+A
A-

السفير السعودي لـ “ البلاد”: تشريف سمو رئيس الوزراء لحفل السفارة دلالة على المحبة الكبيرة

الصندوق السعودي للتنمية يمول عدة مشاريع خدمية وبنية تحتية قيمتها 489 مليون دولار

اليوم الوطني ذكرى مرحلة تاريخية مهمة في تأسيس المملكة

رعاية الملك سلمان لاتفاق سلام جيبوتي وارتيريا ضربة سعودية مدوية للإرهاب

السعودية تقف في مصاف الدول المتقدمة على مستوى العالم

 

رفع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين عبد الله بن عبدالملك آل الشيخ، بمناسبة الذكرى الـ88 لليوم الوطني السعودي، أسمى آيات التهاني والتبريكات لعاهل المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد لعزيز آل سعود، وإلى ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وإلى الأسرة الحاكمة والشعب السعودي الكريم.

وأشار السفير في حوار خاص مع صحيفة “البلاد”، إلى أن ذكرى اليوم الوطني السعودي الذي يطل علينا في 23 سبتمبر من كل عام هي مناسبة غالية علينا جميعًا، نتذكّر فيها مرحلة تاريخية مهمة في تأسيس هذه البلاد وتوحيدها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز آل سعود الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغيّر مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكًا بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وقد وحّد الأمة ونشر الأمن والأمان والاستقرار في أنحاء البلاد، وسار على نهجه أبناؤه البررة من بعده، وصولاً إلى عهد قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

 

وقال السفير: نقف في هذا اليوم على ماضي الوطن المجيد وحاضره المشرق الذي تكامل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في شتى المجالات، حيث حقق للمواطن العيش الكريم وجعل للمملكة الريادة في محيطها الإقليمي والعالم أجمع مرتكزة على الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده.

وأضاف أن المنجزات التي تحققت وخطط المستقبل التطويرية لبناء الدولة الحديثة على أسس عصرية من خلال مشروعات اقتصادية واجتماعية وتعليمية، اختصرت الزمن على كل المستويات لتقف المملكة في مصاف الدول المتقدمة على مستوى العالم من خلال رؤية المملكة 2030م، كما شرف الله - سبحانه وتعالى – المملكة في احتضان الحرمين الشريفين وجعلها قبلة للمسلمين حيث سخرت جميع الإمكانيات للعناية بالحرمين الشريفين والأماكن المقدسة وعمارتها على أعلى المستويات وأحدث المواصفات لتوفير وسائل الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن.

وأوضح عبد الله آل الشيخ، أن السعودية دأبت على القيام بواجباتها الإسلامية والدولية على أكمل وجه انطلاقًا من مكانتها العربية والإسلامية والدولية والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية والعمل على مكافحة الإرهاب والتطرف بكافة السبل، وتبنيها منهج الوسطية والاعتدال واحترام حقوق الإنسان والتمسك بمبدأ سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول مما جعلها تحظى بدور مهم في الشأن الإقليمي والعالمي سياسيًّا واقتصاديًّا ومكانة كبيرة في المنظمات الإقليمية والدولية والمؤتمرات والمحافل الدولية.

 

السعودية والبحرين:

كما أشاد السفير في هذه المناسبة بالعلاقات الأخوية التاريخية الراسخة والمتينة بين المملكة العربية السعودية الشقيقة ومملكة البحرين على كل المستويات انطلاقًا من الروابط الأخوية والثوابت والرؤى التي تجمع بينهما، وبفضل الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدا لعزيز آل سعود وأخيه عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من أجل بناء صرح متكامل ونموذجي من العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين.

 

شكر وعرفان:

وعبّر السفير السعودي عن شكره وعرفانه، قائلاً: لا يفوتني بهذه المناسبة إلا أن أتقدم بالشكر والعرفان إلى عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وإلى جميع المسؤولين والجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة في البحرين على ما تلقاه سفارة المملكة ومنسوبيها من رعاية وتقدير واهتمام.

 

تشريف صاحب السمو

وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين أن تشريف رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ورعاية سموه لاحتفال اليوم الوطني السعودي الذي تقيمه السفارة السعودية يوم الأربعاء القادم هو تشريف كبير من لدن سموه، نقدّره أيما تقدير، مؤكدًا أن تشريف سموه لحفل السفارة باليوم السعودي المجيد هو دلالة كبيرة على محبة سموه الكبيرة والمتجذرة والمتأصلة، وهي ليست غريبة أو جديدة أو وليدة اليوم، وإنما هي موجودة لدى صاحب السمو الملكي منذ نعومة إظفاره، معبّرًا أن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يكنّ للمملكة العربية السعودية كل المحبة الصادقة والتقدير والاحترام وهو نفس الشعور فالقيادة في المملكة تبادل سموه نفس الشعور من المحبة والتقدير والاحترام وترى في تشريف صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وزيارة سموه تقديرًا من مملكة البحرين لشقيقتها السعودية وخصوصًا في احتفالها باليوم الوطني السعودي.

