+A
A-

دوق يورك: لدينا الكثير لنتعلمه من البحرين في التسامح وقبول الآخر

استضاف دوق يورك صاحب السمو الملكي الأمير أندرو في قصر (ويندسور) بلندن أمس الخميس، جمعية هذه هي البحرين، استعرض خلالها للمجتمع الإنجليزي، التجربة البحرينية الرائدة في مجال التسامح والتعايش بين الأديان، والتي وصفها سموه “بالمذهلة”.

وجاءت هذه البادرة الكريمة بعد الزيارة والحفاوة التي تلقاها أمير يورك أثناء زيارته الأخيرة لمركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، والتي عبر خلالها عن جم سعادته بالشوط الذي قطعته مملكة البحرين في التعايش ما بين الأديان والمذاهب المختلفة، والتعدد الإثني، والانفتاح على الآخر. وأشاد دوق يورك في كلمة سامية ألقاها على جمع الحضور الغفير الذين تكدست بهم القاعة، والذين يمثلون المؤسسات البريطانية المعنية بالتعايش والتسامح الديني، والذين حرصوا على الحضور بقوله بالشوط الذي قطعته مملكة البحرين في التعايش والانفتاح على الآخر بقوله “يجب علينا جميعاً أن نتعلم من النموذج البحريني للتعايش والسلام، والذي نجح في تقديم تجربة يحتذى بها على مستوى العالم”. وفي معرض تعليقه على جهود جمعية هذه البحرين، ومن خلال زياراتها لأكثر من 11 دولة خلال السنوات الأربع الماضية، أكد صاحب السمو الملكي بأن “بريطانيا لديها الكثير للتعلمة من البحرين، في مجالات التعايش والتسامح، حيث إنها بالبحرين ليس هدفا وانما واقعا حقيقيا يعيشه الجميع على أرض المملكة، بشكل يومي، وبانسجام تام، كعائلة واحدة”.

وبحديثه عن كرسي جلالة الملك بروما قال “هي أولى المبادرات على مستوى العالم، من جانب جلالة الملك حمد، بخطوة أولى وأساسية للوصول الى العالمية، من خلال مركز الملك حمد للتعايش السلمي”.

وتابع سموه “جلالة الملك حمد بن عيسى يؤمن بأن ما نعيشه اليوم على أرض مملكة البحرين من تسامح وتعايش، يعود الفضل فيه للسياسة الحكمية والنظرة الثاقبة لحكام آل خليفة الكرام منذ 200 عام، وبأنهم اتجهوا للشراكة والتعاون مع بريطانيا، دون غيرها من دول العالم الأخرى”.

وقال سموه “البحرين تعلمت الكثير من بريطانيا قبل 200 سنة، أؤكد لكم بأن البحرين تمتلك الآن الكثير مما يمكن لبريطانيا أن تستفيد منه على مستويات التعايش والانفتاح على الآخر، والتجارب الثقافية والإنسانية”.

وأكد سموه” ما شهدته بنفسي في زيارتي الأخيرة للبحرين، ومن خلال للجهود التي تبذلها مملكة البحرين بهذا السياق، بأن ما وصلت اليه هو واقع ملموس تعيشه المملكة، بينما نحن نتحدث عن هذه الطموحات في المملكة المتحدة”.

وواصل سموه” نأمل بأن تسهم الاتفاقية ما بين مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، و”سانت جورج هاوس” في توثيق العلاقات التاريخية التي تربط العائلتين المالكتين، آل خليفة وعائلة ويندسور”.

من جهته، ألقى الشيخ فواز بن محمد آل خليفة كلمة للحضور، قال فيها” نيابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، يشرفني أن أزجي آيات الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي دوق يورك؛ لدعوته الكريمة لاستضافة هذا الحدث في قصره التاريخي”.

وأضاف “لطالما كانت ومازالت مملكة البحرين مركزا للحوار والتعايش السلمي، والوجود المشترك، لقرون مضت، أن موقعنا التاريخي كميناء للتجارة، وبوابة مفتوحة على الشرق والغرب، جعلت من مملكة البحرين مجتمعا منفتحاً، ومتميزاً، مع تراث عريق، ومحمود للتنوع، والتسامح”.

وتابع “إن البحرين الحديثة هي بحق مجتمع متعدد الديانات، يحتوي على المساجد، والكنائس، والمعابد، للصلاة، كملل مختلفة تتعايش بسلام، وتناغم، وتفهم، وتفاهم، وفي هذه الأيام الحالية نرى في البحرين تعمير وبناء كاتدرائية السيدة، أكبر كنيسة في الجزيرة العربية، تبنى على أرض تم منحها من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، وتجاور مسجدا حديثاً كذلك”.

وقال “إنه من دواعي سروري أن أرحب بكم جميعا في هذا الحوار حول التنوع الديني، والتعايش السلمي، من خلال مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وحوار الأديان، لافتين إلى الأهمية البالغة للقيم التي يتبناها العالم الحديث، والدور الذي يمكن أن يلعبه للتغلب على عدم التطرف”.

