+A
A-

الاستشاري الميمان لـ “البلاد”: فريق طبي من “حمد الجامعي” ينهي معاناة شابة بحرينية

ظل فريق طبي من أطباء مستشفى حمد الجامعي يتابعون حالة مريضة بحرينية في الثلاثين من العمر ومصابة بمرض وراثي نادر حتى تستكمل أشهر حملها التسعة، وتضع طفلها بسلام، لإجراء عملية غير مسبوقة لإزالة “ورمين “ من على جانبي رأس المريضة، سببا لها صداعا شديدا جدا ومفاجئا.

استشاري جراحة المخ والأعصاب بالمستشفى طلال الميمان الذي عاين المريضة وأشرف على علاجها، استعرض الحالة، قائلا، استقبل مستشفى الملك حمد الجامعي شابة بحرينية في مقتبل الثلاثين، وكانت تعاني صداعا شديدا جدا ومفاجئا خلف العين اليسرى أثناء فترة الحمل، وازداد الألم بعد الضغط الناتج من الولادة الطبيعية مؤديا إلى ارتخاء جفن العين اليسرى.

وأشار إلى أن الأطباء لم يتمكنوا من الكشف وإجراء فحوصات شاملة على المريضة؛ لأنها كانتب فترة الحمل وكانت هناك متابعة حثيثة للمريضة للحفاظ على صحتها وصحة الطفل، مردفا ومن خلال المتابعة لاحظ الفريق تطور حالتها بعد عملية الولادة الطبيعية بأسبوع، حيث تم إحضار المريضة إلى المستشفى، وتم استدعاء فريق الأشعة التداخلية بالمستشفى لفحص حالة المريضة عن طريق القسطرة، وقد تبين من تقرير التشخيص وجود انتفاخين يشبه البالون يسمى بأم الدم في مكانين وأحجام مختلفة في الجهة اليسرى من فص المخ، وهي الجهة المعنية بالنطق، والتي يستحيل علاجها بالقسطرة العلاجية؛ نظرا لكبر حجم واتساع عنق الانتفاخين.

وبعدها تم تحويل المريضة إلى قسم المخ والأعصاب، لتكون تحت إشرافي من خلال خبرتي المهنية المتقدمة في هذا التخصص، كاستشاري متخصص بجراحة المخ والأعصاب بالمستشفى، وبعد الكشف وصور الأشعة، التي تم من خلالها تحديد الأجزاء الدقيقة في المخ التي سنعمل عليها، وبعد بمعاينة المريضة، قررت ضرورة إجراء عملية فتح لقاع الجمجمة والوصول للشريان الخلفي، متفاديا المرور أو الاقتراب من الشرايين المهمة بالمخ وتحديد موقع الانتفاخيين “أم الدم” تحديدا واضحا وكاملا، وخلال العملية قمت بوضع حابس على عنق الشريان الكبير “البالون الكبير” وإفراغ الدم منه وإزالة الضغط عن العصب الثالث الذي كان يسبب الصداع، والعمل في الوقت نفسه على إنهاء ومعالجة البالون الثانوي عن طريق اللف، وتمكنت من أجراء هذه الخطوات الجراحية بدقة ونجاح متناهية جدا.

وقال استشاري جراحة المخ والأعصاب طلال الميمان، أن هذه الحالة تعتبر حالة نادرة جدا، مبينا أنها أول حالة يستقبلها مستشفى الملك حمد الجامعي، في مثل هذا الوضع حيث إنه من المتعارف أن تتشكل بالونة واحدة في شرايين المخ، إلا أنه في حال المريضة الثلاثينية، فقد بينت القسطرة والأشعة وجود بالونتين.

وأوضح الاستشاري أن مثل هذه الحالات تعد نادرة ليس على مستوى البحرين، بل على مستوى العالم، مشيرا إلى أنه لا يوجد سبب معين محدد لهذا النوع من الإصابات، موضحا أن الدراسات العالمية الطبية المتخصصة ترجع بعضها إلى أنها تعود لأسباب وراثية.

وأردف أن تحقيق النجاح من جانب الفريق في هذه الحالة على الرغم من خطورتها يعد إنجازا غير مسبوق؛ لأن أي مجازفة غير مدروسة في مكان الورم قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، وهو ما يؤكد الحرفية والمهارة التي تمتلكها الكوادر الطبية والتمريضية والفنية العاملة في مستشفى حمد الجامعي.