 

الميزان التجاري:

وحول حجم الميزان التجاري بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، أشار السفير إلى أن السعودية تعد الشريك الأول للبحرين اقتصاديًّا، ويرجع التعاون بين المملكتين إلى ما قبل اكتشاف النفط، وعند بداية استخراج النفط، إذ كان هناك نسبة كبيرة من النفط السعودي يكرّر في مصفاة البحرين.

وأوضح آل الشيخ، تتواجد الشركات السعودية بكثافة بالبحرين، وتعمل في قطاعات مختلفة ومتنوعة ومتعددة منها السفر والشحن والتجارة والهندسة وغيرها من القطاعات، وكل هذه الشركات تشكل ثقلاً اقتصاديًّا مهمًّا بالبحرين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية والبحرين نحو 3.7 مليار دولار.

وأشار إلى أن السعودية تتصدر المرتبة الأولى في إجمالي حجم صادرات البحرين، حيث بلغت 696 مليون دينار، في حين بلغت الواردات غير النفطية من السعودية 336 مليون دينار، ليصبح الميزان التجاري بين المملكتين 360 مليون دينار لعام 2017.

 

توجهات القادة:

وأضاف السفير آل الشيخ: لقد كان لتوجهات قيادتي البلدين دور بارز في تعزيز ودعم التعاون الاقتصادي الذي جسدته المشروعات المشتركة وتفعيل سبل تنمية التبادل التجاري، والعمل على إزالة المعوقات التي تواجه العمل الاقتصادي وتسهيل انتقال رؤوس الأموال بين البلدين، مما ساهم في عدد المشروعات الاقتصادية المشتركة بين البلدين الشقيقين التي تعززت بشكل كبير بعد افتتاح جسر الملك فهد في نوفمبر عام 1986، وزاد الارتباط الاجتماعي والاقتصادي بين البلدين مع مد الجسر وتدشينه كشريان حيوي، حيث اقتربت المسافات وزادت حركة النقل بين المملكتين، ورفع الجسر من وتيرة العلاقات الاقتصادية والتجارية.

 

9 عقود تمويل:

وذكر السفير السعودي أن بلاده وقعت لحد الآن مع الصندوق السعودي للتنمية 9 عقود تمويل لمشاريع خدمية وبنية تحتية تصل قيمتها إلى 489 مليون دولار، لإقامة عدد من المشاريع الحيوية في البحرين، وغير ذلك العديد من أوجه التعاون الذي يشمل جميع المجالات.

 

البحرين وجهة سياحية

لقد افتتح مكتب لتمثيل هيئة البحرين للسياحة والمعارض بالرياض، بهدف النهوض بالقطاع السياحي والترويج للبحرين كوجهة سياحية في السعودية، واندرجت بها 150 وكالة سفر وسياحة، مردفًا أن السياح الوافدين من السعودية هم الأكبر عددًا والأكثر صرفًا بنسبة 79 % من إجمالي الإنفاق.

 

سلام تاريخي

وأكد السفير السعودي أن جهود خادم الحرمين الشريفين لمساعدة دول القرن الأفريقي، ومن خلال اللقاء التاريخي الذي جمع رئيسي جيبوتي وإريتريا برعاية ودعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو يعد ثاني لقاء يجمع بين زعيمين أفريقيين لعقد الصلح في المملكة بعد أن وقع رئيس وزراء إثيوبيا، والرئيس الإريتري على اتفاق سلام التاريخي في جدة برعاية السعودية والأمم المتحدة، مؤكدًا أن العمل الذي تقوم به السعودية يصب في إطار الشراكة الأمنية بين دول الخليج ودول القرن الأفريقي حماية للمصالح المشتركة، مشددًا أن تحقيق السعودية لهذا الصلح التاريخي حظي بترحيب عربي وعالمي واسع جدًّا.

 

الدور الكبير للسعودية:

وأشار إلى أن هذه الجهود تؤكد الدور الكبير والمحوري الذي تلعبه السعودية في حفظ الأمن والسلم وتعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم، وتعكس الدور المحوري والاستراتيجي للمملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتجسد جهودها الدؤوبة، ومبادراتها الخيرة التي تقوم بها لتعزيز السلام وإرساء أسس الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم، وتضاف إلى سجلها الحافل في هذا المجال، والمكانة الكبيرة التي تتمتع بها والثقة العالية التي تحظى بها عربيًّا وإقليميًّا ودوليًّا، وتؤكد سياسة المملكة ألحكيمة وإيمانها العميق بأهمية تغليب نهج التعاون والسلام بين الأمم والشعوب.

