:

إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه

ثم قالوا لحفاة يوم ريح أجمعوه

وشارك في الأمسية التي نظمها البرنامج الثقافي بالجمعية، فؤاد شيخ الدين، والفنان يوسف نور بمرافقة فرقته الموسيقية، فيما أدارت الأمسية حنين القحطاني.

واستعرض فؤاد شيخ الدين أبرز جوانب حياة الشاعر إدريس جماع، مشيرا إلى أنه غلب على شعره التأميل والحب والجمال والحكمة، إضافة لكتابته أشعارا وطنية مناهضة للاستعمار، كما يتسم أسلوبه شعره برقة الألفاظ والوصف فائق الخيال، وكثيرا ما يعبر في شعره عن وجدانه وتجاربه العاطفية ووجدان أمته. واستشهد بقصيدة “أعلى الجمال” وقالها عندما غضب منه أحد المسافرين في المطار بعد أن لاحظه وهو يطيل النظر في زوجته، وقال فيها:

أعلى الجمال تغار منّا

ماذا عليك إذا نظرنا

هي نظرة تنسي الوقار

وتسعد القلب المعنّى

دنياي أنت وفرحتي

ومنى الفؤاد إذا تمنّى

وأشار شيخ الدين إلى أن من أسرار استمرار شعر إدريس جماع هو أنها أشعار غنائية، مؤكدا أنه لا صحة لمقولة إن جميع أشعار جماع حزينة، بل تضمنت قصائد وطنية قوية، ومنها “أمة للمجد” التي شكلت الوجدان الوطني السوداني، وقال إن سبب الاعتقاد في ذلك أن الناس تغلب على أنفسهم قصائد الألم والحب والفراق.

 

مدرسة شعرية

من جهته، أكد الفنان يوسف نور أن قصائد إدريس جماع تعتبر مدرسة شعرية متفردة، بما تحتويه من قوة ومعنى جزل إضافة لبساطة جميلة تجد قبولا لدى المتلقين سواء قراء الشعر أو مستمعي الأغاني من كلمات قصائده. وتفاعل الحضور مع الأغاني التي قدمها يوسف نور بمرافقة الفرقة الموسيقية، ومنها أغنية “أمة للمجد” و ”أعلى الجمال”.