+A
A-

إيمان المناعي... أصغر بحرينية تعتمد خبيرا عقاريا عالميا

والدي قدوتي وتعلمت منه حرفية الإدارة

القراءة والاطلاع ساهما في نجاحي وتفوقي

“الأعلى للمرأة” خير داعم بقيادة صاحبة السمو قرينة الملك

صدمة وفاة أخي ألهمتني القوة والاعتماد على النفس

المناعي: “الضربة اللي ما تذبحك تقويك”

ديرتنا البحرين تمتاز بأربع صفات أساسية وهذه هي!

 

 “من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه”، عبارة بدأت بها محدثتنا، حيث إنها تؤمن بها تماما وتطبقها في حياتها العملية والحياتية، فرغم التحديات والصعوبات التي واجهتها، إلا أنها تمكنت بفضل من الله من الوقوف وتخطيها، كما تقول.   من تلك التحديات وفاة أخيها الأصغر التي سببت لها صدمة، بيد أنها تخطتها ولم تمنعها من النجاح، بخلاف ذلك علمها هذا الموقف مجابهة الصعاب وتذليلها.

ضيفتنا هذا الأسبوع سيدة عصامية كونت نفسها بنفسها، وهي خبير ومدرب عقاري عالمي معتمد من أميركا وبريطانيا، مدير عام المبيعات والتطوير العقاري في شركة رويال إمباسادور، عضو في جمعية العقاريين العالمية والبريطانية والبحرينية، إنها إيمان المناعي التي لها تجربة كذلك في ريادة الأعمال، وقد بدأت مشروعها بتواضع بنحو 300 دينار، ووصلت إلى ما تصبو اليه، “فكل واحد لديه إبداع يستثمر في مجالها هذا”.  فيما يلي ضوابط اللقاء معها:

 

النشأة والدراسة

أنا محرقية بكل فخر، وأعتز بشكل عام بالمحرق ومنحازة لها بشكل خاص وعام، كما أنني متعصبة للبحرين ودرست في مدارسها الحكومية، فلست خريجة مدارس خاصة، ورغم أن التعليم مجاني، لكنه قوي وخرّج جميع الوزراء وأصحاب المراتب العالية. التحقت بجامعة البحرين وحصلت على شهادة في تخصص الإدارة والتسويق، والشهادة الثانية تقنية معلومات إدارية تخصص برمجة كمبيوتر  (MIS).

وأنا بنت وحيدة بين 3 إخوة، حيث توفي أحدهم قبل 17 عامًا في حادث سيارة، وهو سبب في تكوين شخصيتي اليوم، فقد كنت شابة خجولة من إلقاء الكلمة الصباحية في المدرسة، وأتحاشى التجمعات، وكانت شخصيتي مختلفة قبل الحادث المميت، ووقتها كان عمري 18 عامًا وحدث الحادث في أول يوم دراسي لي بجامعة البحرين. والدتي وأخي الصغير داخلا المستشفى وكانا يعانيان من أكثر من ٤ كسور في مناطق متفرقة لمدة شهرين ونصف الشهر، وأخي المتوفى لقي مصرعه في الحال وعمره 15 عامًا، انهار والدي وأخي الأكبر، فوضعت في موقف أنني يجب أن أكون قوية لأدير شؤون الأسرة. والحمد لله على أمر الله وقضائه، كله خير، فقد كان الموقف سببا لسلسة من النجاحات في حياتي، ولم يعد شيء يقف أمامي، فالصدمة كانت كبيرة بحيث أن الباقي لا يعادل نسمة هوى، وهذا ما أعطاني ثقة أن أي إخفاقات لا تهمني كثيرا وأخذت أواصل حياتي، بحسب المثال القائل “الضربة اللي ما تذبحك تقويك”.