 

مشكلة قطر صغيرة

ووصف سفير خادم الحرمين الشريفين دولة قطر والأزمة معها بأنها مشكلة صغيرة، وأن قطر كدولة وكقضية صغيرة جدًّا، ولدينا قضايا أكبر نهتم بها كالاستقرار في العراق وسوريا وليبيا وإيران والقضاء على التطرف والإرهاب.

وشدّد السفير: ما زالت مطالبنا لقطر كما هي: وقف دعمها للإرهاب، ورفع يدها عن التدخل في شؤون الدول المجاورة، التوقف عن تمويل الإرهاب ونشر الكراهية والتطرف والتدخل بشؤون الآخرين.

 

مركز الملك سلمان للإغاثة

وحول المساعدات التي تقدمها السعودية للشعب اليمني، قال إن المؤتمر الصحفي الأخير للمستشار بالديوان الملكي السعودي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبد الله بالربيعة، أكد أن السعودية ودول التحالف لديها اهتمام كبير فى الجانب الإنساني، وحريصة على الشعب اليمنى بفئاته ومناطقه ومحافظاته كافة.

وقال آل الشيخ إنه جرى تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة، حيث وصل إجمالي الاحتياج 2.96 مليار دولار، كما تلقت الأمم المتحدة حتى 20 سبتمبر 2018م 1.93 مليار دولار بنسبة 65.1 %.  وأوضح: أن دول التحالف لديها تعهد بمبلغ 1.5 مليار دولار لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن، فيما التزمت السعودية والإمارات بمليار دولار لرفع معاناة الشعب اليمنى.

 

من أقوال آل الشيخ لـ “البلاد”

العلاقات السعودية البحرينية علاقات فريدة وتمثل النموذج الأمثل للعلاقات الثنائية بين بلدين شقيقين، وصلت للحد إلى أنهما يواجهان نفس التحديات، ويعملان سويًّا على التصدي لها وهي: مكافحة الإرهاب، والإخلال بالأمن والاستقرار، وبث الفرقة والكراهية، وكل مثل هذه المحاولات هي محاولات يائسة وبائسة وقديمة للتفريق بين البلدين الشقيقين.

زار مملكة البحرين 12 مليون مواطن سعودي خلال عام 2017، وهو ما يؤكد أن البحرين هي الوجهة المفضلة للمواطنين السعوديين.  ستطرح مناقصة جسر الملك حمد للدراسات الاستشارية الهندسية بعد 15 أكتوبر القادم، ويتوقع أن ينتهي العمل بالمشروع في بداية عام 2027.

 

زيارة سموه تسطّر بحروف من ذهب

قال سفير خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد الملك آل الشيخ إن رعاية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الخاصة لليوم الوطني السعودي، رعاية تسعد قلوب كل السعوديين قيادة وحكومة وشعبًا، وإن تشريفه وزيارته للسفارة السعودية في اليوم الوطني، وتجشمه عناء الحضور له دلالات واضحة، تسطر بحروف من ذهب، وهي تؤكد محبته للسعودية قيادة وحكومة وشعبًا. وأوضح آل الشيخ: لقد أصبح لهذه الزيارة صدى خليجي وعربي وإقليمي نابع من مكانة سموه الفذة والرائدة، التي تكن لها السعودية ممثلة بسفاراتها بكل معاني التقدير والامتنان لسموه الغالي، داعين الله أن يحفظه رمزًا من رموز الريادة والإنجاز على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

 

حل الأزمة القطرية بالرياض

أكد السفير السعودي أن حل الأزمة القطرية هو بالرياض وليس بأي مكان آخر، وأن هناك 13 بندًا و6 مطالب على الدوحة الالتزام بها، مؤكدًا أن مشكلة قطر وكما قال ولي العهد السعودي هي مشكلة صغيرة جدًّا، وتم تجاوزها، وهي حاليًّا ليست ضمن محور اهتمامنا.    

 

“البلاد” منبر إعلامي حر

وأكد آل الشيخ، أن صحيفة “البلاد” هي منبر إعلامي حر، وهي الصحيفة القريبة جدًّا إلى قلبي، ويشرفني أن تكون “البلاد” على مكتبي دائمًا، وأنا أتابعها يوميًّا، وهي من الصحف التي أحرص على قراءتها بكل صفحاتها وأبوابها.