+A
A-

آيسلندا.. ثورة كروية عمودها الفقري “المدرب”

فرضت آيسلندا احترامها في مستهل مشوارها أمام الأرجنتين بمونديال روسيا وقدمت نفسها بصورة رائعة في أول ظهور لها بكأس العالم عندما انتزعت تعادلا ثمينا من التانجو بنتيجة 1/1.

وتأهل منتخب آيسلندا إلى كأس العالم بعدما حقق 22 نقطة في صدارة المجموعة التاسعة بتصفيات القارة الأوروبية ليتفوق على كرواتيا وبولندا في خطف بطاقة التأهل المباشر للبطولة.

جمهورية آيسلندا ربما تكون اصغر دولة مشاركة في كأس العالم، وظروفها تتشابه إلى حد كبير مع البحرين، فهي جزيرة أوروبية يبلغ تعداد سكانها 320,000 نسمة ومساحتها الكلية 103,000 كم2 بحسب موسوعة “ويكيبيديا”، ولكنها نجحت في بلوغ كأس العالم أما البحرين فإنها لازالت تهرول وراء تحقيق الحلم المونديالي. حتى منتصف التسعينات عانت آيسلندا في مجال كرة القدم، لم تمتلك الدولة أماكن للتدرب، ولعب كرة القدم هناك كان أمرا صعبا للغاية، في بطولة يورو 2016 فاجأ المنتخب الآيسلندي العالم أجمع بعد تأهله إلى دور ال16 ثم إقصائه لإنجلترا ولكن مغامرته انتهت أمام البلد المضيف فرنسا في ربع النهائي والخسارة بنتيجة 5-2.

ووفقا للمصادر فإن الهوس بكرة القدم في آيسلندا بدأ يزداد منذ 16 عاما بعد سلسلة من المشاريع التي أجرتها كل من الحكومة واتحاد الكرة وحتى المدارس والمستثمرين هناك الأمر الذي أحدث ثورة كبيرة لكرة القدم الآيسلندية.

مسيرة تطوير اللعبة بدأت بالمدرب الذي يمثل حجر الزاوية في الارتقاء بمخرجات كرة القدم، ففي عام 2009 سافرت مجموعة من مدربي كرة القدم الآيسلنديين الشباب إلى إنجلترا من أجل الدراسة للحصول على الرخص التدريبية، حيث يقول لارس لاجرباك مدرب آيسلندا في وقت سابق في أحد التصريحات الصحفية:”جزء من نجاحنا الذي حققناه هو مجموعة المدربين الذين سافروا وتعلموا جيدا لمدة 6 أو 7 أعوام لينقلوا ثقافة كبيرة إلى دولتنا ساهمت فيما حققناه على المدى البعيد”. وقامت الحكومة بالتعاون مع اتحاد الكرة ومدارس الكرة بتقديم تسهيلات لكي يكون هناك العديد من المدربين ليطوروا جيلا جديدا من الأطفال يصبح فيما بعد لاعبين يقودون المنتخب لعدد من النجاحات.

ولدى الاتحاد الأوروبي قاعدة محددة وهي أن يكون لديك رخص A وB لكي تصبح قادرا على التدريب في نادي محترف والشباب على الترتيب، وكلما كان لدى الدولة عدد من المدربين المؤهلين كلما كانت أفضل، ويمتلك الاتحاد الآيسلندي حوالي 563 مدربا يمتلك الرخصة B و165 مدربا يمتلكون الرخصة A من الاتحاد الأوروبي وكان ذلك في نهاية العام 2013 وبالطبع زادت تلك النسبة كثيرا.

ووفقا للبحث الذي أجراه أحد الإعلاميين خلال يورو 2016 تتم معاملة جميع المدربين بطريقة متساوية ويتم تقديم الدعم لهم بصورة عادلة دون التفرقة بين أحدهم، بجانب الطموح لدى كل قرية آيسلندية أن يكون لديها مدرب جيد يذكر اسمه دائما في وسائل الإعلام. حصدت أيسلندا الثمار سريعا وأصبح لديها عدد من اللاعبين الموهوبين على مدار العقد الأخير أكثر مما أنتجت على الإطلاق في أي وقت، ويتم حاليا إنتاج أكثر من 100 موهوب، ونظام تعليم المدربين لم يتوقف حتى انه يطبق على الشباب ولاعبي المنتخب.

وما يجعل أيسلندا قوية للغاية وتمتلك شبابا لا يستسلمون هو النظام التدريبي القوي الذي عملوا من أجله منذ بداية الألفية، وأصبح هناك مدربا مؤهلا للتدريب مقابل 825 نسمة في الدولة، في إنجلترا يوجد مدرب مؤهل مقابل 11 ألف نسمة على سبيل المثال لا الحصر.