 

فضل الداعمين الأساسيين

الفضل بعد الله لوالديّ، فوالدتي نمت فيَّ الجانب الديني، وعندما يسير الشخص على الطريق الصحيح، فإن الله سيعوضه خيرًا، وهذا ما لمسته في مسيرتي كلها. أما والدي، فهو قدوتي الإدارية، وتعلمت منه حرفية الإدارة وفنها، وهو صديق لي قبل أن يكون أبا، وهذا أعطاني كامرأة دعما كبيرا. والحكومة خير داعم لتمكين المرأة، وهذا نلمسه من خلال المجلس الأعلى للمرأة بقيادة قرينة الملك صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، وإننا في مملكة المرأة، مدعومة من أسرتها وحكومتها والمتميزة تلقى دعمًا كذلك من الأفراد. فالفرد عندما يتميز في عمله ويتعب وينتج، فإنه سيلقى إشادة من الناس (…) لدى المشاركة في المحافل والمعارض الخارجية؛ بهدف رفع اسم البلد وتشريف بلدنا في المرتبة الأولى والأخيرة، فعندما نُمتدح سيذكرون أننا من البحرين.

 

تأثير القراءة في أعمالك

القراءة ساعدتني كثيرًا، وأعمل على تثقيف نفسي على الدوام، والشخص لن ينجح إذا لم تكن لديه دراية ومعلومة في مجاله تكون مواكبة للأحداث التي وقعت، فالأحداث تتغير خصوصًا في عصرنا الإلكتروني في ثوانٍ، وإذا لم يكن على اطلاع دائم سيضيع الإنسان، خصوصًا بالنسبة لي لماذا سيثق فيَّ المستثمرين من أصحاب ملايين الدنانير لاستثمار أموالهم إذا لم أستطع إقناعهم بالمعلومة، وقد استثمرت من خلال الشهادات (المعلقة على الحائط هذه) على الرغم من أنني دخلت السوق العقارية، وأنا لا أملك أي معلومة عنه.

عندما طرح جلالة الملك نظام التملك الحر في العام 2005، لم نكن نعرف كبحرينيين ما هذا النظام، إذ لا تزال المعلومات شحيحة، فشعرت بالفضول لمثل هذا القانون، وكانت هنالك شركة تولت آنذاك مشروع أبراج اللؤلؤ، فتقدمت لها كمتدربة وخرجت من المقابلة الشخصية دون أن أجيب على أي سؤال بإجابة صحيحة؛ لأن لم يكن عندي علم بالعقارات نهائيًّا، إلا أنهم أخبروني أن شخصيتي أعجبتهم ومناسبة وطلبوا مني تثقيف نفسي، فعدت بعد أسبوعين لهم وأبهرتهم بالنتيجة وأخذوني متدربة لديهم لمدة 6 أشهر، وبحكم أنني شخصية اجتماعية ولدي علاقات اجتماعية واسعة تمكنت من بيع أعلى عدد من الشقق في ذلك الوقت. بعدها طلبت منهم العودة لاستكمال السنة الدراسية المتبقية عليَّ بالجامعة للحصول على البكالوريوس، إلا أنهم لم يستغنوا عني بفضل المبيعات التي حققتها وطلبوا مني الاستمرار، وكانوا متساهلين معي في أوقات العمل الصباحي، حيث أدرس بجامعة البحرين الى العاشرة مساء، فكان يومي يمتد 12 ساعة من العمل لمدة سنة كاملة.

 

خبرة 13 عاما

تخرجت في جامعة بالبحرين وخلال 4 سنوات تم اختياري كأصغر مديرة عام عقاري في ذلك الوقت وكان عمري آنذاك 27 عامًا، وحاليًا 37 عامًا وأعمل منذ 13 عامًا في القطاع العقاري.