وواصل “أتمنى أن تجدوا هذا الحدث هاديا ودليلا يفيض بالمعلومات المفيدة، مما يسمح لنا اليوم بمزيد من التفاهم المشترك، حول حاجتنا للحوار، والوجود المشترك لمواجهة التحديات على الساحة الدولية”.

من جهتها، أعربت نائب رئيس مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، ورئيس جمعية هذه هي البحرين بيتسي ماثيسون عن سعادتها بهذه الاستضافة الملكية، والتي احتضنتها قلعة (ويندسور) عن تقديرها العميق لهذه الاستضافة، مضيفة” جاءت تجربة “جمعية هذه هي البحرين” بدعم ومساندة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والذي ترجمت مشاريع الجمعية الرائدة فسلفته الملكية نحو عالم يخلو من الكراهية والضغينة، والتي تشطر المجتمعات، وتوجد الفرقة بها، بناء على اللون والمذهب والعرق”.

وأردفت بيتسي” بناء على هذا المشروع الطموح والناهض، كانت هنالك محطات متنوعة ومتجددة في عدد من عواصم العالم للحوار والنقاش شدت هذه هي البحرين رحالها اليها، لنقل فلسلفة جلالة الملك نحو عالم يتعايش مع بعضه في أجواء من الألفة والمحبة، بعيداً عن التعصب والتشدد والكراهية “.

وأضافت “بناء على هذه الجهود الملكية الفريدة، والتي تسعى لإيجاد عالم أفضل يرتكز على مختلف الثقافات والحضارات، تم تدشين كرسي باسم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في جامعة لاسبينزا لتدريس الحوار والسلام والتفاهم والأديان بروما، بخطوة كبيرة وواثقة لتدريس الحوار، والسلام، والتفاهم بين الأديان، بمختلف دول العالم، ارتكازا على مملكة تتمرغ بالحضارة الإنسانية القائمة على المبادئ السامية للتعايش، بين جميع الطوائف، والأديان، الأمر الذي يميز البحرين منذ القدم”. وأكملت “إن العالم لهو بحاجة ماسة لمثل هذه المبادرات العظيمة والتي تساهم في التقريب بين الأديان، والمذاهب، وتنشر ثقافة الوسطية، والاعتدال، وتبعد التطرف، والتعصب، عن المجتمعات، والتي هي بأمس الحاجة لهذا التنوع الذي دأبت عليه مملكة البحرين وباتت النموذج الأفضل عالمياً في التعايش بين الجميع، مهما اختلفت أديانهم، أو عرقياتهم، أو خلفياتهم الدينية”.

وقالت ماثيسون “إن كرسي جلالة الملك، والذي منح لأفضل الجامعات الإيطالية وأعرقها، سيسهم في تدريس الشباب من مختلف مناطق العالم، حول القيم الأصيلة التي تميز شعب البحرين، خاصة في التقريب ما بين المذاهب والأديان، إيمانا من جلالته العميق بمكانة البحرين كمملكة زاهرة وملهمة، ترعى الوسطية، والاعتدال المنفتح على العالم، بجميع ثقافاته، وأديانه، ومعتقداته”.

وأشارت بسياق حديثها إلى أن هذه الجهود الاستثنائية لجلالة الملك، أسهمت بإعلان تدشين مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، والذي يمثل انطلاقة كبيرة نحو عالم آمن، يخلو من الكراهية، والتطرف، وليؤكد – بذات الوقت- على أن البحرين هي الدولة الرائدة والمتقدمة دائما في نشر قيم التسامح، والتعايش، والتعددية الدينية، وبأنها موئل لكل الذين ينشدون السلام والتعايش الآمن. وبينت ماثيسون بأن” إنشاء المركز يعكس حالة التمازج المجتمعي المميز للمكونات البحرينية، وبأنه يمثل انطلاقة نحو العالمية، برسالة تقوم على بث صور التعايش المميزة في المملكة، عبر خلق مسار تعاون مشترك مع مراكز التسامح والتعايش بين الأديان، والسلام في الشرق الأوسط، ودول العالم، وبأن يكون هذا المركز العالمي مرجعاً مرموقاً لتوفير المعلومات البحثية المتنوعة التي تخص مجالات التعايش بين الشعوب، وللنظر والمعالجة على حد سواء لمعالجة القضايا وللنظر والمعالجة على حد سواء لمعالجة القضايا الإنسانية”.

وأردفت بفخر “وفي سياق هذه المبادرات العظيمة، جاءت المشروع الثالث والتي تفخر به مملكة البحرين، وهو إطلاق وثيقة اعلان مملكة البحرين، والتي تم توقيعها في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية في 13 سبتمبر 2017، حيث قامت جمعية “هذه هي البحرين” بتنظيم الحفل الذي أقيم تحت رعاية ملك البحرين”.

بعدها تم عرض فيديو لجمع الحضور عن مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، معبرا عن رؤى وفلسفة جلالة الملك الحكيمة نحو عالم يخلو من التطرف والكراهية، لتنشئة أجيال نقية، ترتبط فيما بينها على التفاهم والمحبة، والاندماج.