+A
A-

الشاذلي ينتشي بالأفراح

لا يزال ذلك الشعور الغريب يُراود ناصر الشاذلي كلما فكّر في الأمر. فقبل ستة أشهر من الآن، كان يعتقد أن لعنة ما تلاحقه، حيث أفصح في حديث خص به موقع FIFA.com “كنت كلما أعود من الإصابة، ألمت بي إصابة أخرى. لم أكن قادرًا على تبيُّن سبب تعذُّر استعادة لياقتي بالكامل. وفي وقت من الأوقات، اعتقدت أن ذلك كان مصيري وكان علي أن أتقبّله”. لكن مصيره كان حافلاً أيضًا بالأفراح بعد أشهر من الأتراح، حيث فُتحت له أبواب المجد يوم 6 يوليو ضد اليابان في موقعة دور الـ16. فبعدما كانت متأخرة بهدفين نظيفين، حققّت بلجيكا أكبر عودة لها في تاريخ كأس العالم FIFA، حيث كان الشاذلي من بين الأبطال الذين كتبوا سيناريو تلك الملحمة، إذ قام بتحركات رائعة منذ دخوله بديلاً، قبل أن يتحوّل إلى بطل “الريمونتادا” في الوقت بدل الضائع، مسجلاً هدف التأهل، حيث كان عمالقة البرازيل ينتظرون الشياطين الحمر في ربع النهائي. وبعدها بأربعة أيام، لعب أساسيًّا ضد السيليساو، حيث كانت موقعة كازان أرينا أول مباراة يبدأها أساسيًّا منذ أكتوبر 2017 مع ويست بروميتش. فقد اعتمد عليه روبرتو مارتينيز كأحد الدعائم الرئيسية في نظامه القائم على مهاجمين بنزعة دفاعية، علمًا أن ابن الثامنة والعشرين هو من نفذ الركنية التي افتتح بها البلجيكيون التسجيل.

في الموسم الماضي، لعب الشاذلي 215 دقيقة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل أن يهبط إلى الدرجة الثانية للمرة الأولى في مسيرته. وبعد بضعة أشهر على تلك الخيبة، يتأهب الشاذلي لخوض مباراة نصف نهائي كأس العالم FIFA ضد فرنسا، وهو الذي أمضى 199 دقيقة على دكة البدلاء. ويعلّق النجم الدولي البلجيكي قائلاً: “عشتُ موسمًا مضطربًا، كان الأمر صعبًا للغاية، حتى أنني تساءلت مع نفسي إن كنت سأستطيع الاستمرار في لعب كرة القدم. إن ما أعيشه الآن ضرب من ضروب الخيال. أشعر وكأنني أمشي فوق السحاب”. عندما أعلن روبرتو مارتينيز عن القائمة الأولية لفريق الشياطين الحمر، فوجئ الكثير من المراقبين بوجود اسم ناصر الشاذلي بين اللاعبين في التشكيلة، بل وكان الشاذلي نفسه أول المتعجبين، إذ لم يُخف اندهاشه حيال الفرصة التي مُنحت له، علمًا أنه هو المرشح الأكبر للاضطلاع بمركز الظهير الأيمن ضد فرنسا، خلفًا للموقوف توماس مونييه، بعدما شغل صاحب القميص رقم 15 موقع الجناح الأيسر ضد البرازيل. ويقول بنبرة يمتزج فيها الاندهاش بالطموح: “لقد كان النفق طويلاً ومظلمًا. لم أتخيّل أنني سأكون من بين الأسماء التي سيتم استدعاؤها.