ومنذ أصبحت مدير عام عقاري بدأت مسيرتي في تثقيف نفسي والاستثمار عقاريًا، ثم تم اختياري في العام 2015 كأول شابة بحرينية تعتمد كأول خبير عالمي، وهذه الشهادة ممنوحة لـ 2500 شخص فقط حول العالم، ثم حصلت على شهادة مدرب من الكلية العالمية للمدربين في أميركا، كما حصلت على شهادات من معهد كامبيردج في لندن كمدرب عقاري معتمد، وعضو في العديد من الجمعيات العقارية البحرينية والبريطانية والأميركية، عضو سابق في جمعية سيدات الأعمال البحرينية، حصلت على شهادة اجتياز كمثمنة من الأكاديمية العربية الأميركية للخبراء العقاريين، كذلك حصلت على شهادة تخصصية من الدرجة الرابعة في معهد الإدارة والتسويق من لندن، وهي الجامعة الوحيدة في العالم المتخصصة في المبيعات، وحضرت دورات كثيرة ومعارض كثيرة منها عقارية على مدى 13 عامًا، ومثلت البحرين في غرف التجارة في السعودية وكنت المرأة الوحيدة في الوفد البحريني المرسل والمتحدثة عن الاستثمار العقاري في البحرين لأكثر من 100 مستثمر سعودي. شاركت في محافل كثيرة مثلت فيها البحرين، وانخرطت في تقديم الدورات المجانية للبحرينيين من خلال المراكز الاجتماعية، وأقدم استشارات مجانية، وهذا رد جميل للحكومة؛ للأن شهاداتي بدعم من “تمكين”.

 

القطاع العقاري عاد لعزه

أول ما دخلت القطاع العقاري كان في عزه، وعاد الآن إلى عزه، فقد دخلت القطاع في العام 2005 وحدثت الطفرة العقارية العالمية في عامي 2007 و2008، وكانوا يطلقون على مكتبي عيادة أسنان من الطوابير في خارجه، إذ كان الناس يشترون بالأدوار وليس بالشقق، وكانت الطفرة العقارية خيالية في البحرين، فمشروع أبراج اللؤلؤ يتكون من 900 وحدة سكنية، وهو مدينة متكاملة وتمكنا من تسويقه في سنة ونصف السنة.

 

تفاؤل بالاكتشاف النفطي الكبير

لكن كلما استبشرنا خيرًا بعد الاكتشاف النفطي والغازي الأخير، والحكومة تقول دائمًا إن المستوى المعيشي للفرد البحريني خلال الأربع سنوات المقبلة سيكون الأعلى بين المواطنين الخليجيين، ننظر إلى ذلك نظرة تفاؤل ويقين بالوعود من الحكومة، إن خير هذا الحقل المكتشف سيعم أبناء البحرين بشكل أساس، ونظرتي تفاؤلية للحصول على مثل هذا الدعم الحكومي، وسمو رئيس الوزراء يسأل بشكل أبوي عن الصعوبات، ويعمل على تذليلها فعلى سبيل المثال عندما طرحت عن الصعوبات في جسر الملك فهد وإنشاء هيئة للتنظيم العقاري تم تأسيسها بعد شهر واحد، وهذا ما يجعل لدينا العزم لبذل المزيد، وقد أسست حسابات على سناب شات والانستغرام للتسويق للبحرين، فالحكومة فاتحة أبوابها للحصول على إقامات وفيز وخدمات، كما أن العائد التأجيري في البحرين أعلى من أوروبا، إذ إنه هناك 3% وفي البحرين 10%، والعائد السنوي في البنوك 2% قياسا بالعقارات 20%، فالمملكة تحتاج التسويق لها، ويجب على كل القطاعات تكثيف جهودها، والقطاعات كلها تدعم القطاع العقاري.

 

مستقلة ماديا

أخذت من عائلتي الاسم وأتشرف به، لكن لم أخذ مصدر مالي من عائلتي، وكل شيء أدفعه حصلت عليه بنفسي، وأنا مستقلة ماديًا، وبدأت براتب 300 دينار، ووصلت إلى مدير عام.

أسست شركتين للديكور الداخلي والشوكولاته لمدة 5 سنوات، نجحت خلالها ووصلت إلى العالمية عبر وسائل “سوشيال ميديا” دون رأس مال للمشروعين، ثم اضطررت لإغلاقهما لعدم تفرغي، خصوصًا أنني أحب إدارة عملي بنفسي، ونجحت لمدة ٥ سنوات، والآن تركيزي على العقارات، وأرغب حاليًا في التفرغ لخدمة البلد.

كنت مديرًا عامًا عقاريًا لشركة أبراج اللؤلؤ، ثم أصبحت عاطلة عن العمل لمدة 5 أعوام من العام 2009 إلى 2014، خلال هذه الفترة استثمرت علاقاتي مع المستثمرين الذين اشتروا مني شققًا أثناء عملي في تسويق الشقق في تأثيثها؛ لأن لدي هواية التصميم الداخلي، فأسست شركة تصميم داخلي Foi design و(Foi بالفرنسي تعني إيمان)، وتمكنت خلالها من تنفيذ ديكورات أكثر من 40 شقة في أبراج اللؤلؤ، وأكثر من 30 شقة في أمواج، وأكثر من 20 فيلا في الرفاع فيوز، وفلل خاصة في البحرين وكذلك فلل خاصة في الحي الديبلوماسي في السعودية، وكوفي شوب في الرياض.

بعدها بعامين، دشنت مشروع “بقشة للهدايا” المختص بالتغليف الشعبي في عراد، ويستخدم الخامات البحرينية الشعبية، وكانت تمنح هدايا للوفود الدبلوماسية من البحرين؛ لأنها تعكس الطابع البحريني وحققت فيه نجاحا. وقد حققت نجاحات لا تضاهى خلال 5 سنوات بسجل تجاري بـ 20 دينارا.

 

سفيرة البحرين

أطلق علي لقب سفيرة البحرين، وقبل أن أقوم بالتسويق للعقارات، فأنا أسوق لديرتي البحرين، وهذا اعتبره واجبًا أساسيًا على كل بحريني وبحرينية؛ لأن المملكة منحتنا الكثير، وتربينا على أرضها، وإذا لم نصبح سفراء لها، فمن سيسوق لها خارجيًا، على الرغم من أنها لا تحتاج تسويقا.

وأنشأت حساب على الانستغرام، ووضعت “هاش تاغ” بعنوان (Welcome_to_my_Bahrain) وضعت فيه ما يقارب 49 قصة لمستثمرين من جنسيات مختلفة تتعدى الـ 40 جنسية ومن خلال الصفحة عرضوا سبب اختيارهم للبحرين سكنًا لهم، ولماذا يفضلون البحرين على الدول الأخرى.

فالبحرين تمتاز بأربع نقاط أساسية، أولها الناس والحكومة متمثلة في صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الذي يقول دائمًا في مجلسه الأسبوعي العامر إن ثروة البلد هي الإنسان، والاستثمار في الفرد والشاب البحريني. إن عطاء الشباب البحريني يظهر اليوم عندما يأتي الناس من مختلف دول العالم ويكون انطباعهم أنهم لم يلتقوا من قبل بشباب بنفس المستوى الثقافي للبحرينيين، وبنفس طيبتهم (…) لا يشعرون بالغربة في البحرين، فالبلد معطاء بأبنائه وهو العنصر الرئيس والمهم في جذب هذه الجنسيات إليه.

العنصر الثاني ذو الأهمية هو أسعار العقارات في البحرين، فهي مدروسة جدًا مقارنة بالدول الأخرى وتعتبر الأنسب. والعنصر الثالث موقع البحرين الجغرافي، والعنصر الرابع أن البحرين سباقة في جميع المجالات سواء المالي أو التعليمي أو الصحي أو الثقافي أو التراثي هي الأولى بين كل الدول ومع وجود هذه العناصر، فإن من واجبنا أن نبرزها ونعكس روية الحكومة التي تعبت على الشاب البحريني، وهذا حصاد جهدها.